بارت 4 ( لمحة من الماضي )
"في زوايا الماضي المظلمة، حيث كانت الأشباح تسير بصمت والذكريات المؤلمة تحاصرنا كجدران لا نهائية، وجدنا أنفسنا عالقين في ظلام دامس، نبحث عن بصيص ضوء ينقذنا من وهدة الألم التي ابتلعتنا لسنوات. لقد تركنا الماضي السيء هناك، في تلك الظلمة الحالكة، لكن ظلاله بقيت تلاحق خطانا، تذكرنا بما كنا عليه وما لم نعد نريد أن نكون."
― إهداء إلى كل من حمل أوزار الماضي وسعى نحو النور.
_____________________________
فتحت عيناي ببطء وأنا
أشعر بالضيق المعتاد يتسلل إلى جسدي نظرت حولي في ضجر وحاولت أن أنهض بسرعة من
مكاني لمحت الساعة على الحائط وكانت إبرة الوقت تشير إلى الصباح اللعنة همست لنفسي هل
قضيت الليل بأكمله نائمة؟ كيف حدث ذلك؟ لا أذكر حتى لحظة استسلامي للنوم.
أدرت وجهي ببطء لأتفحص المكان الذي
كنت فيه الغرفة كانت مألوفة... غرفتي يبدو أن وايت حملني إليها تباً لماذا أكون
بهذه الاستهتار؟ كيف يمكنني أن أنام في غرفته بتلك الطريقة؟ والأسوأ من ذلك كله
لدينا اليوم مواجهة مع ذلك البدين اللعين ولا مجال للتقصير أو التأخر.
نهضت بسرعة واتجهت نحو خزانة الثياب
اخترت ملابس مريحة قميصًا بلون بني داكن بنطالًا أسود يسهل الحركة به وزوجًا من
الأحذية الرياضية البنية التي تناسب لون القميص أمسكت بشعري الطويل وجمعته بإحكام
باستخدام مشبك محاولة السيطرة عليه كان هذا الشعر مصدر إزعاج دائم لي لكن رغم
رغبتي الشديدة في قصه لم أستطع ذلك ربما لأن وايت دائماً ما يظهر اهتمامًا به
بطريقة ما وهذا يجعلني أتردد في التخلص منه ومع ذلك فكرة
أن يمسك بي ويقطع رقبتي بعد كل شيء تجعلني أبتسم بمرارة.
أخذت نفسًا عميقًا بينما كنت أضع
قطرات من عطري المعتاد رائحته الهادئة كانت بمثابة ملاذ صغير في هذه الفوضى
العاطفية التي أعاني منها ولكن كيف سأنظر إليه الآن؟ كيف سأواجه وايت بعد ما حدث
البارحة؟
الأحداث التي وقعت تحت تأثير الدواء
لا تزال حاضرة بقوة في ذهني تلك اللحظات التي كنت فيها أتوسل إليه بأن يخلصني وكأنه الوحيد القادر على إنقاذ روحي من الجحيم الذي كنت أعيش فيه لا
أستطيع التظاهر وكأن شيء لم يحدث جسدي لا يزال يحمل آثار لمساته أصابعه وهي تتنقل
على جلدي كما لو كانت تحفر ذكريات لا يمكن محوها مجرد التفكير في الأمر يثير
الجنون بداخلي.
هززت رأسي بقوة محاولة طرد تلك الأفكار
المؤلمة التي تغزو عقلي وتسيطر على تفكيري استنشقت الهواء بعمق ثم أطلقته ببطء محاولة
إعادة التركيز همست لنفسي بصوت منخفض ولكنه حازم :-
_
هيا يا فتاة أنتي تستطيعين أن تواجهيه على الأقل هو لن ينظر لعيناكي كالمعتاد
تجنبيه قدر المستطاع هيا يا صغيرة .
أدرت مقبض الباب ببطء وخرجت من
غرفتي متوجهة نحو المصعد لم تمض سوى لحظات حتى كنت قد وصلت إلى غرفة الطعام حيث
كان الجميع مجتمعين حول الطاولة نظرت إليهم جميعًا بابتسامة خفيفة وهدوء ظاهري نطقت
الكلمات بهدوء لكنها كانت كافية لتجذب انتباه الجميع :-
_ صباح الخير
.
بيانكا عمتي الحنونة التي تملك
ابتسامة صباحية لا تقاوم ردت علي بلطف :- صباح العسل هيا صغيرتي تعالي تناولي طعامك .
حاولت أن أتجنب النظر إلى وايت قدر
الإمكان كان جالس في مكانه المعتاد يطالع الجريدة بتركيز شديد بينما يحتسي قهوته
الصباحية بدا وكأنه غير مبالٍ بكل ما يدور حوله ابتسمت للجميع وجلست في مكاني
المعتاد ثم بدأت أضع بعض الطعام في صحني وأتناوله بهدوء.
ولكن لم تدم تلك اللحظة الهادئة
طويلًا فجأة انطلق صوت مزعج يقاطع سكون الغرفة :-
_ ايهاااا
الخوووونة تأكلوووون بدووووني .
نظرت أنا وبيلا إلى مصدر الصوت
بدهشة أما وايت وآرثر فلم يبديا أي اهتمام وكأنهما معتادان على هذا النوع من
المشاهد أما بيانكا فقد أغلقت عينيها بنفاد صبر واضحة وتحول مزاجها في لحظة من
الهدوء إلى الغضب ابتسمت بيلا لي بخبث وهمست لي بصوت منخفض :-
_ لقد بدأت
المتعة الحقيقية .
حقًا يمكنني القول إن هذه هي
البداية ما سيحدث الآن سيكون مشابهًا للمشاجرات الكلامية التي اعتدنا عليها ابتسمت
عندما رأيت لوكا يدخل إلى الغرفة بخطوات واثقة وابتسامة عريضة تعلو وجهه إنه الشخص
الذي دائمًا ما يثير ضجيج كبيرًا كلما حضر لوكا هو صديق مقرب للعائلة يدخل ويخرج
كما يحلو له وكأنه جزء منها بالنسبة لي و لبيلا فهو بمثابة العم الثاني يخاف علينا
بشدة ويدافع عنا في كل مرة نكون فيها في خطر رغم أنه يبدو لطيفًا وحنونًا إلا أن
لديه جانبًا آخر قويًا ومتوحشًا مثل آرثر و وايت عندما يتعلق الأمر بالنزالات
والمعارك.
اقترب لوكا من الطاولة بسرعة مد يده
بجرأة وأخذ صحن بيانكا قبل أن تتمكن حتى من التفكير في الاعتراض ثم جلس بجانب آرثر
بابتسامة خبيثة وقال لها بعد أن لمح الغضب يتراكم في عيناها :-
_ تبدين
بدينة لذا يجب أن لا تأكلي .
انفجرت بيانكا غضبًا وصرخت في وجهه
بصوت حاد :-
_ و ما
دخلك أنت أيها العاهر
تناول قطعة الجبن التي كانت في
طبقها دون أن يعبأ بغضبها ثم رفع حاجبيه ببرود وهو يستفزها أكثر :-
_ تو تو تو
تو لا تغضبي بيبو ستظهر لكي تجاعين و أنتي لا تريدين هذا صحيح بيلا .
تدخلت بيلا بنبرة مرحة تحمل سخرية
واضحة :- أجل عمتي هناك مقولة تقول قلل الغضب لتعيش بمظهر طفل .
نظرت بيانكا إلى بيلا بنظرة قاتلة
جعلتها تصمت فورًا ثم عادت لتواجه لوكا بنظراتها المليئة بالنار لوكا الذي كان
يغمز لنا بأعينه الواثقة وكأنه الرابح في هذا النقاش لم يتوقف عن استفزازها.
قالت بيانكا وهي تضغط على كلماتها
بكل ما أوتيت من قوة :- اللعنة عليك متى ستموت و أنتهي
منك .
رد آرثر بتنهيدة غير مبالية وهو
يتابع طعامه بهدوء :- أقتليه أن كنتي تريدين لا أحد يمنعك بيانكا .
عكف لوكا
حاجباه بتأثر حزين على وقع كلمات آرثر الباردة و الذي كان يتابع طعامه بعدم مبالا
ليقول لآرثر بصوت رقيق أنه يمثل بصورة
واقعية اللعين :-
لوكا :-
أوهههه لقد حطمت قلبي آرثر لما هذا الكلام و أنا أحبك كثيراً أشعر أن قلبي تمزق
لقطع صغيرة .
