القائمة الرئيسية

الصفحات

 

بارت 6 ( مبادلة )




أصبحت عائلة وايت هي عائلتي تلك العائلة التي لم أعد أستطيع العيش دونها آرثر  و بيلا و عمتي  بيانكا وحتى لوكا... لم ينظروا إلي كفتاة يتيمة أو شخص غريب بل اعتنوا بي وعاملوني كابنتهم وأختهم منحوني الحب والثقة وكل ما يمكن أن أتمناه في هذه الحياة.

 

لكن وايت... كان استثناء دائماً كان هو الشخص الوحيد الذي أشعر بأنه لا يتحملني تماماً عيناه كانتا تعكسان هذا الشعور وكثيراً ما كانت كلماته تجرحني كما لو كانت خناجر حادة تخترق قلبي ومع ذلك... لا أزال أحبه لا أعلم لماذا لا أعلم لماذا ينبض قلبي باسمه ولا أعلم لماذا يسكن في أعماقي رغم كل الجفاء الذي يظهره لي وايت ليس مجرد شخص في حياتي هو يسكن في قلبي بعمق حتى عندما يكون بعيداً أحبه حباً صعب المنال وكأنه حلم مستحيل الوصول إليه أنا نفسي لا أفهم مشاعري وكأن هناك دوامة داخل عقلي تحارب قلبي معركة دائمة بين العقل والقلب وبين الرغبة في النسيان والاستسلام لهذا الحب المجنون.

 

 

طرقت باب مكتبه بتردد وسمعت صوته العميق يمنحني الإذن بالدخول لكن نبرته كانت جافة وبعيدة عن أي دفء وكأنها تنذر بأن شيئاً غير جيد ينتظرني ابتلعت ريقي بصعوبة واستجمعت شجاعتي قبل أن أفتح الباب ببطء دخلت الغرفة لأجده يمشي ذهاباً وإياباً في أرجاء المكتب كان يبدو مشغولاً شعره المبعثر وخصلاته المتمردة تسقط على جبينه بطريقة عفوية لكنها تحمل في طياتها هالة من القوة والسيطرة نظراته كانت باردة كالجليد لكنها  كما اعتدت دائماً  كانت تخفي أكثر مما تظهر.

 

وقفت عند الباب للحظة غير قادرة على التحرك شعرت وكأن الهواء بدأ ينفد من الغرفة وكأن وجوده وحده يكفي لإثقال الأجواء نظر إلي للحظة ثم عاد إلى تنقلاته الصامتة قلت بصوت هادئ ولكنه حازم :-

 

_ لقد طلبتني زعيم ؟

رفع رأسه ببطء ونظر إلي دون أن ينبس ببنت شفة ثوانٍ قليلة لكنها كانت كافية لتجعل قلبي يخفق بجنون كنت أكره صمته هذا دائمًا ما يجعلني أشعر بعدم الارتياح .

 

أخيرًا وضع يديه في جيوب بنطاله وأكمام قميصه المرتفعة أظهرت عروقه الواضحة التي تنبض غضبًا قال بصوت عميق ومسيطر لكنه كان يحمل في طياته شيء من الغضب  المكبوت :-

_ أتعلمين أن هناك من أتصل بي قبل قليل يشكوكِ لي .

حدقت فيه بعينين ضيقتين محاولة استرجاع ذاكرتي من يمكن أن يتجرأ على الشكوى لي؟ لم يستغرق الأمر طويلًا حتى خطرت لي فكرة لكنني أردت أن أتأكد أولًا سألت بهدوء رغم أنني كنت أعلم الإجابة تقريبًا :-

_ من الذي شكوني لك زعيم ؟

_ جوين أتصل ليخبرني أنك قمتي بضرب فتاته المدللة ليزا هي و أخيها .

 

للحظات تذكرت ما حصل معهما ليلة البارحة عندما شاهدتهما في أحد مهامي الاستكشافية كانت ليزا أحد العواهر التي كانت تتمتع بجسد وايت و بما يفعله لها كنت أتمنى قتلها حقاً لكن لصلة والدها بوايت لم أستطع قتلها كانت مدللة جداً و لم تأبه أن كان وايت قد أقتحم جسدها أم لا فهي كانت خاضعة له بكل كيانها كان مشاهدتها و هي تتغنج لوايت يجعلني أحترق بكل كياني بصمت لكن عندما نضرت لها في ذلك اليوم تشاجرنا كلامياً و نعتتني بالعاهرة فلم أحتمل فصفعتها بقوة لتسقط على الأرض و أخذت بشد شعرها لأجعلها تنهض من الأرض و هي تمسك بيدي تحاول تخفيف الألم الذي شعرت به لأنضر الى شفتها التي كانت تنزف دماء و لم أهتم كان الغضب مسيطراً علي بالكامل لأقول لها حينها :-

_ أول مرة أسمع جرذ صغير و عاهر ينعت الآخرين بالعاهرة و هو كالقمامة يقذف بنفسه لأي كان .

لم تتحمل ليزا تلك الكلمات اشتعلت غضب وصرخت في وجهي بصوتٍ مختنقٍ بالغيظ :-

_ أيتها اللعينة الحقيرة أتركيني سوف يعاقبك وايت على هذا .

ابتسمت لها بسخرية مطلقة متعجبة من ثقتها الزائدة بنفسها رغم كل ما هي عليه :-

_ لا تغتري بنفسك كثيراً أنتي مجرد لعبة بين يديه كالألعاب التي يلهو بها و يرميها بمكب النفايات .

تغير لون وجهها إلى الأحمر الداكن وبدا الغضب يأكلها حيًا لم تتحمل الإهانة لكن قبل أن تتمكن من الرد تدخل أخوها بغضب عارم حاول ضربي باستخدام مسدسه كسلاح بدائي لكنني كنت أسرع منه بكثير بحركة بديهية تفاديت الضربة ببراعة وانتزعت سلاحي من غمده.

 

ضغطت على الزناد دون تردد الرصاصة اخترقت عظم ساقه مباشرة وأصابته بمكانٍ مؤلم للغاية تلوى على الأرض كحيوان جريح يئن ويصرخ من الألم بنحيب مبالغ فيه وكأنه طفل صغير ركضت ليزا بدورها الى أخيها و هي تصرخ و تبكي و تنتحب كالبلهاء تحاول أن توقف النزيف :-

_ أياكِ و اللعب معي فاللعب معي مؤلم لن يعجبكِ .

تركتها لأتوجه الى السيارة بعد ذلك .....

 

 

تدفقت كل تلك التفاصيل إلى عقلي كشريط ذكريات سريع، فأنخفضت بنظري إلى الأرض برهة وكأنني أحاول استجماع قواي قبل أن أرد عليه ثم رفعت بصري إليه مرة أخرى وقلت بصوت هادئ ولكنه مشبع بالتحدي :-

_ هي من بدأت بالأمر .

لكن صراخه الغاضب ارتفع في المكان كالرعد يهز الأجواء ويملأها بتوتر مكثف :-

_ و هل أنتي طفلة لتتشاجري مع من يتشاجر معك .

لم أستطع تحمل كلماته التي جعلتني أشعر وكأنني الضحية والجاني في آنٍ واحد كيف يمكنه أن يلومني بهذه الطريقة بينما أنا كنت المعتدى عليها؟ لن أسكت هذه المرة لن أسمح لأحد بأن يجعلني أبدو كالمذنبة رفعت رأسي ببطء ونظرت مباشرة في عينيه بنظرة مفعمة بالأزدراء والغضب وأجبت بثقة لا تقبل الجدل :-

_ لن أقبل أن ينعتني أحد بالعاهرة حتى و أن كانت أحد عاهراتك التي تمتعك في السرير لقد نالت ما تستحق و أنا لست بنادمة على ما قمت به و لو عاد بي الزمن لقتلتها أيضاً ولن تهتز شعرة مني .

 

انقبض الجو فجأة وكأن الهواء نفسه قد توقف عن الحركة الزعيم ضيق عينيه وتحولتا إلى وهج مشتعل كجحيم لا يطاق بدا وكأنه يحاول قراءة روحي من خلال عيني لكنني لم أتراجع أو أغمض عيني للحظة كان هناك شيء في نظرته خليط من الغضب والدهشة وكأنه لم يكن يتوقع هذا الرد مني ثم قال بصوت عميق ومسيطر لكنه محمل بتهديد غير مباشر :-

_ على من ترفعين صوتك أيف ؟


صمت للحظة لكنني لم أستطع أن أبقى مكتوفة الأيدي بينما يسلب حقي أمام عيني كيف لي أن أسكت وأنا التي تحملت كل شيء بصبر؟ نعم كنت أخاف من وايت لكني تساءلت إلى متى سأظل خائفة؟ إلى متى سيستمر في التلاعب بي وتقديم عاهراته على حسابي وكأنني مجرد قطعة قذرة لا قيمة لها؟

 

رفعت رأسي ببطء ونظرت إليه مباشرة حاولت أن أخفي الغصة التي اجتاحت حنجرتي تلك اللوعة التي كانت تخنقني دون رحمة لكنني لم أستطع كبت مشاعري تمامًا صوتي خرج هادئ ولكنه كان مشبع بالمرارة والتحدي :-

 

_ لما تدافع عن عاهراتك ضدي و كأنني أحد الحيوانات القذرة التي تخاف عليهن مني أنا صنيعتك أنسيت هذا أنا التي جعلتني حيوانك الذي تقوده ولم أتكلم بشيء كرهتني ولم أفعل شيء فعلت ما وقعت عليه في الصفقة لكنك تدافع عن قذاراتك ولن تدافع عن ألة القتل خاصتك هذا يكفي .

 

ما هي إلا لحظات حتى شعرت بيده تقبض على خصلات شعري بقوة ليشد رأسي إلى الخلف بعنف ارتطم جسدي بجسده وخرج مني أنين مكتوم نتيجة الألم الحاد الذي اخترق فروة رأسي عيناه كانتا مشتعلتين غضب كأنهما تنفثان لهيب لا يطاق يا للهول لماذا لم ألتزم الصمت؟ لكنني شعرت حقًا بأنني بحاجة لإخراج شيء من تلك الكلمات التي كانت تعصف بقلبي ربما لأجعله يفهم ولو قليلاً ما يدور في داخلي لكن النتيجة كانت كالعادة غضبه المدمر ونظراته المظلمة وعروق رقبته البارزة التي تنبض بالتوتر والانفعال.