نظر إليه آرثر بضجر واضح وقال بلهجة
جافة :- ضع قلبك بمؤخرتك ... لا تزعج بيانكا .
ابتسم لوكا بخبث وقال وهو ينظر إلى
بيانكا :- لا أزعجها هي تتأثر بسرعا صحيح
يا عقلة الأصبع .
رمت بيانكا السكين الذي بين يديها
بعصبية نحو لوكا لكنه تفاداه ببراعة كان يعرف تمامًا أنها لن تتردد في رمي أي شيء
عليه عندما يتجاوز حدوده وعلى الرغم من أن بيانكا ليست قصيرة القامة إلا أن طولها
يبدو نصف طول لوكا تقريبًا مما جعله يناديها بهذا اللقب منذ الصغر دائمًا ما كانت
هذه الكلمة تثير غضبها إلى حد كبير.
ابتسمت لنفسي وأنا أراقب مشاجراتهما
المعتادة لو لم يكن وايت موجودًا هنا لكانت المشاجرات قد انتقلت إلى استخدام
الأسلحة لكن وايت كان قد عاقبهما كثيرًا في الماضي بسبب تجاوزاتهما المستمرة لذلك
بقيت المشاجرات الكلامية حاضرة كجزء من الروتين اليومي.
قطع وايت هدوء المشهد ببروده
المعهود حيث نظر إليهما بنظرة حادة وقال :-
_
أن كنتما قد أنتهيتما من هذه المشاجرة اللعينة قدم تقريرك لوكا .
اختفت ابتسامة لوكا على الفور ليحل
محلها تعبير جاد وهو يتحدث بصوت أكثر تركيزًا :-
_ لقد
حاولت أن أصل الى نتيجة مع دون لكن هو لا يريد التعامل معنا على الأطلاق كما أنه
ينوي أن يقوم بالمواجهة بيننا و خاصة أن هناك شخص يسانده بشكل مكثف اللعين أنه
واثق بنفسه كثيراً بضاعة الأسلحة أعطاها لذلك الشخص .
نظر وايت إليه بنظرة ثاقبة وقال
بهدوء :- وهل علمت من يكون ؟
أجاب لوكا بنبرة جدية :- حتى الآن لا يوجد أي معلومات مؤكدة عنه حاولت التحري بطريقتي الخاصة لكن
ذلك الرجل صعب الوصول هو لا يظهر علنًا بل يستأجر أشخاصًا للقيام بالمفاوضات
وإجراء الصفقات دون أن يكشف عن وجهه أو اسمه الحقيقي.
تدخل آرثر بصوت هادئ ولكنه مليء
بالحذر :- يبدو أنه ذو شأن كبير و يلعب معنا لعبة شيقة يجب أن نكون حذرين جداً لكي
نعلم من يكون .
أومأ وايت برأسه ثم قال بلهجة حازمة :- لا بأس لن يدوم الأمر لنكتشف ما الأمر و
الآن علينا مواجهة خوضها فتمادي جورجيان قد طفح كيله
رفعت بيانكا عيناها نحو وايت بتوسل
واضح وقالت بصوت مليء بالأمل :- هل
أذهب معكم؟ هل يمكنني المشاركة هذه المرة؟
كان رد وايت قاطعًا ومباشرًا كلمة
واحدة أصابت بيانكا بخيبة أمل :-
_ لا .
أثنت بيانكا شفتيها بغضب ونظرت إليه
بحنق :-
_ لما لا
يمكنني الذهاب وايت .
أجابها بصوته الهادئ الذي لا يقبل
الجدل :-
_ هناك
أعمال في المقر عليكي أنهائها بيانكا .
ضحك لوكا بخبث وهو ينظر إليها بنظرة
استفزازية :-
_ عقل
الأصابع لا يجب أن تقاتل صغيرة فسوف تسحق بين الأقدام .
لم تتحمل بيانكا كلماته الساخرة
فقفزت من كرسيها بغضب وأطلقت صرخة حادة وهي تتجه نحوه بمخالبها محاولة الهجوم عليه
بكل ما أوتيت من قوة لكن آرثر كان سريعًا أمسك بها من خصرها ورفعها عن الأرض
بسهولة مانعًا إياها من الوصول إلى لوكا الذي ظلت ابتسامته الخبيثة مرسومة على
شفتيه.
قال آرثر بصوت جاف بينما كان يحاول
السيطرة على بيانكا :- اللعنة أهدئي بيانكا أنه يريد أغاضتك فقط أذهبي للمقر الآن و لنتجنب هذه
المشاجرة الصباحية .
حاولت بيانكا الإفلات من قبضة آرثر
لكنه كان قويًا جدًا بدأت تطلق سيلًا من الشتائم والألفاظ الحادة التي جعلت الجميع
يتوقفون للحظة لمشاهدة المشهد أما أنا فقد كنت لا أزال أتناول طعامي بهدوء مستمتعة
بهذا العرض الصباحي الذي أصبح تقليديًا في منزلنا.
صرخت بيانكا وهي تشير بإصبعها نحو
لوكا :- أيها العاهر اللعين سأقطعك و أرميك الى الكلاب و أتخلص منك حقير لعين .
ابتسم لوكا بثقة واضحة وقال وهو
يرفع يديه في إشارة ساخرة للسلام :-
_
أوه يا لها من تهديدات مرعبة لكن لا
تقلقي سأبقى هنا لأستمتع ببقية يومي بعيدًا عن مخالبك الحادة.
بينما كان آرثر يسحب بيانكا بعيدًا
نظرت إلينا بيلا بابتسامة عريضة وقالت :-
_
حسنًا يبدو أن صباحنا سيكون مشتعلًا
كما هو الحال دائمًا.
ابتسمت لها وأنا أواصل تناول الطعام
وأجبت :-
_
هذا هو الروتين اليومي لنا بدون هذه
المشاجرات قد يبدو المنزل غريبًا بعض الشيء.
بعد تبادل الكلمات الحادة خرجت
بيانكا أخيرًا من بين يدي آرثر لتبدأ بتهدئة نفسها قامت بتصفيف شعرها الذي تبعثر
أثناء محاولتها الهجوم على لوكا بينما كانت تتنفس بصخب وغضب واضح رفعت سبابتها
باتجاهه وهو لا يزال مستمتعًا بطعامه بنهم :-
_ سألقنك
درس صدقني .
ثم غادرت غرفة الطعام وهي تتوجه إلى
المقر كما أمرها وايت تاركة وراءها أجواء مشحونة بالتوتر
نظر آرثر نحو لوكا بنظرة توبيخية
وقال بصوت جاف :- و كأنكما أطفال تتقاتلان متى ستتوقف عن أغاضة بيانكا .
ابتسم لوكا ببراءة مصطنعة وأجاب بكل
خفة :- إغضابها بالنسبة لي كالأدرينالين
الذي يسري في عروقي يا عزيزي آرثر لا يمكنني التوقف.
تنهد وايت بملل بعد أن أنهى فنجان
قهوته وطوى الجريدة التي كان يقرأها وقف بهدوء لكن نظراته كانت حادة عندما قال
بصوت غليظ يحمل أوامر لا تقبل النقاش :-
_ توقفو عن
اللعب و هيا أروني مؤخراتكم الى العمل .
نهض لوكا بكامل نشاطه المعتاد لكنه
توقف فجأة عند نقطة معينة ثم نظر بتركيز نحو وايت قبل أن يسأل بفضول :-
_ يبدو أن هناك
من قام بعضك وايت .
في تلك اللحظة توقف الزمن بالنسبة
لي تنفست بسرعة وشعرت وكأن العالم بأكمله قد تجمد عادت ذاكرتي فورًا إلى ما حدث
البارحة... عندما كان وايت يضاجعني بأصابعه ومن شدة الألم والمتعة المختلطة قمت
بعضه بقوة دون أن أفكر والآن يبدو أن الأثر لا يزال ظاهرًا للجميع لم يكن وايت
يرتدي ربطة عنق اليوم مما جعل العلامة واضحة للغاية.
نظرت سريعًا إلى وايت وتلاقت عينانا
مباشرة كنت لا أزال أتناول الطعام لكنني وجدت صعوبة كبيرة في بلعه أو حتى مضغه كانت
ملامحه جليدية كعادته لكنني شعرت بقلبي يخفق بعنف داخل صدري كنت أتوسله بصمتي عبر
عيني لا تخبرهم بما حدث أرجوك وايت لا تفعل ذلك ...