 

كم هو منفصم! همس هذا الفكر في ذهني بينما كان يشد شعري بقوة أكبر كيف يمكن لشخص أن يحب شيء ثم يسيء إليه بهذه الطريقة؟ كنت أحاول دفعه بعيدًا عني وأرجو في سري أن يخفف قبضته ولو قليلاً فقد شعرت وكأن شعري سيقتلع من جذوره ثم انطلقت كلماته بصوت غليظ يحمل في طياته كل القوة والتهديد صوت يجعل القشعريرة تدب في أنحاء جسدي :-

_ بدأتي تتمادين أيف ، أنا متغاض الى الآن على جميع تصرفاتك و أقاويلك ترفعين صوتك في وجهي أتريدين الموت يا صغيرة ... همم ؟

 

بدأت الدموع تتجمع في عيني لكنني حاولت جاهدة ألا أدعها تسقط أمامه لن أعطيه هذه اللذة لن أسمح له برؤية ضعفي أو آلامي أجابت نظراتي الثاقبة عن صمتي قبل أن أنطق بكلماتي بصوتٍ مختنق :-

_ أنا دافعت عن نفسي فقط .

لكن رده جاء سريع وحاد وكأنه يريد أن يسحقني تحت وطأة كلماته :-

_ يبدو أنك بدأتي بالتمرد أيف ، تذكري أنك عاهرة مثلهن تماماً و سلاحي الخاص .

كلماته كانت كسكاكين تخترق قلبي مباشرة لم يكن الألم جسدي فقط بل كان أعمق من ذلك بكثير لقد طعن أنوثتي وهز كبريائي كان ينظر إلي بنظرة مملوءة بالغضب والسخرية وكأنه يذكرني بمكاني الحقيقي في عالمه المشوه حاولت أن أبتلع ريقي وأنا أواجهه بتحدي رغم الألم الذي كان يمزقني من الداخل بقيت واقفة بشموخ وأجبت بصوت يحمل كل الكبرياء المتبقي في روحي :-

_ أنت مخطئ يا سيد وايت آديسون عاهراتك ليست سوى حلقات صغيرة في سلسال خلخال قدمي أنا لست واحدة منهن أنا ملاك الموت الذي يحصد أرواحهن إذا أردت وإذا كنت تراني مثلهن فالخلل ليس بي بل في عينيك التي لا ترى الجواهر وتنشغل فقط بالمزيفين.

 


واجهته بتلك الكلمات وأنا أعلم تمامًا أنني أغرق نفسي في بحر من التحديات التي قد لا أجد لها مخرج كان يبتسم ابتسامة قاتلة تختبئ خلفها كل معاني التهديد والسيطرة شعرت بأصابعه تزداد قبضًا على شعري ثم انسلت أطراف أصابعه نحو فكي حيث أمسك به بقوة مفرطة وكأنه يريد سحق عظام وجهي بين يديه همس في أذني بصوت منخفض لكنه كان حاد وخطير كفحيح الأفاعي :-

_ تعجبني ثقتك بنفسك يا أيف لكن لا تقفي في وجهي تعلمين جيدًا أنني أستطيع سحقك متى أردت بسهولة تامة لصبري حدود... وتعرفين أنه ضيق للغاية لا تختبري غضبي فأنتِ تعرفين جيدًا ما يمكنني فعله بكِ ولربما ستخسرين ما هو أغلى ما لديكِ... هذا آخر تنبيه لكِ يا أفيونتي.

 

نظر في عيني مؤكد كل كلمة قالها بثقل وثقة مطلقة لكن عندما نطقت شفاهه بتلك الكلمة الأخيرة ذلك اللقب الذي اختاره لي منذ زمن بعيد شعرت بشيء ما يتسلل إلى أعماقي لماذا اختار أن ينعتني بهذه الزهرة تحديدًا؟ لماذا تلك الكلمة بالذات من بين كل الألقام والأزهار التي يمكن أن يستخدمها؟ كان هذا السر يطاردني دائمًا كشيء أريد اكتشافه ولا أستطيع كان قريب جدًا مني أكثر مما كنت أتخيل الآن وأنا أشعر بجسدي الملتصق بجسده الضخم فهمت أنه ليس مجرد لقب عابر كان يعني شيء أكبر شيء لم أستطع فك طلاسمه بعد.

 

أفلت شعري ببطء لكنه لم يقطع التواصل البصري مطلقًا نظراته كانت باردة كالجليد لا تتغير وكأنها تعكس قرارًا نهائيًا لا رجعة فيه ثم ابتعد عني بخطوة لكنه ظل يراقبني كما لو كان ينتظر رد فعل معين قال بصوت هادئ ولكنه حازم :-

_ ستذهبين للأعتذار منها .

تجمدت في مكاني للحظة وشعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدمي هل سمعته بشكل صحيح؟ هل يطلب مني أن أعتذر لتلك الفتاة التي أهانتني وجرأت على نعتي بكلمات لا تغتفر؟ هذا مستحيل لن أفعل ذلك مهما كانت العواقب.

 

نظرت إليه بعينين متسعتين من الصدمة والرفض وقلت بصوتٍ واضح ومتحدي :-

_ لن أعتذر لها .

رفع حاجبيه قليلًا وكأنه لم يكن يتوقع هذه الإجابة أو ربما لأنه اعتاد على الطاعة العمياء من الآخرين صوته أصبح أكثر حدة عندما رد :-

_ أتكسرين كلامي ؟

رغم الغضب الذي كان يغلي بداخلي قلت بهدوء :-
_  لن أعتذر لشخص لا يستحق الاعتذار إذا كنت تعتقد أنني سأركع أمامها فقط لأنك تأمرني بذلك فأنت مخطئ.

اقترب مني مرة أخرى وهذه المرة كان غضبه أكثر وضوحًا وضع يده على ذقني وأمال وجهي نحوه وكأنه يريد أن يتأكد من أنني أفهم تمامًا خطورة ما أقوله قال بصوتٍ منخفض ولكنه مليء بالتهديد :-
_ أيف لا تختبري صبري أكثر مما ينبغي أنا لا أكرر كلامي مرتين.

لم أتراجع و رددت عليه :-
_ إذا كنت تريد أن تجبرني فافعل ما بدا لك لكن لن أنطق بكلمة اعتذار لها ولو كنتَ ستقتلني.

صاح بوجهي بصوت يخترق جسدي و يرتعد خوفاً :-

_ أيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف

لكنني رغم ارتعاش جسدي من هول صراخه أجبت بإصرار لا يتزعزع :-

_ لن أعتذر منها هي من بدأت و أنا لن أسكت على أهانتها لي فأنا أبنتك أمام الجميع و أهانتي من أهانتك لن أعتذر .

 

كانت هذه حجتي التي كنت أعلم أنها ستضع حدًا للنقاش لن يطلب مني الاعتذار بعد هذا الكلام كنت أعلم مدى أهمية كرامته وكرامة عائلته بالنسبة له فهو الرجل الذي يحرص دائمًا على أن يبدو في أفضل صورة أمام العالم وما فعلته ليزا لم يكن مجرد إهانة لي بل كان تحدي لكرامته هو أيضا لقد دافعت عن نفسي وعن العائلة بأكملها وهذا ما سيجعل الجميع يفكرون ألف مرة قبل التجرؤ على التعدي علينا صحيح أنني الفتاة التي اشتراها وايت ذات يوم لكن أمام العالم أنا ابنته وذراعه الأيمن وهو يعرف أنه لن يتخلى عني بهذه السهولة.

 

شعرت بتغير في الأجواء الزعيم لم يعد يتحدث ولم يصدر أي أمر آخر فقط أشار إلي بيده بالخروج شعرت حينها بنصر كبير يغمرني ابتسمت ابتسامة صغيرة ولكنها مفعمة بالثقة وكأنني أخبره دون كلمات أنني قد فزت في هذه المعركة الصامتة وجهه كان متجهم مليء بالغضب  لكنني لم أكن أهتم خرجت من مكتبه وأنا أشعر بأنني قد انتصرت على وحش خطير من الصعب للغاية أن يهزم.

 

.

.

.

( بيلا )

 

.

.

.

كنت أقف في قاعة التدريب أطلق الرصاصات تلو الأخرى نحو الهدف كل طلقة كانت تعبر عن حالة من الغضب المكبوت والصراع الداخلي الذي يمزقني لا زلت أتذكر تلك الليلة... ليلة لم أستطع أن أنساها ولم أستطع أن أتجاوزها آرثر ذلك الاسم الذي أصبح يحمل في طياته الألم والخيانة كان قد حاول أن يأخذ ما لم يكن له الحق في أخذه وهي عذريتي  كنت ضعيفة أمام غضبه عاجزة أمام قوته لكنني لم أستسلم بالكامل ومع ذلك تركت تلك اللحظة جرح عميق في روحي.



 

منذ ذلك اليوم وأنا أتجنبه لا أنظر إليه ولا أتحدث معه حتى عندما يكون قريب أتظاهر بأن وجوده غير مهم لكن الحقيقة هي أنني أشتاق إليه بشدة نعم أشتاق إلى الشخص الذي كان قبل تلك الليلة الشخص الذي اعتقدت أنه يهتم بي الشخص الذي اشتراني ذات يوم من والدي الذي باعني بلا رحمة وتركني في بيت دعارة لأواجه مصيري البائس.

 

آرثر كان بالنسبة لي بداية جديدة لكنها تحولت إلى سجن آخر هو ليس مثل والدي ولكنه ليس بعيد عنه دائمًا ما كان يراقبني بنظراته الباردة ينتقد كل خطوة أخطوها ويفرض علي العقوبات التي لا تنتهي منذ أن كبرت أصبحت الأمور أكثر تعقيد لم يعد الأمر مجرد تدريب أو توجيه بل أصبح نوع  من السيطرة المطلقة وكأنني دمية في يديه يحركها كيفما يشاء.

 

لكن الأسوأ من كل هذا هو ما أجبرني على القيام به أنا و أيف الفتاتان اللتان أصبح اسمهما مرادف للخوف في عالم الجريمة لقد صنعنا لنكون أداة لتنفيذ مخططاته وأهدافه آرثر و وايت هذان الاسمان اللذان يمثلان الظلام في حياتي كانا السبب في أنني أصبحت ما أنا عليه الآن شخصية قاسية بلا مشاعر ظاهرة وبلا رحمة ولكن تحت هذه القشرة الصلبة ما زالت الفتاة الصغيرة التي كانت تحلم بحياة أفضل تختبئ.