لكن وايت لم يظهر أي انفعال استمر
في النظر إلي للحظات طويلة والتي شعرت أنها دامت قرونًا بالنسبة لي لم أستطع
الهروب من هذا التواصل البصري المشحون ثم فجأة أجاب على سؤال لوكا بصوت هادئ وغير
مبالٍ :-
وايت :-
هناك كلبة صغيرة قامت بعضي .
قطع بذلك التواصل البصري وأدار وجهه
نحو لوكا مرة أخرى بإيماءة باردة :-
_ لا تهتم
.
لكنني في تلك اللحظة اختنقت بالطعام
تمامًا بدأت أسعل بشدة وعيناي تدمعان من شدة الاختناق كانت بيلا قريبة مني تحاول
طبطبة ظهري بقلق وقدمت لي كأس ماء أخذته منها بسرعة وشربته دفعة واحدة لكنني كنت
أشعر بأنني أغرق في حالة من الذعر والحرج.
لوكا :- هل
أنتي بخير فيف .
كان لوكا وآرثر ينظران إلي بقلق على
عكس وايت الذي بدا غير مبالٍ تمامًا ابتلعت ريقي بصعوبة وعيناي محمرتان من السعال
لأجيب بابتسامة وهمية :-
سعلت بخفة
و رسمت على شفتي أبتسامة وهمية :-
_ أجل لقد
كنت مسرعة بالطعام لذا غصصت بها .
تنهد آرثر بضجر وقال بنبرة توبيخية
:-
_ لن يهرب
الطعام أيف عليكِ أن تكوني أكثر حذر .
أجبته بابتسامة متكلفة بينما كانت عيناي
تلاحقان وايت لمحت على ثغره ابتسامة ماكرة خفيفة قبل أن يدير جسده بعيدًا ليواجهني
بظهره.
اللعنة عليه! فكرت في نفسي هل سماني
بالكلبة؟ ذلك الحقير العاهر يلقبني بالكلبة حقًا؟ إذا كان يعتقد أنني كلبة فأنا على الأقل لدي وفاء عكسه هو
الثعلب الماكر الحقير ذو الأخلاق السيئة كيف تجرأ أن يلقبني بهذا الاسم المهين؟
شعرت بالغضب يتزايد داخل صدري سأريه
حقًا ماذا تستطيع "الكلبة" أن تفعل به
نهضت من المقعد بسرعة و أمسحت فمي
بغضب ثم توجهت خلفهما كانت بيلا تنظر إلي بارتباك غير مدركة مصدر انزعاجي الحقيقي.
خرجت إلى الخارج حيث كان الرجال
بانتظارنا وهم يتناقشون بهدوء حول أمور تخص المواجهة القادمة السيارات كانت قد
أُحضرت بالفعل فاقتربت من سيارتي الخاصة و جلس وايت في المقعد الخلفي كالمعتاد دائمًا
ما كان يجعلني أقود له السيارة وكأنه يريد
التأكد من أنني تحت سيطرته حتى في أبسط الأمور تنهدت بصمت وأنا أضع حزام الأمان ثم
بدأت بالقيادة نحو الوجهة المتفق عليها.
كالمعتاد كان المكان المختار
للمواجهة منطقة معزولة تمامًا مكان نائي يستخدم لدفن الجرائم والمخالفات التي لا
يمكن ترك أي أثر لها هذا النوع من العمل دائمًا ما يشعرني بالإرهاق الشديد أحيانًا
أعود إلى غرفتي منهكة تمامًا وأجد ظهري يصرخ ألماً عندما أستلقي على السرير أفكر
أحيانًا هل سأصبح عجوزًا قبل الأوان؟ كيف يستطيع وايت أن يحافظ على جسده وطاقته
بهذه الطريقة؟ هذا اللعين...
تنهدت بعمق واستمريت في القيادة
بهدوء محاولة مقاومة رغبتي في النظر إليه عبر المرآة الجانبية طوال الطريق كان
وايت منشغلًا بهاتفه يتصفح بشدة ويبدو وكأنه يخطط لأمر ما أو يدير عملًا آخر لم
يكن هناك سوى صمت مطبق بيننا.
بعد ساعات طويلة من الطريق المملوء
بالهدوء والتوتر وصلنا أخيرًا إلى المكان المطلوب توقفت السيارة وتوجهت سريعًا
للتأكد من أن سلاحي محشو بالذخيرة الكافية وضعت بعض الطلقات الإضافية في خصري من
الجهة الأخرى ثم التفت نحو وايت الذي كان ينظر إلي بعيونه الباردة كما هي عادته
كسر الصمت بصوته الغليظ والرجولي :-
_ لا أريد
على جسدك أي جراح غير جراحي أيف .
تلك العبارة الشهيرة التي اعتدت
سماعها منه قبل كل مهمة أو اشتباك دائمًا ما يشدد على هذه النقطة وكأنه يملك وصاية
كاملة على جسدي لا يريد ندوبًا تضاف إلى تلك التي تركها هو بيديه وعنفه الخاص لم
يكن هناك شيء جديد في كلماته لكنني شعرت بالغضب يتسلل إلى داخلي ببطء هل يعني أنه
يهتم حقًا؟ أم أن الأمر مجرد رغبة منه في التحكم والسيطرة؟ ابتلعت الغصة الخانقة
التي علقت في حلقي ومنعتني من قول أي شيء أومأت له برأس هادئ ثم نزل من السيارة
بهدوء.
بعد لحظات خرجت أنا أيضًا أغمضت
عيني بشدة لبضع ثوان محاولة تهدئة أعصابي المشتعلة عندما فتحت عيني مرة أخرى كانت
نظرات البرود قد غمرتهما تمامًا وايت كان يترأس المجموعة الآن وإلى جانبه لوكا
وآرثر بينما كنت أنا وبيلا خلفهم مباشرة.
كنت أحدق في وايت في أكتافه العريضة
وبنيته القوية التي تمشي بثقة مطلقة الطريقة التي يتحرك بها تحمل كبرياءً لا يمكن
إنكاره كم تعجبني رجولته النفاذة... يجعل قلبي يشتهيه أكثر فأكثر اللعنة على هذا
القلب العاهر! فكرت في نفسي كيف لي أن أفقد تركيزي عليه الآن؟ حاولت جاهدة أن أعيد
تركيزي إلى المهمة التي أمامنا ليس هذا الوقت المناسب للغرق في مشاعر أو أفكار
سخيفة.
وقف وايت أمام جورجيان ذلك السمين
الذي بدا وكأنه يرتجف خوفًا رغم الحرس الكبير الذي أحاط به من كل الجوانب عدد
حراسه كان يفوق عددنا بشكل واضح لكن هذا لم يزعزع ثقتنا ابتسمت بسخرية إنه يظهر
الخوف بوضوح ولا يبدو أنه يدرك أن قلة عدنا ليست مؤشرًا على ضعفنا لقد تعلمنا
جميعًا أن القدرة الحقيقية لا تقاس بالأعداد بل بالمهارات
نظر وايت إلى جورجيان بنظراته
الباردة التي لا تترك مجالًا للشك في خطورة موقفه بدأ الحديث بصوته الهادئ ولكن
الحازم :-
_ كل هذه
الحراسة لن تخلصك من بين يدي جورجيان .
نظر جورجيان إلى وايت بسخرية واضحة
وضحك بصوت عالٍ مستفز قال وهو يرفع ذقنه بغرور زائف :-
_ أنت مخطأ
يا وايت لن تتخلص مني سأقتلك بين يدي و سأكون أنا زعيم العالم السفلي .
ابتسم وايت بسخرية مبطنة وكأنه
استمع إلى نكتة سخيفة رد عليه بصوته البارد والمثير للغضب :-
_ تحلم بأحلام كبيرة وأنت أصغر من أن تكون إصبعي الصغير شخص واحد منا
كافٍ لإنهائك.
ضحكة جورجيان المزعجة كانت كافية لجعلني أشعر بالاشمئزاز صوته المقرف اخترق أذني مثل سموم ثقيلة لم أستطع تحمله لثانية إضافية رفعت سلاحي بهدوء وبسرعة البرق أطلقت طلقة واحدة أصابت منتصف رأسه الأصلع بدقة متناهية
لحظات من الصمت غمرت المكان بينما كان حراسه لا يزالون في
حالة صدمة مما حدث بدأ لوكا بالضحك بصوت عالٍ وقال وهو ينظر إلي بنظرة خبيثة :-
_
حسنًا يبدو أن لدينا قناصًا محترفًا
هنا.