 

 

لقد فعلنا كل ما طلبوه منا حتى الآن صحيح أن آرثر لا يعاملني كما يعامل وايت الفتاة أيف لكنه في المقابل يعاملني وكأنني قطعة من مقتنياته الثمينة التي يملكها مثل تحفة نادرة أو قطعة أثرية يحرص على حمايتها وعرضها بفخر عندما يحلو له إلا أن هذا الشعور بالتملك يكاد يخنقني إنه دائمًا يتضايق من تصرفاتي ويغضب لأتفه الأمور التي أقوم بها وكأنني لست إنسانة لها مشاعر وأفكار بل مجرد دمية يجب أن تتبع تعليماته بدقة دون أي انحراف.

 

كلما رأيت تلك النظرة الباردة في عينيه شعرت بأنني أختنق كيف يمكن لشخص أن يدعي الاهتمام ثم يعاملني بهذه الطريقة؟ هو لا يضربني مباشرة كما كان يفعل والدي لكنه يستخدم كلماته كسلاح وكلماته تلك تجرح أكثر مما قد تجرح أي ضربة أحيانًا أتساءل هل يدرك مدى الألم الذي يسببه لي؟ أم أنه لا يبالي؟

 

 

شعرت بقشعريرة تجتاح جسدي وكأن عيناً مجهولة تخترق ظهري التفت بسرعة لأرى آرثر يتكئ على الجدار يضع يديه في جيوب بنطاله بينما كانت نظراته المظلمة تلتهمني دون رحمة لم يكن ينظر إلى وجهي بل كان تركيزه كاملاً على جسدي وكأنه يحاول قراءة كل شيء من خلاله عندما شعر أنني أراقبه تحولت نظراته من جسدي إلى عيني مباشرة وبدأ بالتحرك نحوي بخطوات ثابتة ولكنها بطيئة.

 

قلبي بدأ ينبض بقوة داخل صدري وأدركت أن الهروب هو الحل الوحيد لا يمكنني مواجهته ليس الآن وليس بعد كل ما حدث مجرد النظر في عينيه يجعل جسدي يرتجف كما لو أنه يسحب كل قوتي الداخلية وضعت السلاح الذي كنت أحمله على الطاولة بجانبي محاولاً إخفاء ارتباكي وتوجهت نحو الباب بصمت لكنه كان أسرع بكثير مما توقعت.

 

في لحظة واحدة أمسك بمعصمي بقوة وسحبني نحوه بحركة سريعة لم أستطع تفاديها ارتطم ظهري بالجدار بعنف وشعرت بجسده الضخم يقترب أكثر فأكثر حتى أصبحنا وجهاً لوجه قيد يداي الاثنتين فوق رأسي بقبضة حديدية وكأنه يعرف تماماً  كيف يسيطر على الوضع ضخامته كانت تفوق جسدي الصغير والهزيل وضغطه علي جعلني أفقد أي فرصة للتحرر.

 

كان وجهه قريب جدًا من وجهي حتى أن أنفاسه الحارقة بدأت تلامس خدي وكأنها تحرقني تنفسي أصبح متقطع وكلما حاولت استعادة أنفاسي شعرت بأنفاسه تأخذ مكانها تغمرني بخوف غريب ومشاعر مختلطة لا أستطيع فهمها يدي المقيدتان فوق رأسي لم تتركا لي أي مجال للهروب وبدأت أشعر بالعجز يتسلل إلى كل عضلة في جسدي.

 

 

نظرت إلى عينيه تلك العيون التي كانت تشع بالغضب والانزعاج كان السواد فيها قد تحول من وهج الرغبة إلى وهج الغضب المتفاقم لم تمضِ سوى ثوانٍ حتى خرجت كلماته بصوت عميق يحمل في طياته تحذير وتهديد واضح وكل حرف منها ارتطم بأذني كأنه صدى لحقيقة لا يمكن الهروب منها :-

 

_ لما تهربين مني بيلا ... ما الذي يدعوكِ للتصرف بطفولية ؟

جمدت في مكاني عاجزة عن الإجابة الحقيقة أنني نفسي لا أعلم لماذا أهرب منه بتلك الكيفية المستمرة والمحمومة مر أسبوع منذ الحادثة التي جعلتني أقرر الابتعاد عنه وعدم النظر إليه مباشرة لكن كيف يمكنني تجاوز ما حدث؟ آرثر...

 

ذلك الرجل الذي يحرك داخلي مشاعر متضاربة برغم برودته وجدرانه العالية التي يبنيها حول نفسه إلا أنه الشخص الوحيد الذي أنقذني من الجحيم و بنفس الوقت هو الذي رماني الى هذا الجحيم بسببه وحده .

 

 

كيف لي أن أنسى؟ لقد خلصني من حياة الذل في بيت الدعارة و كيف قتلني في الماضي  حيث كنت سأصبح مجرد أداة يستخدمها الرجال بلا رحمة عبر كل أنحاء العالم لم يكن لدي أي فكرة عما كان سيحل بي لو بقيت هناك ولم يكن لأحد أن ينقذني سوى آرثر هو من منحني فرصة جديدة للحياة ربما للانتقام منه وأعطاني أسرة تهتم بي وتخفق قلوبهم من أجلي على النقيض تمامًا من والدي الذي كان قاسي معي بشدة لا أتوقعها في حياتي .

 

آرثر ليس مجرد شخص عابر في حياتي إنه المنقذ الذي صنع مني إنسانة جديدة أنسانة بلا حياة تريد أن تكرهه على ما فعله تريد أن تقسو على نفسها  صحيح أنه بارد في تعامله معي لكنه أيضًا منحني القوة التي كنت أفتقدها علمتني كيف أكون قوية وكيف أقاتل وكيف أدافع عن نفسي أمام الجميع لم يعد بإمكاني أن أشعر بالضعف كما كنت في الماضي.

 


أبعدت عيني عن عمق تلك العيون السوداء التي كانت تثير في داخلي رعب لا يمكن وصفه لم أستطع تحمل نظرته المخترقة فهمست بصوت متقطع وكأنني أحاول الهروب حتى من الكلمات التي تنطق بها شفتاي :-

_ أ... أتركني آرثر .

لكن بدلاً من أن يستجيب لطلبي ضغط بقوة على معصمي المقيدتين بين قبضتيه الحديدية الألم اجتاحني فجأة وخرج من فمي تأوه غير مقصود يحمل وجع عميق كاد أن يمزق جلدي ويحطم عظامي :-

_ آآآآههههه آرثر أر...جوك هذا يؤلم .

لم أكن أعلم أن كلماتي هذه ستؤثر فيه بتلك الطريقة رأيت تفاحة  آدم تتحرك في حلقه وهو يبتلع ريقه بصعوبة ثم سمعت صرير أسنانه المشحون بالتوتر والغضب كان يشتم نفسه بصوت خافت وكأنه يحاول السيطرة على شيء ما بداخليه وبعد لحظات عاد بنبرة صوته الحادة ليطرح سؤاله مرة أخرى :-

_ أجيبيني ؟

رفعت وجهي نحوه محاولة إخفاء الألم الذي شعرت به وقلت بصوت مرتجف :-

_ أنا لا أتجنبك .

ابتسم بسخرية لكنها كانت ابتسامة مليئة  بالغضب انحنى برأسه قليلًا حتى أصبح وجهه قريبًا جدًا من وجهي وقال بصوت هادئ ولكنه ثقيل بالتهديد :-

_ أذاً كيف ستبررين هروبك من نظراتي و مكان تواجدي و تفرين كالفأرة التي تخاف من القط أن يلتهمها .

نظرت إليه بغضب وعقدت حاجبي بإصرار محاولة التصدي له بكل ما أملك من قوة :-

_ من قال لك أنني فأرة أريد فقط تجنب مخالطتك.

توقف للحظة وكأن كلماتي قد أصابته بشيء لم يكن يتوقعه ثم استعاد سيطرته وأطلق ضحكة قصيرة ومتوترة قبل أن يرد علي بنبرة مشحونة بالغضب والإحباط :-

_ أنتي من أراد هذا بيلا أنتي من أجبرني على فعل ما فعلته تلك الليلة و أنا لست آسف .

قال تلك الكلمات بغضب مكبوت يحاول جاهد أن يسيطر على مشاعره المتفجرة لكنه فشل في إخفاء التوتر الذي كان يخيم على صوته لم يكن آسفًا عما فعله تلك الليلة تلك الليلة التي لا تزال تطاردني ككابوس مظلم حيث عاملني وكأنني واحدة من أولئك النساء اللواتي يستخدمهن ثم يرميهن جانباً بلا رحمة و كأنني مجرد عاهرة لديه .

لكن... أنا لست كذلك.
أنا لست عاهرة.
أنا لست أداة للمتعة يستخدم جسدي كما يحلو له ثم يلقى بي كبقايا غير مرغوب فيها.
أنا .....

شعرت بالدموع تحرق عيني لكنني رفضت أن أدعها تسقط أمامه لن أعطيه هذه الانتصار لن أسمح له بأن يراني ضعيفة أو منهارة تحت وطأة كلماته القاسية كنت أريد الصراخ في وجهه أن أخبره بما أشعر به حقًا لكن الكلمات كانت عالقة في حلقي تخنقني وتزيد من ثقل الألم الذي بدأ يغمر قلبي :-

_ يكفيك معاملتي كالعاهرات أنا لا أطيقك لا أحبك أكرهك و أتمنى أن أقتلك ... أكررره ....

 

لم أستطع إنهاء جملتي فجأة شعرت به ينقض على شفتي بقوة وكأنه يريد معاقبتي على كل كلمة نطقت بها قبلتي كانت قاسية وعنيفة ممزوجة بالغضب والرغبة المشتعلة شعرت بدوار يغمر رأسي وكأن الأرض تتحرك تحت قدمي لم أستطع إنكار الحقيقة  رغم كل شيء كنت أحب طريقة تقبيله لي كان ينحت شفتي بين أسنانه وشفتيه بأسلوب يجعلني أفقد السيطرة تمامًا.



 

أخذ شفتي العليا يمتصها بشدة تارةً ويجرها بلطف مؤلم بأسنانه تارة أخرى ثم انتقل إلى شفتي السفلية يعاملها بنفس العنف المثير وكأنه يحاول أن يترك علامة لا تمحى شعوره هذا كان يصيبني بالجنون وأصبح من المستحيل كبح التأوهات التي بدأت تتسرب من بين شفتي كانت أنفاسي تتقطع وجسدي يرتجف تحت ضغط لمساته المهيمنة.



 

لم يتوقف عند هذا الحد استمر في استكشاف شفتي بشهية غير مقيدة وكأنه يريد امتلاك كل جزء مني من خلال هذه القبلة الوحشية كانت شهوته مشتعلة لكنها تحمل في طياتها غضب عميق وكأنه يعاقبني بطريقة ما على كلماتي الجارحة لم أستطع الابتعاد ولم أرد ذلك حتى كنت أسيرة له أسيرة لهذه اللحظة المشتعلة التي جعلتني أشعر بأنني على حافة الانهيار.


 

بينما كان يواصل تعذيب شفتي بتلك القبلة المتوحشة بدأت أشعر بأنني أفقد إرادتي تمامًا كل شيء بدا ضبابيًا وكل ما كان بإمكاني التركيز عليه هو شعور لمساته الحارقة وصوته الخشن وهو يتنفس بثقل بالقرب من وجهي لم يكن هناك أي مساحة للتفكير أو المقاومة كنت أغرق في أعماقه وفي تلك اللحظة لم أكن أريد النجاة.

 

 

كانت يده تحيط خصري بتملك مطلق بينما استقرت يده الأخرى خلف رأسي ثابتة كالقيود التي لا يمكن فكها وكأنه يريد أن يتأكد أنني لن أفلت من قبضته كان يأخذ أكبر مساحة ممكنة بين شفتي يلتهمهما كما لو كانتا وجبة لذيذة يقدمها له الجوع المتفاقم لم يكن هناك مجال للهرب أو حتى التنفس كل شيء في لمسته كان يصرخ بالتملك والسيطرة.

 

بينما كنت أستمع إلى الأصوات المتلذذة التي تنبعث من حنجرته شعرت بجسدي يتصلب ثم يلين تحت ضغطه همهماته المنخفضة كانت كافية لإشعال نار لا يمكن إخمادها بداخلي عيناي كانتا مغلقتين بإحكام ليس فقط بسبب شدة القبلة بل أيضًا بسبب الألم المختلط بالمتعة الذي اجتاحني يداي استسلمتان تمامًا مستقرتان على صدره المشدود والصلب وكأنني أبحث عن نقطة ارتكاز تمنعني من الغرق في هذا البحر الهائج.

 

كل شيء حولي أصبح خياليًا وغير معقول في تلك اللحظات شعرت بأنني سأقدم نصف عمري  لا ربما كل ما أملك  لأبقى هكذا محتجزة بين أحضانه أسيرة لتلك القبلة التي تأخذني بعيدًا عن الواقع ولكن ومع ذلك الشعور المسكر بدأت الحرارة تشتعل داخل جسدي كان لهيبًا حارقًا ينتشر في كل زاوية من كياني يهدد بتحويلي إلى رماد إذا استمر أكثر.

 

بدأت أشعر بأنني بحاجة إلى الهواء كنت أختنق لكن ليس بسبب القبلة فقط بل بسبب العواطف التي كانت تغمرني وتغرقني في آنٍ واحد شعرت وكأنني أموت أموت في تلك اللحظة بين ذراعيه تحت رحمته وفي قبضة شفتيه التي لا تعرف الرحمة.

 

رفعت قبضتي الضعيفة ووجهت لكمة مترددة نحو صدره وكأنني أحاول أن أثبت لنفسي أنني ما زلت أملك بعض من القوة لكن تلك القوة كانت مجرد وهم أمامه تذبل وتتلاشى كلما اقترب أكثر حاولت أن أصرخ فيه أن يبتعد أن يتوقف عن هذا الجنون لكن كلماتي غرقت في بحر شهوته المتلاطم.

 

بدلاً من الاستجابة تحركت رأسه ببطء فتوح شفتي بقوة أكبر ليغزو لسانه جوفي بلا هوادة بدأ يداعب لساني بعنف وشهوة وكأنه يريد أن يستولي على كل ذرة من كياني لم أستطع التحكم بنفسي بعد الآن لعابنا المختلط بدأ يسيل على فمي وذقني بينما شعرت بأنني أفقد السيطرة تمامًا كنت على وشك فقدان الوعي ليس فقط بسبب نقص الهواء بل بسبب هذا الإحساس المخيف واللذيذ في آنٍ واحد.

 


لكماتي المستمرة على صدره لم تكن ذات جدوى يداي ضعيفتان أمامه لكنهما لم تستسلما تمامًا انقبضتا على قميصه بقوة وكأنني أتشبث به لتجنب السقوط في هاوية لا قرار لها أصابعه كانت تنغرز في خصري بقوة وكأنه يريد أن يترك علاماته علي ليذكرني دائمًا بأنه هنا وأنني لن أفلت منه.

 


ثم عندما شعر بأنني على وشك الانهيار التام بسبب عدم القدرة على التنفس و بسبب قبلنه التي كانت رطبة كالجحيم القاتل  و كمية امتصاصه للساني و مداعبته بلسانه  أطلق سراح  لساني فجأة شهقت بشدة محاولة سحب أكبر قدر من الهواء إلى رئتي المسكينتين اللتين كانتا تعانيان من الاختناق عاد إلي الوعي ببطء لكن جسدي كان لا يزال مرتعشًا غير قادر على استيعاب ما حدث للتو.

 

انتهت حرب التقبيل لكنها تركت وراءها لهاثًا ثقيلًا يملأ الغرفة غرس وجهه في عنقي وكأنه يحتاج إلى لحظة للراحة أيضًا شعرت بحرارته تلامس بشرتي الحساسة ونفسه الثقيل يضرب برفق على جلدي كنت منهمكة في محاولة تنظيم تنفسي أحاول استعادة السيطرة على نفسي وجسدي لكنه كان لا يزال قريبًا جدًا وكأنه يرفض حتى فكرة البعد المؤقت حاولت دفعه بضعف وأخيرًا تمكنت من إخراج صوتي المرتجف :-

_ آ .... آرثر .... أ .... أرجوك ما الذي تنوي ... فعله  .

أبعد وجهه قليلاً عني لكنه لم يزل يحتفظ بتلك القبضة الحديدية على خصري بذراعه القوية عيناه الغامقتان التقطتا أنفاسي المتقطعة ونظرتي المشتتة وكأنهما تستمتعان بارتباكي وضعفي أمامه ثم نطق بنبرة صوتٍ عميقة ومغرقة في الغموض تلك النبرة التي لم أكن لأتصور أنها قد تنطلق من شفتيه بهذه القوة والجرأة :-

 

_ أريد أن أقود معركة  فموية بين شفتاكِ أن أمتص نهديكِ اللذين يشبهان حبات الكرز المحرمة وأن أكسر كل الحواجز التي تحمي أنوثتك بأصابعي  سأجعل أذني تستمتعان بسماع تأوهاتكِ وهي تخضع لي و أحتل بعرشي قصرك الذي بين فخذيك الى أن ينتفض جسدك ولاء لعرشي .

 

صمت ... ربط فمي من كلامه الفاحش هذا كيف يمكنه أن يقول مثل هذا الكلام لي كيف خرجت من فمه أتسعت عيناي صدمة فاحشته اللفظية جعلت عقلي و تفكيري يتوقف لثانية قلبي أصبح ينبض أكثر و أكثر و كأنني كنت أركض لعدة أيام و كأنه سيتوقف ....آرثر لم يعد على طبيعته أصبح شخص مختلف كيف هذا ... لما أشعر بفراشات تدغدغ معدتي و أنفاسي انقطعت ... أحسست على نفسي لأحاول أن أبعده عني :-

_ أتركني آرثر أنت لا تعلم ما الذي تقوله .

لكن بدلاً من أن يستجيب لي زاد من قبضته علي وكأنه يريد أن يجعلني أشعر بمدى سيطرته الكاملة أصابعه غرزت في جسدي بقوة وكاد الألم يمزقني خرج من فمي تأوه غير مقصود وكأنني أقسم أنه سيخترق جسدي ويترك علامة دائمة عليه قال بصوت هادئ ولكنه مشبع بالتهديد :-

_ أياكِ و قول أنكِ تكرهينني مرة أخرى لأنك ستندمين على لفظ حروفها ... و توقفي عن أفعال الطفولة هذه .

حاولت التملص منه مرة أخرى لكن دون جدوى صوتي كان ضعيف ومتوسل :-

_ أبتعد فقط ... أنت تألمني .

نظرت إليه بعيوني محاولة أن أسكنه بألمي وتوسلي أن يتوقف قبل أن يفعل شيء قد نندم عليه جميعاً ثم تنهد بأنزعاج واضح وكأنه يحاول السيطرة على نفسه قال بنبرة صوت مختلطة بين الغضب والإحباط نبرة عميقة لا أعرفها لكنها لم تكن لطيفة بل مليئة بالألم من نوع أخر :-

_ أشفق على حمم بركاني و أطفالي بأنتهاء أمرها في الماء البارد .

قلت بكل حماقة :-

_ ماذا ؟

لم أفهم شيء مما قاله لكنه وكأنه فقد صبره تمامًا سحب جسده بعيدًا عني فجأة وكأنه يحاول الهروب من نفسه قبل أن يفقد السيطرة تمامًا نظر إلي بنظرة مليئة بالغضب وقال بصوت جاف وحاد :-

_ أذهبي قبل أن أغير رأي .

لم أنتظر حتى ثانية لأهرب من أمامه و لأحتمي في غرفتي لا يمكنني أن أهدئ قلبي الذي كان ينبض و لا عقلي الذي أخذت الأفكار تحتله كل شيء يحصل خاطئ كيف له أن يعل هذا هو حتى لا يحبني و لا يكن لي المشاعر لما تغير كل هذا التغير هو لم يعد ذلك الشخص الذي أعرفه أنه أصبح مختلف شخص أخر لا يمكنني أن أعرف ما الذي يدور بعقله المنحرف هذا .....

 

كلماته لا زالت كالطبول في أذناي و جسدي يرتعش و ساخن فما زلت أشعر بقربه من جسدي كما أن رائحته علقت بثيابي ....

 

لثانية من الوقت قربت ثيابي من أنفي لاستنشاقها أحببت رائحته منذ طفولتي كانت مميزة عن الجميع و تبعث الأمان لي و تجعلني أشعر بالنعاس حقاً كنت أحبها كثيراً و ما زلت ...