نظرت نحو وايت ورفعت كتفي بلا
مبالاة وقلت :-
_
كان يسبب لي صداعًا كما أن أذناي
تحتاجان إلى تنظيف بعد سماع صوت ضحكته المقرف.
استمر لوكا بالضحك لكن حراس جورجيان
بدأوا في استجماع قواهم ومهاجمة رجالنا رغم ذلك كان عدد الحراس الكبير لا يعني
شيئًا بالنسبة لنا لقد دربني وايت على إطلاق النار كما لو كنت أطلق نفسي مركزًا
تمامًا على الهدف دون أي تردد رجالنا كانوا أقوى بكثير منهم جميعًا وكل حركة
يقومون بها كانت مدروسة ومدمرة.
بينما كانت المعارك تدور حولنا شعرت
بنظرات وايت الحادة تتجه نحوي كان غاضبًا من تصرفي قال بصوت بارد ومليء بالتهديد :-
_ ستلقين
عقابك أيف .
تنهيت بصمت مدركة تمامًا أنه
سيحاسبني على ما فعلته لكنني لم أكن أهتم جلست بيلا على مقدمة السيارة وهي تراقب
المعركة الطاحنة باستمتاع واضح قالت بابتسامة ساخرة :-
_ لقد وضعت
جاسوس على جورجيان و أعلمني حقاً على مكان الماسات لذا ليس من الضروري أن نبقيه
على قيد الحياة هو كان يزعجني و هذا مصير من يزعجني .
ابتسم آرثر بسخرية جانبية وقال :-
_ اللعنة
كنت أنوي قتله منذ زمن طويل .
تنهد وايت بعمق قبل أن يعود إلى
مكانه في المقعد الأمامي للسيارة وأمرني بصوت حازم بأن أقود السيارة نحو المكان
المتفق عليه كان القضاء على رجال جورجيان أشبه بلعب الأطفال بالنسبة لنا سهولة لا
تصدق كأننا نسحق البعوض وجهتنا كانت النادي الليلي الخاص بجورجيان حيث يخبئ كنوزه
السرية تحت الأرض عبر نفق مخفي هذه المعلومات لم تأتِ من فراغ بل جاءتنا من
الجاسوس الذي عينته لمتابعة كل خطوة لجورجيان كظله لقد كان جورجيان يثق به بشكل
كبير مما جعله مصدرًا ذا قيمة هائلة لي.
عندما وصلنا إلى المكان اشتعلت
المعركة بمجرد أن رأى حراس جورجيان سيارتنا بدأ الهجوم بلا هوادة أخرجنا أنا ولوكا
وبيلا أسلحتنا على الفور وبدأنا نواجه أي شخص يحاول الوقوف في طريقنا الرصاص
يتطاير في كل اتجاه والتوتر يسيطر على الأجواء المشحونة كنت أطلق النار بتركيز
شديد حتى نفدت ذخيرتي تمامًا حاولت بسرعة تغيير المخزن الاحتياطي لكنني لم أكن
سريعة بما يكفي وبينما كنت أحاول إعادة التحميل ظهر أمامي أحد رجال جورجيان يرفع
سلاحه مباشرة نحوي.
تحركت بسرعة خاطفة مستخدمة غريزة
البقاء التي طالما اعتمدت عليها في مثل هذه اللحظات الحرجة تفاديت رصاصته بأعجوبة
لكن الوقت كان ضيقًا للغاية وبينما كنت أنتظر المصير المجهول سمعت صوت طلقة واحدة
فقط... ثم سقط الرجل أرضًا ممسكًا بصدره حيث استقرت فيه رصاصة قاتلة.
استدرت بسرعة لأرى من أنقذني ظننت
في البداية أن بيلا هي التي قامت بذلك لكن عندما التفت وجدت وايت يقف خلفي عيناه
ثابتتان علي بنظرة لا يمكن فك رموزها في يده كان السلاح الذي أطلق منه الرصاصة كان
شيء غير عادي سلاحًا مميزًا نقشت عليه حروف لاتينية قديمة ومعقدة وكأنها تحمل قصة
أو سرًا عميقًا من الزمن الغابر لم أستطع فهم تلك الحروف لكنها أثارت في داخلي
شعورًا بالرهبة والفضول معًا قلت له بتوتر :-
_ شكراً لك
زعيم .
لم ينبس وايت ببنت شفة تجاهل كلماتي
تمامًا وكأنها لم تقال ابتلعت ريقي بصعوبة وسرت خلفه محاولة الحفاظ على توازني رغم
سرعة خطواته الطويلة التي كانت تجعل من الصعب علي اللحاق به كان يتحرك بثقة مطلقة
كل خطوة له تعكس القوة والسيطرة وبينما كنا نتقدم كان يقضي على أي شخص يظهر أمامه
بدم بارد دون تردد أو تلعثم كنت أتابعه عن كثب أقدم الدعم له بإطلاق النار على كل
من حاول الاقتراب منه لحسن الحظ كان المكان فارغًا تقريبًا مما جعل مهمتنا أكثر
سهولة.
وصلنا إلى الغرفة المخصصة التي تحدث
عنها الجاسوس توقف وايت للحظة ونظر حوله بتفحص دقيق قبل أن يلتفت إليّ بنظرة ثاقبة
صوته كان هادئًا ولكنه يحمل في طياته سلطة لا يمكن إنكارها :-
_ حسناً
أين الباب السري الذي تحدثتي عنه
ابتلعت ريقي مرة أخرى قلبي يدق بقوة
داخل صدري وجهه كان عابسًا ملامحه لا تبشر بخير على الإطلاق حاولت أن أجيبه بشيء
أي شيء يجعلني أشعر ولو بقليل من الطمأنينة لما سيحدث بعد ذلك :-
_ سأخبرك
لكن أريد منك مكافأة بألا تعاقبني زعيم .
خرجت الكلمات من فمي بتلعثم واضح وكأنني
طفلة تخشى العقاب لقد تغير وايت أصبحت عقوباته تؤثر على قلبي ونفسيتي بشكل عميق بل
وحتى على عقلي لم أعد أتحمل هذا الشعور الذي يراودني كلما رأيت نظرته الباردة أو
سمعت صوته الهادئ المخيف.
اقترب مني ببطء حتى أصبحت المسافة
بيننا مجرد ذراعين شعرت بأن قدماي لم تعدا تحملان وزني ولكنني حاولت أن أبقى واقفة
وأن أرفع رأسي لأواجه عينيه السوداوين اللتين كانتا تحدقان بي بلا رحمة صوته كان
كالثلج بارد وهادئ يحمل في طياته شيء من التهديد المبطن :-
_ هل
تخالفيني أيف .
كلمة واحدة فقط كانت كافية لتجميد
الدم في عروقي شعرت بأنني صغيرة وضعيفة أمامه وكأنه يستطيع سحقي بلمحة بصر إذا
أراد لكنني كنت أعلم أنه ليس مجرد سؤال بل هو تحذير مباشر نظرت الى الأسفل لم أعد قادرة على متابعة النظر الى
عيناه لأتابع ما أقوله :-
_ لا أخالف
أوامرك زعيم لم أطلب منك طلب منذ سنين أنا أطلبه الآن منك أرجو أن توافق على هذا
لقد فعلت شيء خاطأ لكنني كنت ...
قاطعني قبل أن أكمل جملتي اقترب مني
بخطوات ثابتة حتى أصبح جسده بالكاد يلامسني كان قربه مخيف ومربك في الوقت نفسه
وبدأت أعطره القوي والغامض يلفني كشبكة لا مهرب منها صوته كان كالجليد بارد وهادئ
ولكنه مليء بالسلطة :-
_ كنتي
منزعجة من جورجيان لا يعني أن تقتليه قبل أن أسمح لكي بهذا أيف .
طأطأت رأسي وكأنني طفلة صغيرة قد
أخطأت ووالدها يوبخها شعرت بالذنب يغمرني رغم أنني كنت أعلم أنني لم أندم على ما
فعلته :-
_ آسفة لن
يتكرر هذا الأمر .
بعد لحظات صمت طويلة عاد وايت إلى
مكانه دون أن ينبس ببنت شفة أخرى حول الموضوع لكنه أمرني بكلمات حازمة كانت كفيلة
بإشعال التوتر في الأجواء مرة أخرى :-
_ أفتحي و
أخرجي اللعنة صبري بدأ بالنفاذ .