 

هززت رأسي يمين و يسار لطرد كل الأفكار و أنهر نفسي بقوة :-

_ يكفي بيلا أيتها الحمقاء هو لا يحبك هو فقط يمتلكك ... أنتي لم تخلقي للحب ... أنتي يجب أن تكوني خالية من المشاعر لا تحلمي كثيراً بيلا أرجوكِ لا تذهبي بمخيلاتك الى مكان لا يمكنك العودة منه أبداً بسلام فلتستيقظي على واقعك اللعين هذا ...... أرجوكِ .

هذا ما ذكرت نفسي به و عذبت قلبي بحروفه ابتلعت غصة في قلبي لأذهب الى الحمام و الاستحمام

 

.

.

.

.

 

(أيف )

.

.

.

غادرت سيارتي وأنا أشعر مشاعر الغضب والانزعاج تسيطر علي تمامًا وجهتي كانت ذلك المكان المعزول الذي يقبع فيه لوكا مصنع قديم ومهجور يلفه الغبار والصمت المرعب لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه دفعت قدماي نحو الداخل حيث كان الحراس يقفون كتماثيل صامتة ملامحهم جامدة ومظلمة وكأنهم جزء من هذا العالم المخيف.

 

داخل المكان كانت الرائحة الكريهة تخنق الأنفاس خليط من العفن والدماء القديمة التي شهدت فصولًا من الألم والرعب هنا حيث يمارس لوكا فنونه الوحشية دون رحمة أو إحساس بالشفقة هو ليس مجرد شخص يعذب الآخرين بل إنه يرتقي بهذا الفعل إلى مستوى فن مظلم حيث يتقن كل تفصيلة من تعذيبه حتى يصل إلى غايته المنشودة حتى لو أفصح الضحايا عن كل ما يعرفونه من معلومات فإنه لن يتوقف حتى يتركهم جثث هامدة بلا روح وبلا قيمة.

 

أسلوب لوكا في التعذيب يتجاوز حدود الشياطين أنفسهم يتحدث بسخرية ويضحك بصوت عالٍ يظهر كشخص فكاهي يحب النكات الساخرة لكنه في الواقع يستمتع بكل لحظة من معاناة ضحاياه يجد لذة خاصة في النظرات المليئة بالخوف التي تتوطن عيونهم تلك النظرات التي تعكس استسلامهم الكامل له يريد أن يكون المتحكم الوحيد السيد الذي لا ينازعه أحد في السيطرة.

 

 

تردد صدى الصراخ في أرجاء المكان صوت موحش يشق الصمت المطبق كأنه ينذر بكارثة وشيكة بدا وكأن حنجرة ذلك الرجل الذي يصرخ على وشك الانفجار لكنه لم يتوقف كان الألم يتفجر منه كالجمر المشتعل والخوف يسري في عروقه مثل سم قاتل نظرت حولي فرأيت الدماء تتناثر على الجدران والأرضية ترسم مشاهد رعب لا يمكن محوها ثم التفت نحو لوكا الذي كان يقف هناك مغطى بالدماء من رأسه حتى أخمص قدميه.

 

في عينيه كانت هناك نظرة غريبة مزيج من النشوة والجمال المريض كان يستمتع بكل لحظة وكأن المنظر أمامه ليس سوى لوحة فنية يعشقها ويستمتع برسم تفاصيلها في الماضي كنت أتساءل إن كان مجرد مريض نفسي مدفوع بشغف غير طبيعي للدماء والعنف لكنني الآن أعلم الحقيقة المرعبة لوكا ليس مجرد شخص مجنون إنه سادي بطبيعته في كل ما يقوم به في كل خطوة يخطوها وفي كل نفس يتنفسه التعذيب بالنسبة له ليس مجرد وسيلة للحصول على المعلومات أو تحقيق الأهداف بل هو شغف رغبة جامحة لا يمكن إشباعها.

 

 

كان لوكا يمسك بمسمار ضخم وطويل يضعه بدقة فوق يد الرجل المغطى بالدماء ثم رفع المطرقة ببطء وكأنه يستمتع بكل لحظة من هذه اللحظات المروعة عندما ضرب المسمار بالمطرقة ارتج المكان بصوت الزمجرة المدوية التي انطلقت من فم الضحية معبرة عن ألم لا يمكن تصوره دخان السيجارة التي كانت مشتعلة بين شفتي لوكا تصاعد بهدوء بينما كان ينظر إلى الرجل بنظرة باردة ومليئة بالسخرية  قال لوكا بصوت هادئ ولكنه مليء بالتهديد :-

 

_ الآن كن لطيف و أخبرني أين توجد هذه المعلومات بالضبط ؟

لينطق الرجل بألم و نواح و أنين لم يرف لي جفن أثر تعذيبه أبداً كنت متبلدة المشاعر لم أهتم أبداً للذي يحدث و أعتدت على رأيه هكذا أمور تعذيبيه و أعتدت على رأيه الدماء دون أي خوف و دون أي انفعالات أو اي تصرف فكان وايت هو من أشرف على تبلد مشاعري هذه ...

_ أنها في بطاقة ذات سيرفر صغير جداً عند السيد ميكاريوس يحتفظ بها في خزنته السرية .

لوكا لم يظهر أي علامة على الرضا بل أخذ نفس عميق من سيجارته سأل مرة أخرى بصوت أكثر برود وقسوة :-

_ أين أجدها بالتحديد.

أجاب الرجل بصوت مختنق والدموع تملأ عينيه من الألم :-

_ أقسم لك أنني لا أعلم بالضبط أين هي كل ما أعرفه أنها في مكتبه الخاص... هناك خريطة خاصة ببيته قد تساعدك لكنني لا أملك المزيد من التفاصيل

 

لوكا ابتسم ابتسامة داكنة وربت بلطف على رأس الرجل وكأنه يثني عليه مثل طفل صغير :-

_ عمل جيد صغير .

ثم دون سابق إنذار أخذ السيجارة المشتعلة بين أصابعه وأطفأها مباشرة في عين الرجل صرخة مروعة مزقت الهواء كأن الروح نفسها تحاول الفرار من الجسد المستسلم للألم.

 

بعدها مرر لوكا السكين ببطء على رقبة الرجل وكأنه يستمتع بكل لحظة من هذه اللحظات الأخيرة لم يكن هناك أي تردد أو شفقة في حركاته وفي لحظة قصيرة أنهى الأمر تمامًا جسد الرجل سقط على الأرض بلا حراك بينما الدماء بدأت تتجمع حوله في بركة داكنة.

 

 

استدار لوكا ببطء وارتسمت على شفتيه ابتسامة مفعمة بالغرور عندما رآني واقفة هناك قال بصوت هادئ  و مليء بالحماس :-

_ جميلتي متى أتيتي ؟

تنهدت بملل ووضعت يدي في جيوب بنطالي غير متأثرة بما حدث للتو أجبت ببرود :-

_ قبل لحظات ... ماذا حصل على المعلومات ؟

كنت أراقبه وهو يخرج سيجارة جديدة من علبة السجائر في جيبه أشعلها بعناية ثم استنشق الهواء بعمق وكأنه يستمتع بكل لحظة من هذه اللحظات التي تعكس سيطرته المطلقة أجاب لوكا بعد أن أطلق دخان السيجارة ببطء :-




_ عرفت نصف المعلومات بقي لدي فقط طريقة لأيجاد خارطة منزل ميكاريوس لنستولي على المعلومات الخاصة به .

جلست على أحد المقاعد القديمة بعيد عن الجثة التي كان الحراس قد بدأوا بتنظيف آثارها كانوا يحملون الجسد بلا أي اكتراث كما لو كان مجرد شيء بلا قيمة ويرمون به في مكان لا يعرفه أحد  حتى الشرطة لن تتمكن من الوصول إليه نظرت إلى المشهد ببرود وكأنني أشاهد فيلم قديم بلا مشاعر :-

 

_ ما نوع تلك المعلومات التي يهتم بها الزعيم الى هذا الحد ؟

سألته بفضول رغم أنني كنت أعلم أنها ليست مجرد فضول بريء لوكا أخذ نفس آخر من سيجارته ثم نظر إلي بنظرة مليئة بالغرور والثقة :-

 

_ أنها عن الأعمال المظلمة و العوائل المافيا الأخرى هي مهمة جداً أن حصلنا عليها سيكون كل هذا العالم لا يستطيع تجاوزنا و لا الوقوف بوجهنا أنها أعظم معلومات يمكن لأي رجل مافيا الحصول عليها .

رفعت حاجبي ببطء وكأنني أفكر في كلامه :-

_ أن كانت مهمة لتلك الدرجة لما لن يحصل عليها الزعيم منذ زمن طويل ؟

_ حاول كثيراً الحصول عليها لكنها كانت معلومات متنقلة من عائلة الى أخرى و من الصعب التيقن بيد أي عائلة قد تمت تملكها  كانت في السابق لدى عائلة وايت

توقف للحظة وكأنه يستجمع أفكاره، ثم أضاف :-

_  ألا أن خطأ والده كان ثمنه موته و موت زوجته و سرقة المعلومات التي كانت في الذاكرة الى أن حوروها لتكون بطاقة ذاكريه رقيقة و صعبة التعامل أي خطأ تمحي جميع المعلومات المخزنة في تلك الذاكرة .

نظرت إلى الأرض غارقة في التفكير يبدو أن هذه البطاقة الرقيقة تحمل أهمية قصوى بالنسبة لوايت لقد قضى سنوات طويلة يبحث عنها دون كلل أو ملل هل تحتوي على معلومات عنه أيضًا؟ لا أستطيع الجزم بذلك لكن اهتمام وايت وحده كان كافي ليثير كل الشكوك هو يريد هذه البطاقة بأي ثمن ولا شيء سيقف في طريقه قلت بنبرة حازمة وكأنني أؤكد لنفسي قبل أن أؤكد له :-

_ سيحصل عليها الزعيم بأي شكل من الأشكال .

ابتسم لوكا بسخرية خفيفة وقال :-

_ هذا صحيح أيف ... هيا الآن دعيني أذهب الى البيت و الاغتسال و سآتي في الليل لأزعج عمتك .

ابتسمت بخفوت و أنا ألحق به الى خارج المصنع :-

_ أنت تحب مضايقة عمتي كثيراً ؟ سيأتي يوم و تقتلك بسم من سمومها .