عرفت حينها أنه قد وافق ضمني على ما
طلبته ولكن إذا تأخرت ولو للحظة سيغير رأيه بلا شك وسيكون العقاب الذي كان ينوي
إنفاذه علي أشد قسوة مما تخيلت أسرعت نحو الخزانة التي تخفي الباب السري وضغطت على
آلية فتحه بسرعة وحذر ظهر سلم يؤدي إلى الأسفل وبحذر شديد أخرجت هاتفي لأضيء به
المكان المظلم.
بدأت النزول درجة تلو الأخرى
والتوتر يسيطر على كل خطوة لي عند الوصول إلى الأسفل وجدت غرفة كبيرة تتوسطها
طاولة وكراسي وفي الجهة البعيدة كانت هناك خزانة ضخمة أخبرني الجاسوس الرقم السري
لها وهممت بفتحها عندما رأيت الألماسات البراقة داخلها ابتسمت ابتسامة انتصار شعرت
بأنني حققت إنجاز كبير اليوم.
لكن عندما استدرت لأعود ارتطمت بشيء
صلب كان كالحائط شعرت بأن رأسي سينفجر من قوة الضربة رفعت بصري لأرى من كان أمامي
ولم يكن سوى وايت كان قريبًا جدًا مني وعيناه الثاقبتان تنظران إلي بنظرات لا
أستطيع فك رموزها حاولت أن أبتعد عنه لكنني ارتطمت بالخزانة التي كانت خلفي بدأت
دقات قلبي تتزايد بشكل محموم والتوتر يشتد في الهواء.
كسر وايت الصمت الذي خيم على المكان
بصوته البارد والعميق :-
_ لما أنتي
خائفة هكذا من عقابي أيف .
لم أستطع أن أنطق ولو بكلمة واحدة
توترت بشدة من قربه المفاجئ ونظراته التي تخترقني وكأنها تقرأ أعمق أفكاري حاولت
التراجع والهرب فانطلقت مسرعة نحو السلم في محاولة يائسة للابتعاد عنه لكنه كان
أسرع مد يده وأمسك بمعصمي بقوة جرني إليه بحركة حازمة حتى ارتطمت به مرة أخرى أحاط
خصري بيديه بتملك وكأنه يؤكد سيطرته الكاملة علي .
في تلك اللحظة سقط هاتفي من بين يدي
وتراجعت الإضاءة الخافتة التي كانت تنير المكان مما زاد من شعور الرهبة الذي بدأ
يتسلل إلى قلبي دفعني بقوة نحو الحائط المجاور للسلم واضعًا يديه على جانبي رأسي
ليحبسني في مكانها شعرت بأنني عالقة تمامًا لا مهرب ولا مجال للهروب.
اللعنة... تمتمت في سري مدركة تمامًا أنني بتهوري قد استفززته أكثر مما
ينبغي كنت أعلم أنه لن يمرر الأمر مرور الكرام وايت ليس من النوع الذي يغفر بسهولة
خاصة عندما يتعلق الأمر بتحدي سلطته :-
_
أ...أبتعد زعيم أرجوك .
صوتي كان مختنقًا مزيجًا من الخوف
والتوسل حاولت أن أبدو هادئة لكن دقات قلبي المتزايدة كانت تفضح ما بداخلي
رد بصوت عميق وهادئ لكنه يحمل في
طياته تهديدًا خبث و مكر :-
_ لم
تجيبيني على سؤالي كما أنكي تجرئتي على تجاهلي بهروبك من بين يدي .
رفعت عيني لأواجه نظراته السوداوية
عيناى متوسلتان ومليئتان بالقلق تحاولان مقاومة سواد عينيه الذي بدا وكأنه يسحبني
إلى أعماقه ابتلعت ريقي بصعوبة ووضعت يدي على صدره الدافئ محاولة دفعه بعيدًا عني
لكنه لم يتزحزح قيد نملة :-
_ أرجوك قد
يأتي أحد الآن هم بأنتضارنا .
كلماتي كانت محاولة يائسة لإعادة
بعض العقلانية إلى الموقف لكنني كنت أعلم أنها لن تكون كافية ابتسم
بخبثه المعتاد وكأن فكرة معينة بدأت تتبلور في ذهنه ثم اقترب من أذني بهدوء وهمس
بصوت منخفض يحمل نبرة خطيرة :-
_ هل تظنين أن هذا كافٍ لتهربي من
عواقب أفعالك؟
دس قدمه بين قدمي وارتكز بركبته في أنوثتي مما جعلني أتراجع عن أي محاولة جديدة للمقاومة لم أستطع كتمان تأوه
خفيف خرج من شفتي مزيجًا من المفاجأة وعدم القدرة على التحكم في ردود أفعالي و لمس قدمه أنوثتي من خلف الملابس :-
_
آآآهمم.
لأسمع صوته
الأجش و الهادئ بنبرة راغبة :-
_ تأوهاتك
تثير جنوني ... كم أريد تملك صوتك و تعذيبك بكل الطرق أيف .
على الرغم من أن كلماته كانت مهددة
إلا أنني لم أستطع فهم ما الذي يحدث لجسدي اللعين شعرت وكأن حرارة أنفاسه تلسع
بشرة وجهي العارية بينما كان صوته يخترق أذني كنصل حاد ليصل إلى أعماق قلبي ويوقظ
في داخلي مشاعر مختبئة كنت أحاول دوماً إنكارها اضطراب غريب بدأ يتملكني اضطراب لا
يمكن السيطرة عليه جعل أنوثتي تتلعثم وتتصارع مع نفسها و جعل أنوثتي تضطرب كم أكره الجانب العاهر
مني أنه لا يروقني أنه يقتلني حقاً أكره
هذا الجانب المتمرد بداخلي ذاك الجانب الذي يبدو وكأنه يبيعني دون إذني يقتلني
رويدًا رويدًا .
لم أستطع النطق بكلمة واحدة كان
الأمر كما لو أن لساني قد تجمد داخل فمي وكأن شفتي مقيدتان بحبال غير مرئية تمنعان
حتى أضعف محاولات الدفاع عن نفسي فقدت صوتي تمامًا وتحولت إلى مجرد ظلٍ هش يواجه
عاصفة لا يمكن مقاومتها انتفضت عندما شعرت بيد وايت تغزو خصوصيتي تنزلق بداخل
بنطالي لتلامس أكثر الأماكن حساسية بي الى أنوثتي أصابعه الغليظة بدأت تستكشفني
بلا رحمة وكأنها ترسم حدودًا جديدة على جسدي المرتجف أصبح أصبعه الأوسط في أنوثتي فتح شفتين أنوثتي بأصابعه و أغرق
أصبعه الأوسط بين بتلات أنوثتي شهقت بقوة من فعلته هذه .
حاولت
التحرر منه مدفوعة ببقايا قوة كانت تقاوم الانكسار أمسكت بقميصه بقوة محاولة سحب
يده بعيدًا عني لكن كل محاولاتي باءت بالفشل كان قويًا ثقيلًا لا يمكن مقاومته
توسلت إليه بصوت خافت ومتعثر :-
_ أرجوك
... أرجوك لا تفعل هذا .
ابتسم بسخرية وكأن توسلاتي ليست سوى
وقود يزيد من لهيب رغباته اقترب أكثر حتى أصبحت ملامح وجهه قريبة جدًا مني وأصبحت
أنفاسه الثقيلة تملأ كل ذرة من الهواء حولي قال بصوت أجش مليء بالتحدي :-
_ هل تظنين حقًا أنني سأتركك الآن؟ بعد أن علمت
مدى ضعفك أمامي؟
شعرت بالعار يتسلل إلى أعماقي وخجل
مؤلم من نفسي كيف يمكن لهذا الرجل أن يجعلني أفقد السيطرة على جسدي وعلى مشاعري
بهذه الطريقة؟ هل هو حقًا بهذه القوة أم أنني ضعيفة إلى هذا الحد؟
اقترب من أذني ببطء تسلل إليها ثم
سحب شحمة أذني بلطف بين أسنانه شعرت بدفء أنفاسه الساخنة تلامس جلدي بينما ترك
لعابه رطوبة خفيفة على بشرتي الحساسة اللعنة كيف له أن يتحكم بي بهذه الطريقة؟ كان
واضحاً أنه يستمتع بالتلاعب بي وكأنه يعرف تماماً التأثير الذي يحدثه في داخلي
انقبضت معدتي بشدة وشعرت بتلك الفراشات المجنونة ترفرف داخل أنوثتي اللعينة مع كل
حركة يقوم بها بأصبعه على أنوثتي وكأنها
تعلن استسلامي غير المشروط لكل حركة يقوم بها.
_ فلتنتشي
من أجلي صغيرتي وسوف لن أعاقبكي .
أيمزح معي
أنا توسلته لكي لا يعاقبني لأني أعلم أنه سيعاقبني بهذه الطريقة لكنه الأن يفعل
هذا لأجل أن لا يعاقبني و علي الخضوع له و كأنني في وسط النيران لا مخرج لهما
كلاهما يأديان بي لذات الجحيم هذا المحتال يفعل ما يحلو له فقط أردت المعارضة لكن
أصبعه الذي كان يمرره على أنوثتي بدأ بأدخاله في فتحتي و قدمه التي بين ساقي
تقودني للجنون فهي تضغط على أصابعه أكثر قدماي بدأت ترتجفان و لا قدرة لي على
المقاومة أو الوقوف حاولت كتم تأوهاتي لأدس وجهي في كتفه مانعة لصوتي وهو مستمر في
مضاجعتي بأصابعه أن أصابعه كبيرة على فتحتي و بدأت أنوثتي بالابتلال رغما
عني أصبح صوت رطوبة أنوثتي و أصبعه تملئ المكان أنفاسي المضطربة و السريعة مع
أنفاسه التي كانت شبه منتظمة لكنها ساخنة خرج صوتي متقطع بسبب مداعبته لأنوثتي بقوة :-
_
أ...أرجوك ...آآآه .. لم أعد ...أستط...يع
لم يلتفت إلي ولم يمنحني حتى نظرة
عابرة كان مشغولاً بتمرير شفتيه الرقيقتين على طول رقبتي العارية وكأنه يرسم
طريقاً من اللهب على جلدي الحساس تنفسه المضطرب كان يتردد بصوت خافت يختلط مع
أنفاسي المتقطعة التي غمرت المكان بتوتر مكتوم بدأت أفقد السيطرة على نفسي لم
أستطع بلع ريقي أو حتى التنفس بشكل طبيعي كنت أشعر وكأن عقلي يوشك على الانفصال عن
جسدي وأن كل لحظة تمر تأخذني بعيداً نحو هاوية من الإحساس الذي لا يمكن السيطرة
عليه.
كان أصبعه يعرف تماماً ما يفعله
تحركاته كانت مدروسة و دقيقة وكأنه يعزف سيمفونية على أوتار أنوثتي المشتعلة لم
يكن هناك مجال للمقاومة جسدي استسلم له دون إذن مني شعرت بالرطوبة تتجمع بين فخذي
وأدركت أنه قد فتح الباب أمام المزيد من التوغل أدخل أصبعاً آخر ببطء عضضت شفتي
بقوة لكي أحاول أن أمنع نفسي من الصراخ وكأنه يتعمد تعذيبي بلذة لا تحتمل الألم
كان حاضراً لكنه امتزج بلذة غريبة متناقضة قلت بتأوه و أنفاسي ألتقطها بصعوبة
كبيرة :-
_
هممممهاااا.. لا لا ..أبعده .. آآآه
لحظة من الصمت المطبق ثم سمعت صوت
آرثر ينادي من الأعلى تجمدت في مكاني وانقبض قلبي بشدة وكأنه سقط من مكانه أغلقت
فمي بإحكام وتوسعت عيناي خوف وذعر بينما التفت نحو وايت بنظرة متوسلة كان لا يزال
هناك أصابعه متسلطة بداخل أنوثتي بجرأة مفرطة وكأن الوقت قد توقف بالنسبة له نظرت
إليه بعينين غارقتين في الرجاء أحاول إيصال ما لا تستطيع كلماتي التعبير عنه أحاول
القول له بعيني ابتعد الآن قبل أن ينكشف
أمرنا
لم أستطع تحمل فكرة أن يرانا أحد
بهذا الوضع كيف سأواجه الجميع؟ كيف سأشرح هذا الشعور الذي يغمرني دون إرادة مني؟
هذه العلاقة المحرمة التي دفعني وايت إليها والتي لم أستطع مقاومتها رغم كل
محاولاتي.
شعرت بالعار يتسلل إلى أعماقي،
وكأنني فقدت احترامي لنفسي. كم كنت أكره هذا الجانب الضعيف في داخلي، هذا الجانب
الذي استسلم لغرائزه ونسي كل شيء حوله.
كم أنا عاهرة همست لنفسي بصوت مكتوم
لم أستطع تحمل الفكرة إذا اكتشف آرثر أو أي شخص آخر ما يحدث هنا سأكون قد فقدت كل
شيء لن أتمكن من النظر في عينيه مرة أخرى لن أستطيع مواجهة نظرات اللوم أو
الاحتقار من الآخرين.
شعرت بالخوف يتملكني هل سيأتي آرثر؟
هل سمع شيئاً؟ حاولت أن أتحرك لكن جسدي كان مشلولاً وكأن الخوف ربط أطرافي بسلاسل
غير مرئية نظرت إلى وايت مرة أخرى وهذه المرة كانت نظرتي أكثر حدة وأشد
إلحاحاً مشاعري المتضاربة الغضب الذعر
والشعور العميق بالذنب.
آرثر :-
وايت لقد أنهينا العمل هنا ماذا عنكما ؟
صوته كان كالجرس الذي يوقظني من حلم
مزعج لكنه في الوقت نفسه زاد من رعب اللحظة نظرات وايت كانت مشتعلة كجحيم لا نهاية
له لم يكن هناك أي نية لديه للتوقف أو الاستجابة لتوسلاتي الصامتة كنت أحاول أن
أبعد نفسي عنه أن أستجمع قواي وأتحرك لكن كل شيء بدا وكأنه خارج عن إرادتي.
عضضت شفتي بقوة في محاولة لإخفاء
الألم والذعر المتصاعد بداخلي كان ذلك مجرد فعل عفوي لكنه أثار انتباه وايت كما لو
كان دعوة صامتة منه للانقضاض فجأة اقترب مني أكثر وضغط شفتيه على شفتي بقسوة
وشراسة وكأنه يتناول وجبة رئيسية لا يمكنه التوقف عنها بدأ بتقبيلي بوحشية ينتقل
بين شفتي العليا والسفلية بحركات متأنية لكنها مؤلمة وكأنه يريد أن يترك علامة
دائمة تُثبت ملكيته لي.
عقلي أصبح فارغ تماماً لم أستطع
التفكير بأي شيء سوى الخوف والتوتر اللذين كانا يسيطران علي كيف سأخرج من هذه
الورطة؟ وايت لم يمنحني حتى فرصة للتفكير بدلاً من ذلك ضغط قدمه ببطء على أصابعه
التي لا تزال داخل أنوثتي مما أعاد إحياء
تلك المشاعر المؤلمة والممتعة في آن واحد أصدرت صوت غير مقصود خليط من الألم
واللذة مما جعل قلبي يخفق بعنف أكبر.
كل ثانية شعرت وكأنها دهر كنت أخشى
أن ينزل آرثر ويجدنا بهذا الوضع المخزي لم أكن أتخيل كيف سأواجهه أو كيف سأشرح هذا
الجنون الذي غمر حياتي وايت من ناحية أخرى لم يكن يبدو قلق على الإطلاق استمر في
تحديقه بي وكأنه يقول بصمت "لن أتركك تفلتين بهذه السهولة."
بدأت أتنفس بصعوبة أكبر وشعرت بأن
الهواء بدأ ينفد من الغرفة حاولت أن أدفعه بعيداً لكنه كان أقوى بكثير مما تخيلت :-
_ توقف
همست بكلمات بالكاد يمكن سماعها
لكنه تجاهلني تماماً بدلاً من ذلك ابتسم
ابتسامة مفعمة بالغرور وكأنه يستمتع برؤيتي في حالة من الذعر الكامل ليعاود
الاستيلاء على شفتاي من جديد :-
آرثر :-
اللعنة عليك على الأقل أجبني ماذا تفعل .
ابتعد وايت عني ببطء بينما كنت
أحاول جر أنفاسي بصعوبة قلبي كان ينبض بعنف وعقلي لا يزال غارق في دوامة من الذعر
والتوتر وعلى عكس حالتي تماماً كان وايت
يبدو هادئ ومتماسك وكأنه لم يكن هناك أي شيء غير طبيعي يحدث للتو تنفسه كان
طبيعياً صوته ثابتاً حين رد على آرثر دون تردد قال
وايت بنبرة مسيطرة وهادئة :-
_ يمكنكم
الذهاب الآن أترك سيارة أيف سنلحق بكم فور أن أنتهي من عملي هنا .