صدحت ضحكته الرجولية في أرجاء المكان بعد أن سحب أخر نفس من سيجارته و يزفرها :-

_ مضايقة بيانكا هو شغفي في الحياة ولدت من أجل مضايقتها ... و يكفي أنها تقتلني كل يوم بسمومها .

لم أستطع فهم ما تخفيه كلماته العميقة تلك لكنني شعرت بأنها تحمل بين طياتها معاني أكبر مما تبدو عليه لوكا دائمًا يتحدث بلغة مشفرة وكأنه يترك خلف كل جملة غموض ينتظر من الآخرين أن يفكوا شفرته ومع ذلك كان هناك شيء واحد أكيد العلاقة بين عمتي بيانكا ولوكا كانت أشبه بمباراة قديمة بين القط والفأر مليئة بالتحديات والمناورات المستمرة.

 

كان لقاءهما دائمًا مسرح للصراعات الكلامية التي قد تتحول في أي لحظة إلى مواجهات حادة لم أفهم يوم سبب هذا الانزعاج المتبادل بينهما ولم أستطع إدراك لماذا يصر لوكا على استفزاز عمتي بهذه الطريقة المتكررة ربما كان الأمر مجرد متعة شخصية بالنسبة له أو ربما كان يرى في بيانكا تحدي يجب كسره كلما زاد غضبها وانزعاجها بدا وكأنه يستمتع أكثر وكأن ردود أفعالها هي الجائزة التي يسعى إليها.

 

لكن الغريب هو أن لوكا دائمًا ما يخرج منتصر من هذه المناوشات كان ذكي للغاية وبديهي بطريقة تثير الإعجاب والغضب في آن واحد أساليبه الماكرة والمخطط لها بعناية جعلته دائمًا يسبقها بخطوة سواء في القتال اللفظي أو حتى في النزالات  الجسدية التي قد تندلع بينهما كل مرة كان يفوز فيها كانت عمتي تزداد غضب وكره له وكأنه يضيف المزيد من الوقود إلى نار عداوتها.

 

انتهيت أخيرًا من العمل المتراكم الذي استنزف كل طاقتي خلال هذا اليوم الطويل شعرت بالتعب الشديد يجتاحني وكأن جسدي يطلب استراحة مستحقة كنت بحاجة ماسة إلى نوم عميق بعد يوم كهذا لم أتناول عشائي لذا عندما دخلت إلى المنزل كان الهدوء يلف المكان بشكل غريب على الرغم من أن الوقت كان لا يزال مبكر إلا أن الجميع بدا منهمك بشؤونه الخاصة وكأن البيت خالٍ من الحياة.

 

قررت أن أتجه مباشرة إلى غرفتي دون تأخير أشعلت الضوء وشعرت بلحظة من الراحة بمجرد دخولي إلى تلك المساحة الصغيرة التي تنتمي لي وحدي اتجهت نحو الحمام وأدرت مقبض الدوش المياه الساخنة بدأت تتدفق وعندما لامست بشرتي الباردة والمتشنجة شعرت وكأنها تذيب كل التوتر والضغط الذي كان متراكم داخل جسدي لبضع دقائق نسيت كل شيء حولي تعبي بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا واستسلمت تمامًا لتلك اللحظات الهادئة.

 

استغرقت في الاستحمام لمدة تقارب النصف ساعة وكأن المياه كانت تعيد إلي جزء من طاقتي المفقودة شعرت بأن عضلاتي المشدودة بدأت ترتخي رويدًا وأن جسدي يستعيد بعض من حيويته عندما خرجت لففت جسدي بمنشفة بيضاء كبيرة غطت الجزء العلوي من جسدي حتى منتصف فخذي لتغطي مؤخرتي لتمنحني شعورًا بالدفء والراحة صففت شعري بسرعة على شكل كعكة مرتفعة قررت أن أتركه هكذا مؤقتًا حتى أنهي روتيني المسائي.

 

 

عندما خرجت من الحمام متجهة نحو غرفة تبديل الملابس لأبدل ثيابي وأصفف شعري فوجئت بالشخص الجالس على سريري بكل أريحية كان هناك يشعل سيجارة ويستنشق دخانها ببطء بينما استقرت السيجارة بين إصبعه السبابة والوسطى لم يكن قد غير ملابس العمل بعد وكان التعب بادٍ عليه بوضوح لكن هدوءه وثبات نظرته جعلاه يبدو وكأنه في مكانه تمامًا دون أي اكتراث لكونه غير مرحب به.

 

تجمدت في مكاني للحظة وارتجفت عيناي عندما رأيته الصدمة كانت كبيرة لدرجة أنني نسيت تمامًا حاليتي  أنني هنا الآن أمامه ملفوفة فقط بمنشفة بيضاء تغطي الجزء الأكبر من مغريات جسدي لكنها لا تزال تكشف عن الكثير شعوري بالارتباك والإحراج اختلط فهمست :-

 

_زعيم ....

لم أستطع قول شيء آخر عيناي كانتا مثبتتين على نظرته التي لم تكن مجرد نظرة عابرة بل كانت تخترقني وكأنها تقرأ كل تفصيلة في جسدي المغطى بالمنشفة البيضاء كان هناك شيء مخيف ومثير للريبة في تلك النظرة شعور مختلط بين سواد رغبته وثقل نواياه الغامضة أطفأ سيجارته بين أصابعه ببطء ثم ألقى ما تبقى منها على الأرض بنوع من اللامبالاة.

 

حاولت استعادة وعيي واندفاعي نحو غرفة تبديل الملابس لأرتدي أي شيء أي قطعة قماش تعيد لي بعض من الحشمة والأمان لم أرد أن أبقى أمامه بهذا الشكل خصوصًا مع هذا الإحساس الذي بدأ يسيطر علي بأن شيء ما ليس طبيعي في هذه اللحظة لكن قبل أن أصل إلى الباب توقفت فجأة عند سماع كلماته الحادة التي قطعت صمت الغرفة مثل سكين :-

_ توقفي .

توقفت عن الحراك تمامًا وأمسكت بالمنشفة بإحكام أكبر خوفًا أن تفلت مني وتكشف ما تخفيه من عري جسدي  رغم أنني كنت أعلم أنه قد رآني عارية من قبل إلا أن هذا الموقف كان مختلفًا شعور مريب بالضعف والخوف سيطر علي وكأنني فريسة محبوسة في زاوية لا مهرب منها.

 

خطواته السريعة قطعت المسافة بيننا بسرعة مذهلة بفضل ساقيه الطويلة كانت حركاته سلسة لكنها حازمة وكأنه يدرك تمامًا أنه لن يدعني أفلت منه عندما ارتطمت ظهري بالحائط أدركت أن الهروب لم يكن خيار حتى لو حاولت الجري كان سيلحق بي بكل سهولة وكأنه يلعب معي لعبة القط والفأر التي يعرف نهايتها جيدًا تنفسي أصبح ثقيلًا ومتسارع وجسدي بدأ يرتجف من التوتر والقلق.

 

اقترب أكثر حتى أصبح وجهه على بعد بوصات مني رفعت رأسي ببطء لأواجه نظرته تلك النظرة التي كانت تحمل في طياتها غموض مخيف ورغبة دفينة  سأوقع على ورقة موتي تنفسي يزداد سخونة و اهتياج :-

_ لم يكن نية قدومي الى هنا لمداعبة أنوثتك و الحصول على رحيقك لكن بعد رأيتك هكذا تدفعين غرائزي على ارتكاب المعاصي و انتهاك جسدك .

نظرت الى الأسفل و أنا أسمع كلماته الفاضحة و الجريئة ليحمر وجهي خجلاً لأقول بتوتر :-

_ لم أكن ... أعلم أنك ... ستأتي .

اقترب مني أكثر فأكثر حتى اختفت كل المسافات بين جسدينا شعرت بحرارة أنفاسه تلامس وجهي عندما تحدث بصوت أجش ممتلئ برغبة مكبوتة وغضب غير مبرر :-

 

_ أتعلمين أنتي تثيرين رجولتي لدرجة أنني أتمنى قتلك لكن ليس لقتلك أي فائدة ...

توقف للحظة وكأنه يختار كلماته بعناية ثم أضاف بنبرة مشحونة بالشراسة :-

_ تثيرين جنوني بكل تصرفاتك و حركاتك تجعليني أحتاج تعنيفك بأي وسيلة لأريح جنوني و غضبي ... لعنتك هذه علي لا تروقني  و لا ترضيني .

رفعت عيني نحوه غير قادرة على استيعاب ما كان يقوله كلماته كانت كألغاز معقدة لا أستطيع فكها لم أفعل شيء خارج عن القوانين التي وضعها هو نفسه كنت دائمًا تحت سيطرته أتبع أوامره دون تردد فلماذا يتصرف هكذا الآن؟ ما الخطأ الذي اقترفته :-

_ أنا ....

_ نظراتكِ تزيد شهيتي لتملكك أكثر طلبك ... و كأنهما يطلبان مني أن أجعلهما يصلا لقمة النشوة و يطالبان بالمزيد من الأمور الفاحشة ... لا يمكنك أن تنكري أحاديث عليناكِ و هي تطالب بي أيف ، كأنهما يطالباني بأحتلال زهرتك لأستخرج رحيقهما .

 

بدأ جسدي يرتجف دون إرادتي وكأنه يفقد السيطرة على نفسه تمامًا تنفسي أصبح مختنق ومتقطع وكلما اقترب مني أكثر شعرت بالتوتر يتسلل إلى أعماقي مثل سم بطيء المفعول ومع ذلك...

 

 كنت أريده قريب أردته أن يبقى هنا بجانبي للأبد قربه كان يمنحني نوع من الراحة الغريبة التي لا يمكنني تفسيرها لكنه في الوقت نفسه كان يعذبني بلا رحمة لم يكن يأبه بألمي أو بمعاناتي كنت أعلم أنه سيأتي اليوم الذي سيتوقف فيه قلبي عن النبض بسببه  ليسجن بتهمة سرقة أنفاسي وإيقاف نبضات قلبي للأبد سيتهم باحتلال قدسيتي لكنه لن يشعر بأي ندم.