نظرت إليه بصدمة عيناي متسعتان وغير
قادرتان على تصديق كلماته كيف يمكنه أن يتظاهر بهذه البرودة؟ وكيف له أن يصر على
الاستمرار فيما بدأه وكأن شيء لم يحدث؟ شعرت بالخوف يتملكني أكثر فأكثر مع كل كلمة
تنطلق من شفتيه.
آرثر :-
حسناً لا تتأخر كثيراً سنذهب للقصر أتبعنا بعد أن تنتهي .
سمعت خطوات آرثر وهي تبتعد
رويدًا الفكرة وحدها بأن آرثر كان قريب منا
لثوان فقط كانت كافية لجعل جسدي يرتجف بلا سيطرة كيف يمكنني مواجهة العائلة بعد
هذا؟ كيف سأستطيع النظر في أعينهم وأنا أعلم بما فعلته؟ هذا خطأ، شيء لا يمكن
تبريره أو إصلاحه. كيف لي أن أوقف وايت؟ كيف لي أن أستعيد السيطرة على نفسي؟
فور اختفاء آرثر تماماً تحرك وايت بسرعة مذهلة حملني بقوة ووضعني على
المنضدة التي كانت تتوسط المكان المظلم الضوء الخافت الذي ينبعث من الزاوية
الوحيدة المشتعلة في الغرفة كان كافي لأرى ملامح وجهه تلك النظرة الجامحة التي لا تعرف الرحمة ولا
التراجع وضع ظهري على المنضدة بحركة حازمة وقبل أن أتمكن من استجماع قواي أو حتى
التفكير في الهروب أمسك ببنطالي وبدأ بفتح زره بثقة مطلقة.
حاولت مقاومته دفعه بعيدًا بيدين
مرتجفتين لكنه كان أسرع وأقوى بكثير أمسك ببنطاني واللباس الداخلي وسحبهما بعنف
نحو الأسفل كاشفاً عن أنوثتي أمام بصره وكأنه يعلن بكل وضوح أنه لن يتوقف مهما كانت
محاولاتي حاولت منعه ليزمجر بقوة غاضبة وهو يهدد بصوته الغاضب :-
_ أياكي و
فعل ما سيجعلك تندمين .
كانت نظراته الحادة كافية لبث الرعب
في أعماقي فأطرقت بصمت مطبق غير قادرة على المقاومة أو حتى التفكير بوضوح شعرت
وكأنني أسيرة تلك العيون الجليدية التي تخترقني دون رحمة تخضعني لإرادته دون أن
ينبس ببنت شفة صوته الغاضب وجسده الضخم الذي يلوح أمامي كانا كفيلين بأن يجعلاني
أشعر وكأنني قطة صغيرة واهنة أمام وحش لا يمكن إيقافه.
راقبته بعيوني الواسعتين عاجزة عن
الحراك وأنا أتوسل في داخلي أن ينتهي هذا الكابوس سريع قبل أن يكتشف أحد الأسرار
المحرمة التي نغرق فيها أكثر فأكثر كنت أخشى أن يفتح الباب فجأة وأن ينكشف كل شيء
كيف سأواجه الآخرين؟ كيف سأستطيع العيش بعد هذه اللحظات المشتعلة بالخطيئة؟
رفع قدماي و يضعهما على كتفيه ليبدأ بتمرير شفتيه
على طول فخذي لأرفع رأسي للأعلى دون أرادتي فلمسه لي يجعلني غير مستقرة في تفكيري
يجعلني أطالب بالمزيد مما يفعله بي لا أنكر أنني أشعر بالخجل الشديد ففكرة أنه بين
قدماي و شفتيه تتسلل على طول فخذاي
العاريتان أمامه و يتسلل لأنوثتي يصيبني بالجنون هذا الأمر لا يحتمل ...
عضضت على
شفتاي مانعة تأوهاتي التي تريد أن تخرج من فمي ليضع شفتاه على أنوثتي تشنج جسدي و
عكفت كاحل قدمي من شدة النشوة التي شعرت بها وهو يمتص و يسحب أنوثتي بين شفتيه
اللعنة لا يمكنني كبح تأوهاتي التي بدأت تصدر مني أمسكت بقوة بطرف المنضدة و أنا
أتخبط أسفله شعرت بأصابعه تفتح شفتا
أنوثتي لأشعر بلسانه يجوب أنوثتي صعوداً و نزولاً :-
_ أرجوووك
توق...ف أأأأههههممم.
لم يكترث
لتوسلاتي التي تلعنه في الخفاء لا يزال لسانه اللعين يجعلني أشعر بشعور جيد كان
الشعور الذي شعرت به جيد للغاية و ممتع و مثير لحد الجحيم و لحد كبير و صوت أستمتاعه في ألتهام أنوثتي يجعل
قلبي يتوقف من نبضاته أقترب من بضري ليضعه بين أسنانه و يسحبه لأصرخ بألم ممزوج
بالمتعة و أنا أدس أصابعي في شعره أحاول أيقافه من ألتهام بضري أشعر بالحساسية
تشتعل في جسدي و كأنني أوشكت على أن أجد متعتي بفمه ...
_ أبتعد
أنا ...أنا ... آآآه
شعرت
بالدموع الحارقة في وجنتاي لا أريد أن يفعل هذا بي لا أريد أن يأخذ حاجته هذه و
يرميني كالقمامة أعلم ما يفعله مجرد متعة بالنسبة له يريد تعذيبي بطرق و أساليبة
الملتوية حطم جسدي و يريد تحطيم روحي تباً لك وايت تباً لك ....
أدخل لسانه
بفتحتي لأضغط على رأسه بأنوثتي أكثر لم يكن هذا ما أريده لكن جسدي يريده يريد
لمساته يريد أن يلمسه أكثر يريد أشباع رغبته به أكثر و أكثر أصبح التنفس صعب و كأن
الغرفة قد نفذ منها الهواء و شعرت أنني على وشك وصول حدودي كان يصيبني بالجنون ...
يمرر لسانه
على فتحتي كان رطب و ساخن تارة يلعق شفتا مهبلي و تارة يمتص بضري و تارة يدفع
بلسانه بفتحتي و أنا لا أستطيع المقاومة الشعور جحيمي بحق جسدي كله يرتجف :-
_ أن..
أههههه أ...
حاولت
أبعاد وجهه عني لكن اللعنة لا ينفك أن يبتعد لأقذف كل ما لدي و بدأ جسدي يرتعد و
صرخاتي تملئ المكان كنت في قمة نشوتي و جميع جسدي منقبظ و يرتعش للحظة نسيت كيف
أتنفس بقي يلعق ما خرج مني من سائل أنوثتي و هو يصدر أصوات متمتع بلعقه لي و كل
تمريرة للسانه لأنوثتي يرتجف جسدي أكثر و أكثر ك
ان ضهري متقوس من شدة الرعشة التي أصابتني ولا يزال فمي مفتوح من شدة أختناقي للحظات أبتعد
لأغلق عيناي أحاول لم شتاتي الذي بعثره و أسحب النفس بصعوبة ليخج من جيبه منديل
ليمسح فمه من بقايا سائلي و ما تبقى من
رطوبتي التي كانت على أنوثتي و خذي و يعيده الى جيبه :-
_ اللعنة
كم كان هذا شهياً .
لم أستطع الوقوف على قدمي جسدي كان
لا يزال مرتجف غير قادر على التحمل أكثر ارتجفت شفتاي قبل أن تنطق بالكلمات التي
كانت تتململ في صدري :-
_ لما تفعل
هذا بي ... لما أنا ؟
نظرت إليه بخوف ممزوج بالخجل وأنا
أحاول إخفاء جسدي عن عينيه اللتين لم تكفا عن التحديق بي كن أنتظر رده أي إجابة قد
تهدئ عاصفة الحيرة التي استوطنت عقلي المنهك الآن ما الذي يريد تحقيقه من كل هذا؟
لماذا يسحبني إلى دوامة سوداء لا يبدو لي فيها أي بصيص للخروج؟
ابتسم ببرودة مخيفة وكأنما كان
يستمتع بحالتي هذه ثم قال بكل ثقة وقسوة :-
_ لأن جسدك
ملك لي سأفعل به ما يحلو لي أيف .
استدار بعدها وكأن شيء لم يكن مشى
بخطوات هادئة نحو الباب تارك خلفه كلماته كالسكاكين التي غرزها في ظهري قبل أن
يغادر الغرفة ألقي علي بنظرة أخيرة مليئة بالاشمئزاز وقال ببرود :-
_ رتبي هذه
الفوضة أنتظرك في السيارة لا يجب أن نتأخر أكثر من هذا .