 

كل ما يحدث لي الآن يثيرني بطريقة غريبة وغير مألوفة لم أكن أعرف هذه المشاعر من قبل ولم أكن أفهمها إلا من خلاله هو من علمني هذه الكلمات الفاحشة والأفعال التي تجعل جسدي يحترق بنار الشوق والخوف معًا لم أشعر إلا وذراعه القوية قد التفت حول خصري وكأنه يملكني بالكامل عيناه كانتا تجوبان على فمي وكأنهما تستكشفان كل زاوية منه تخططان لما سيفعله به همس بصوت أجش مشبع برغبة مكبوتة وشراسة غير مقيدة :-

_ فمك الشهي المرتعش أحتاج تمزيقهما بين أسناني دون أن أرحمهما .

كانت كلماته تخدر جسدي :-

_ لا.... لا ....تفعل هذا .

أقترب ليتحدث بجانب شفتي و التي تلامستا :-

_ جسدك يقول عكس ما تريدين أيف :-

كم كرهت خيانة جسدي لي أمامه كرهت كيف يستجيب له جسدي و لا يستجيب لي كرهت كيف يخونني في أصعب الأمور و أسوئها كم هذا سيء ...

اقترب مني أكثر لكنه لم يقبلني اكتفى بأن جعل شفتيه تلامسان شفتي بلطف وكأنه يستمتع بقربهما دون أن يندمج في لحظة حقيقية عيناه كانتا مثبتتين على عيني وكأنهما تغرقان في أعماقي وكأنه يريد أن يقرأ كل فكرة تخطر ببالي وكل شعور يسكن داخلي شعرت بلمسات يديه تتسلل إلى ساقي لتستقر فوق فخذي بلمسة خفيفة لكنها قوية بشرته كانت باردة بشكل لافت وكأنها تتناقض تمامًا مع لهيب جسدي المشتعل هذا التباين أرسل رعشة قوية عبر جسدي مما جعلني أرتجف دون إرادة.

حرك يده الأخرى حول منحنيات خصري وكأنه يرسم حدودي بيديه وكأنني تحفة فنية يرغب في امتلاكها بالكامل وهو يريد استكشافه بعناية  كنت كالتمثال ساكنة تمامًا غير قادرة على الحراك أو حتى التفكير بوضوح لم أستطع إيقافه ولم أستطع الهروب من بين يديه التي كانت تحيط بي كشبكة لا مهرب منها شفتانا ما زالتا قريبتين جدًا يكاد يكون هناك احتكاك خفيف بينهما لكنه لم يتخط تلك اللحظة المعلقة :-

_اللعنة كم أشتهي أن أنقض على شفتاكِ لأروي عطشي و لن أدعهما الى وهما متورمتين و ينزفان الدماء لأحرك لساني على حلمتيكِ و أقطعهما بأسناني لأرسم دوائر تملكي لكي على أنحاء خصرك هذا لأغرق بين فخذيكِ بسلسلة من رعشاتك التي تمطر مياه لزجة لذيذة .

كم أن للسانه المنحرف أثر على ما يحدث لأنوثتي الآن كل كلمة كان يقولها و كل لمسة على جسدي تجعلني أخدر و لا أعلم ما الذي يمكنني أن أفعله كأن عقلي لا يجيد التفكير بقربه كل شيء بداخلي يقول لي أنه خطر عليكِ الابتعاد عنه لكن جسدي لا يرضخ و لا يبتعد :-

_ يمكنني قراءة الرغبة في عيناكِ و رغبتك هذه تثيرني لحد الجحيم .

 

توسعت عيناي عندما أدخل يديه لتستقر أصابعه على أنوثتي ليخرج مني تأوه لم أستطع أن أخفيه لأمسك بيديه  :-

_ لا ... لا تفعل هذا .

قلت هذا بخدر لأشعر بأصبعه الأوسط و هو يفرق بين شفتي أنوثتي ليغرق بين بينهما أغمضت عيوني و أنا أعض على شفتي أكبح نفسي من التأوه لأرى الابتسامة الماكرة تعلو ثغره :-

_ ابتلالك من أجلي يجعل مني أكثر رغبة بأمتلاكك .

حاولت مقاومته كان صوتي متقطع و متوتر مع كل لمسة لأصبعه على أنوثتي حاولت جعله يستيقظ مما يفعله و يرحمني ولو لقليل من الوقت الذي لا أعرف كم :-

_ ما... ما تفعله خطأ .

ترددت كلماته على مسامعي وهو قريب أكثر و ما زالت شفتانا تتلامسان دون تقبيل :-

_ لا شيء صحيح في حياتي فما الضير بأرتكاب الخطيئة .

_ ل..اا.

كل ما يفعله بأنوثتي يصيبني بالجنون جسدي يرتجف أريد أبعاده حقاً لكن وضع وجهه في رقبتي زاد الأمر سوء أخذ يمرر لسانه الرطب على انحناءات رقبتي يمتصها تارة و يقبلها قبل رطبة تارة أخرى ليمرر يده الأخرى على مؤخرتي يعتصرها بيده القوية :-



_ أأأأهههن ...توق..آه ..ف .

لم يستمع ألي وضع يديه الاثنتين على فخذي ليحملني بواسطة تفريق قدمي عن بعضهما مما جعلني أجبر على أن أتعلق برقبته مصاحبة بشهقة أخذت أنفاسي لسكتني بواسطة فمه الذي أخذ يجوب أرجاء فمي بتملكه و اقتحامه .....

 

تمايل برأسه ليلتهم شفتي السفلى بين فمه ليسحبها الى أليه و هو يمتصها بكل شغف و رغبة ليفرق بين شفتاي و يعضها بين أسنانه أصوات اللذة تصدر منه و أصوات الألم تصدر مني أغلقت عيناي بألم ليحملني و يمشي بي الى سريري ليجلس على الحافة و هو بين قدمي أجلس فوقه أخذتني قبلته الى اللاوعي لم أعد أفكر أن كان هذا منطقي أم لا و جيد أم سيذيقني العذاب المؤلم لم أهتم أريد أن أشعر بهذه اللحظة فقط ...




 

 أردت مبادلته التقبيل و أن أجاريه وضعت أصابعي في شعره الناعم لأقترب منه أكثر و أكثر لأضع شفتيه بين شفتاي و أقوم بأمتصاصها كما يفعل هو بي لأسمعه يزمجر بقوة و لا أزال أنا أستمتع بأمتصاصي لشفتيه كانت لذيذة تلذذت بمذاقها تشبه الفواكه المحرمة ....



 

لم تعجبه سيطرتي على شفتيه ليعود هو المسيطر الوحيد ليدس لسانه في فمي يداعب جوفي و لم أعد أستطيع أن أجاري حركاته لي ...يداه تتجول على أنحاء جسدي ليستقرى على مؤخرتي ليعتصرهما بين يديه...



 

 تحركت لا أرادياً و جلست على ذكورته زمجر بفمي ليفصل القبلة التي أستغرقت وقت لا أعلم طوله لأستنشق الهواء بتعب :-

_ أتعلمين أن بحركتك هذه جعلته ينتصب أجلالاً لجسدك هذا .

شعرت بالدماء تصعد الى وجهي و تنفسي كان صعب جداً و ضربات قلبي متسارعة أردت النهوض فور كلامه هذا لكنه لم يسمح لي أن أنهض من عليه ليطبق أنوثتي مع ذكوريته لأشعر بأنتصابه الكبير تحتي ليحرك أنوثتي على قضيبه المنتصب لتخرج منه توهات متألمة .

 

 حاجباه المعقودتين و كان يتعرق أردت التكلم لكن عاد ليستوطن شفتاي مرة الى و هو يجبرني على الأحتكاك بأنتصابه بواسطة أنوثتي لأشعر ببللي الذي أصبح على بنطاله ليرمي المنشفة التي تغطي جسدي لأكون عارية أمامه لم ينتظر أحتجاجي و لا دفاعاتي ليضع حلمة صدري في فمه يسحبها بقوة آلمتني :-

_ آآآآهههه وايت لا مؤلم .

بمجرد أن نطقت بأسمه حتى زاد أهتياجه نحوي لنظر ألي بعيناه المظلمة المخدرتين :-

_ يعجبني أن تنطقي بأسمي و أنا أحتل كل ناحية و ركن من أركان جسدك هيا صغيرتي أصرخي بأسمي أكثر .

أنه مجنون ... مجنون حقيقي كيف أخلص نفسي من بين يديه لم أفعل ما أمرني به لتسقط صفعة بيده القوية على مؤخرتي لأصرخ بقوة :-

_ أاااه لا وايت توقف .

أعتصرها أقسم أن أصابعه ستخترق بشرة مؤخرتي لشدة قبضته عليها ليعاود ألصاق أنوثتي بأنتصابه الذي يكبر أكثر و أكثر و يصبح أقسى كالحجارة :-

_ آآآه كم يثيرني هذا الأحتكاك الذي يحدث بين أنوثتك ضد قضيبي المنتصب ... أنتي تجعليني أنتشي .

أحسست بشعور غريب يصيبني بالأسفل فمجرد تحريك أنوثتي بهذه الطريقة تصيبني بالأرتعاش و الخدر جسدي يزداد حرارة و لسانه اللعين يتجول بحركات دائرية على حلمتي يمتصها و يلعقها ليعاود سحبها بأسنانه مما أثار جنوني أكثر لأدفن وجهي بعنقه و أنا أعض على شفتاي و أتأوه من شدة الرغبة التي تجتاحني و حجم نشوتي التي بداخلي و التي تطغي على جميع التعقل الذي برأسي أردت الوصول الى ذروتي بأي شيء أرد أن أخلص نفسي من هذا الألم و هذه الرغبة ...

 

زاد من وتيرته لتزيد متعتي بأن أصل لنشوتي لأنبت أضافري بصدره و أسمع صوت لهاثه و زمجرته الممتعة :-

_ أ... أنا وشيكة وايت .

ضمني أليه أكثر و هو يسرع أحتكاك أنوثتي به شعرت أن أنوثتي ستنفجر لأصرخ من نشوتي بأسمه و أنا أقذف على بنطاله ليزمجر هو الأخر :-

_ واااايتتت ...آآآه

شعرت أن روحي تخرج مني و تحلق عالياً عضلات جسدي أصبحت مشدودة و الأرتعاشات تسري فيه أشهق أنفاسي بوتيرة متعبة ولم أعد أتمكن من تحريك أصبع واحد مني من الأرهاق و الأنتشاء كان كل هذا كالخيال أن أستمر الوضع معه هكذا سيجعلني أدمن هذا الشعور أنه كأحد المسكرات أو المخدرات القاتلة تسحب روحك ببطئ الى أنك تكاد تقسم أنك ستموت من ذوبان جسدك لهذا الشعور أبتلعت ريقي وهو يسحب أنفاسه لم أتجرء على النظر أليه حتى لا يمكنني النظر الى عيناه بعد كل الذي يحدث و بسبب عري جسدي الذي بين يديه قبل عنقي ليضعني على الفراش ليكون مهبلي  واضحة أمام عيناه ليبتسم و قطرات العرق على جبينه و صدري يعلو ويهبط من التعب متناسية أنوثتي التي ينظر نحوها بتلذذ ليقترب مني و يهمس في أذني بعذوة صوته :-



_ أحمرار أنوثتك يجعلني أشعر بالأنجاز تبدو لذيذة كالفراولة وكأنها تتوسل إلي لأن أمسك بها و أتذوقها.

أغلقت ساقاي لأحاوط يدي بجسدي أحاول الأبتعاد عنه بحياء و خجل أصبح كل وجهي أحمر اللون ليرمي هو بدوره أحد الأغطية على جسدي لأخفيه مع عدم النظر أليه :-

_ أرتاحي الآن غداً لدينا خطة يجب دراستها .

خرج من غرفتي لأعود ببصيرتي على السقف و أنا أحاول أن أرتب نبضات قلبي المتسارعة و مظهري المتهالك أنوثتي ما تزال تنبض و حساسة جداً و أشعر بسائلي الرطب على فخذاي اللعنة ....  اللعنة فقط على وايت .

 

 نهضت لأعود و أستحم مرة أخرى و أنظف نفسي اللعنة كيف أمكنني أن أبادله بما يفعله لما حتى قمت بمعانقته و تقبيله اللعنة علي اللعنة كيف فعلت مثل هذا كيف لم أكبح نفسي ...

 

أخذت أشتم نفسي و أضرب رأسي بيدي و أنا متوترة العلاقة التي بيني و بين وايت أخذت مجرى لا ألم ما نهايتها و كيف ستكون لكن هذا يخيفني و كثيراً وايت شديد التصرف بفضاضة معي و أشك بأنه يحبني بل يستغل جسدي ...

 

أبتلعت ريقي لأعود الى فراشي بعد أن غيرت الملائات بسبب ما خرج مني من قذارات و التي علقت بسريري لأغط بالنوم بعد تعب جسدي و تفكير عقلي ...

 

.

.

.

(آرثر )

.

.

.

 


توجهت مباشرة إلى بار المنزل بعد عودتي من العمل غارقًا في تفكيري الذي لم يكن سوى مساحة صغيرة ممتلئة بذكريات بيلا هي فقط من تستطيع أن تجعلني أفقد السيطرة على نفسي أن أتصرف كمراهق مهووس لا يعرف كيف يخفي مشاعره كيف يمكن لفتاة صغيرة أن تدمر قلبي بهذه الطريقة؟ كيف لها أن تسكن داخل روحي دون إذن وكأنها تملك كل المفاتيح التي تفتح أبواب ضعفي؟

أكره هذا الشعور أكره كيف تلعب بي كيف تتحكم في قلبي وجسدي معًا رجولتي أصبحت أسيرة لها ولا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونها لكن المشكلة أنها لا تبادلني نفس المشاعر كلما حاولت أن أقترب منها أرى في عينيها نظرات الرفض والكره هي لا تريدني ولا يمكنني إجبارها على ذلك.

حاولت مرارًا أن أقودها معي إلى هذا العالم المظلم الذي أعيش فيه إلى الهاوية التي أغرق فيها يومًا بعد يوم لكنها دائمًا ما تبتعد إنها مثل الضوء الذي لا يمكنني الوصول إليه بينما أنا مجرد ظلال تحاول جاهدة أن تمسك بشيء من الإشراق.

 

حتى الآن لا أستطيع أن أعترف لنفسي تمامًا بحقيقة مشاعري كيف لي أن أقبل أنني عاشق لفتاة صغيرة ذات تصرفات طفولية؟ هي تمثل البراءة والنقاء بينما أنا... أنا شخص آخر تمامًا شخص مثقل بالذنوب والأسرار شخص لا يستحق أن يقف حتى على أعتاب عالمها.

 

 

بيلا .... بيلا ... تجعليني محتاج أليكي بكل كياني و لا أعلم ما الحل معك ليتني أستطيع محو الكره الذي تحملينه لي و أن أحملك الى سابع سماء حيث لا أحد يصل لنا فقط أنا و أنتي و الشياطين الموجودة في رأسي .

نظرت الى موقف البار لأنظر الى ذلك الذي يجلس و بيده كأس من المشروب الشعرة المبعثر و الرطب يبدو أنه أستحم ليعود الى البار و يثمل لحظة أشك أنه يثمل حتى أن طاقته على الشرب كبيرة و لا يثمل و يغيب عن وعيه مهما شرب من كأوس :-

_ يبدو أنك لن تنم .

نظر وايت نحوي بعيناه المضلمتين يبدو الأنزعاج على ملامحه :-

_ لا أستطيع النوم و ماذا عنك .

_ مثلك ..

جلست بجانبه ليسحب هو كأس من طاولة البار و يسكب شراب به قليلاً و يضع قوالب الثلج به  ليقدمه لي أبتسمت لأخذه و أتجرع منه قليلاً لأنظر الى وايت لم يكن وضعه يعجبني :-

_ لما أرى الأنزعاج على وجهك ؟

صمت قليلاً ليخرج سجائره يسحب واحدة بفمه ليقدم العلبة لي لأخذ واحدة و يشعلها :-

_ حسناً هل ستبقى صامت .

تنهد لينظر لي :-

_ أتعلم أنك لحوح وهذا يزعجني .

أبتسمت له لأرتشف كل كأسي و أسكب لنفسي كأس آخر :-

_ أعلم هذا جيداً و لن أدعك ألا بأخباري عن سبب أنزعاجك .

صمت كالمعتاد لم يهتم لكلماتي ألا أنني علمت حقاً سبب أنزعاجه فمن غيرها أيف من يستطيع أن يجعله بهذه الحالة :-

_ هل هي أيف .

نظر نحوي ليزيد من أسوداد عيناه و عقد حاجبيه :-

_ عرفت ماذا فعلت هذه المرة لتجعلك بهذا السوء .

أشاح ببصره عني لينظر الى الفراغ :-

_ كم أتمنى أن أقتلها .

_ وهل تتوقع أن بقتلك لها ستستعيد حياتك القديمة و ذاتك الماضية ستعاني أكثر من الذي تعانيه الآن وايت .

_ كانت المصادفة سيئة جداً ...

_ لكنها لذيذة لذاتك .

قلت هذا و أنا أستفزه لينظر لي بمكر :-

_ كتلذذ بيلا بتحطيم دفاعاتك والتلاعب بك .

أختفت أبسامتي و تعكر مزاجي سحقاً له هو حقاً يعلم كيف يزعجني مثله :-

_ اللعنة عليك أيها العاهر .

أجل أنا و وايت مقربان من بعضنا البعض على الرغم من اختلافاتنا الواضحة في التصرفات والأفكار ومع ذلك نحن متشابهان بطريقة غريبة وكأننا انعكاس لبعضنا البعض هو يعرف كل تفاصيل حياتي وأعمق مشاعري وأنا أعلم عن حياته الماضية وما يحمله داخله من جحيم لا يهدأ لكن حتى مع هذا القرب هناك هوة عميقة بيننا هوة مليئة بالأسرار والصراعات التي لا يمكننا الهروب منها.

 

أيف كانت دائمًا الورقة الرابحة بالنسبة لوايت لكنه لا يعرف كيف يتصرف معها كلماته الجارحة وعقابه القاسي الذي لا يرحم كانا سلاحه المفضل ضدها حتى عندما كانت طفلة صغيرة لم يكن لديه أي رحمة في تعامله معها ربما لأنه يرى فيها شيء لا يستطيع فهمه أو السيطرة عليه بشكل كامل وايت نفسه لا يعرف ماذا يريد بالضبط من أيف لكن الشيء الوحيد الذي يدركه بوضوح هو أنه يجب أن تكون تحت سيطرته وحده لا يهم كيف ولا بأي ثمن.

.

.

.

(أيف )

.

.

.

كنت أقود السيارة و بجانبي بيلا الى المقر الرأيسي حيث أرادنا وايت أن نجتمع لمهمة ما و من المحتمل أنها تهم وايت كثيراً ، خرجت من السيارة و بجانبي بيلا التي كانت صامتة و هي تتثائب من حين لآخر يبدو أنها لم تنم جيداً اللية تجاهلت الأمر لأخل الى الغرفة الخاصة بالأجتماعات لأجد هناك آرثر و بيانكا جالسين يتناولون بعض الأحاديث جلست بالقرب من عمتي :-

_ صغيرتي الحبيبة لم أرك البارحة و اليم لم تنزلي على الفطار هل هناك شيء بك ... هل أنتي مريضة .

قالت عمتي هذا و على وجهها ملامح القلق أحب أهتمامها بي أشعر بالدفء حقاً و شعور جميل :-

_ لا تخافي عمتي ليس بي شيء ألا أنني كنت منهكة من العمل فقط و لا تقلقي قبل أن آتي لهنا تناولت شطيرة في الطريق .

أبتسمت لي أبتسامة حنون لتمسد على رأسي كالأطفال أحب تعاملها هذا معي كأن لمساتها نحوي تخبرني أنني أنتمي أليهم ...

 

دخل وايت مع لوكا الذي كان يحمل في يده رقة ملفوفة كبيرة جداً نوعاً ما علمت أنها خريطة لمكان ما و المهمة بدأت تكون أكثر جدية ليفتها أمامنا و يثبت أطرافها ليجلس وايت على مقعده بعظمته :-

_ المهمة القادمة ستكون صعبة نوعاً ما فمن سنتعامل معه هو ميكاريوس ..

.

.

.

 


تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. حلوه اوى حبيبتي بالرغم أن كنت مستنيه الرواية تخلص علشان اقرأها كلها بس ماقدرتش امسك نفسي

    ردحذف
  2. تحفه يا قلبي ❤️❤️❤️

    ردحذف

إرسال تعليق

أكتب التعليق على هذا المدونة و البارتات لأستمرارنا بكتابة الروايات و جعل الأمر ممتع و مهم ....