لم يلتفت إلي ولم يمنحني حتى نظرة عابرة
كلماته كانت كخناجر حادة تخترق قلبي تقتلني ببطء وتحرق داخلي بوحشية لا تطاق كان
جوابه نصف إجابة لكنها كانت كافية لتهشيم كل الأوهام التي كنت أتشبث بها ولتمزيق
الروابط التي كنت أعتقد أنها قد تجمعني به هو لم يكن يراني سوى أداة لنزواته
المريضة أداة لتحقيق متعته وأغراضه القذرة مجرد لعبة بين يديه لا أكثر أنتِ لا شيء
سوى ذلك يا أيف هكذا كنت أقول لنفسي لا
تحاولي أن تغيري الواقع وايت ليس لكِ ولن ينظر إليكِ يوم كامرأة يحبها أنتِ مجرد
ظلٍ في حياته مجرد وسيلة يستخدمها كما يحلو له .
كل كلمة كنت أوجهها إلى قلبي كانت
طعنة جديدة أغرزها فيه بنفسي الدموع كانت تسيل بغزارة على وجنتي وقلبي ينزف بصمت
مع كل فكرة تمر برأسـي كان علي أن أعيش هذه الحقيقة المريرة وحدي أن أواجه الألم
الذي لا نهاية له مسحت دموعي بغضب وضربت رأسي بقبضة يدي بقوة وكأنني أحاول استيقاظ
مستحيل من هذا الكابوس صرخت في نفسي بألم ممزوج بالكراهية :-
_
توقفي.... توقفي أيتها الحمقاء اللعينة أنتِ لا شيء
بالنسبة له توقفي عن التعلق بالأوهام أنتِ نكرة عليكِ أن تفيقي من هذا الحلم
السخيف .
حين يتألم القلب تصبح كل الآلام
الجسدية بلا قيمة أو معنى الألم الذي أحمله بداخلي لم يعد غريب علي فأنا أتعايش
معه منذ سنوات لكنه مع مرور الوقت يزداد ثقلاً يكبر معي يتنفس معي وينمو كلما نظرت
إلى هذه الحياة وما تقدمه لي من معاناة مستمرة لم يمر يوم واحد أشعر فيه بالفرح
الحقيقي ولم أجد لحظة سلام في هذا العالم.
كم أتمنى أن أعود إلى طفولتي
البريئة التي سرقت مني تلك الأيام النقية التي كانت مليئة بالأحلام والضحكات كم
أتمنى أن ذلك اليوم المشؤوم لم يحدث لي ولعائلتي وأن تكون تلك الذكريات المؤلمة
مجرد كابوس عابر أستيقظ منه لأجد نفسي في حلم جميل لكنني أدركت مع مرور الوقت أنني
كنت أحلم بالفعل وأنني استيقظت على واقع مؤلم ومدمر.
هذه هي حياتي وهذا هو القدر الذي
يجب أن أتعايش معه خيوط قلبي ليست بيدي بل بيد وايت فهو من يتحكم بي يسحبني كيفما
شاء ولا أملك سوى أن أتبع خطاه حتى وإن كان الطريق مليء بالعتمة والألم.
مسحت دموعي المنهمرة ببطء وأخذت نفس
عميق في محاولة لجمع شتات نفسي رتبت ثيابي التي كانت مشوشة مثل أفكاري وحاولت
تهدئة خصلات شعري المتناثرة بينما أمسكت بالماسات واتجهت إلى الأعلى قدماي كانتا
لا تزالان تحت تأثير ما كان يفعله بي وايت حلقي جاف وشفتاي متشققتان وحنجرتي
تؤلمني من شدة الصراخ الذي لم أستطع كتمانه.
كان وايت جالساً بكل برودة
وهدوء في مكانه خلفي كان يسند رأسه على مقعد السيارة عيناه مغمضتان وشعره المبعثر
يضيف إلى مظهره هالة من الغموض والسيطرة عروق رقبته البارزة كانت تشير إلى التوتر
الخفي الذي يكبحه داخله ابتلعت ريقي بصعوبة محاولاً التركيز على الوصول إلى البيت
بسلام كل ما كنت أريده هو أن أستحم وأن أجد لحظة من الراحة... حقاً كنت أريد
الراحة شعرت بالتعب يحيط بي من كل جانب وكأنني أغرق في بحر لا نهاية له.
لم يفتح وايت عينيه إلا
عندما توقفت السيارة أمام القصر خرج بهدوء تام تارك إياي خلفه دون كلمة أو نظرة
عيناي ظلت تلاحقانه حتى اختفى عن الأنظار حينها فقط وضعت رأسي على المقود وأغلقت
عيني لتعود ذاكرتي مرة أخرى إلى ذلك اليوم المشؤوم... اليوم الذي غير كل شيء.
الصمت في السيارة أصبح أكثر ثقلاً
الآن لكن الألم بداخلي كان هو الأكثر حضوراً.
.
.
.
في الماضي
.
.
.
كنت غارقة في أحلامي الوردية تلك
الأحلام التي كانت تلفني بدفء يشبه أحضان الأمان ابتسامتي الرقيقة ترتسم على شفتي
وأنا نائمة بسلام حتى شعرت بشيء خفيف يداعب وجنتي فتحت عيني ببطء لأجد والدي أمامي
وجهه المشرق ممتلئ بالحنان وهو يحاول إيقاظي بلطف صوته العذب ينساب إلى أذني كأنه
لحن هادئ :-
_ كرزتي
الصغيرة هيا ستتأخرين على مدرستك جميلتي .
ابتسمت له بعفوية وفرحت طفلة ثم
التفت ذراعاي حول عنقه بإحكام حملني برفق وجلس بي على السرير محاطين بدفء لا يمكن
وصفه كان يحتضنني وكأنه يحميني من كل العالم الخارجي يمنحني الحب والأمان الذي لم
أكن أحتاج أن أسأله عنه قبلاته الناعمة تتناثر على شعري وعلى وجنتي وكلماته تتردد
في أذني كنغمة لا تنسى :-
_ صغيرتي
الجميلة ...
لم أرد أن أترك حضنه ففضلت البقاء
بين دفء أحضانه رغم ضخامته وقوته التي كانت تجعلني أشعر بأنني محمية من أي شيء قد
يؤذيني ولكن سرعان ما انقطع هذا الجو الهادئ بصوت أمي وهي تنادي علينا بحماس :-
_ أنتما
ماذا تفعلان هيا الفطار جاهز نيفو هيا صغيرتي أذهبي و أرتدي ملابسك بسرعة .
نظرت إليها بغضب طفولي بريء وأنا
أعبس بخفة وأقول لها بتظاهر بالتحدي :-
_ أعلم
أنكي تغارين مني لأنني أعانق والدي وهو يعانقني لذا تحاولين تفريق عناقنا .
رفعت أمي حاجبيها في استغراب ممزوج
بابتسامة وقالت بنبرة مليئة بالثقة والدلال :-
_ أنه زوجي
يا صغيرة سيكون لي وحدي هيا الى غرفة التبديل فورا .
ضحك والدي على مشاجراتنا الدائمة
تلك المشاحنات الطفولية بيني وبين أمي كانت تغار مني أحياناً لكنها في الوقت نفسه
كانت تغمرني بعطفٍ وحنان لا يوصفان أما حبها لوالدي فكان يصل إلى حد الجنون وهو
أيضاً لم يكن يستطيع أن يتخيل حياته دون وجودها لم يكن هناك يوم يتشاجران فيه بل
كان حبهما يتجدد مع كل شروق شمس وكأنهما عاشقان جديدان يكتشفان بعضهما لأول مرة.
كم كنت أتمنى أن يحبني شخص يوماً
كما يحب والدي أمي كانا مميزين للغاية وكانت سعادتهما تعكس نفسها على حياتي فأصبحت
أسعد طفلة في العالم أنهيت إفطاري كالعادة بينما كان أبي يغازل أمي بلطف وهي ترد
عليه بخفة دم وتضربه عندما يحاول التمادي أمامي ضحكت بصوت عال ثم تركتهما وعدت إلى
مدرستي حيث كنت أعيش حياتي كطفلة متوهجة ومليئة بالحياة.
كنت أمتلك الكثير من الأصدقاء
وأتمتع بذكاء لافت وتفوق دراسي دائم أبي كان هو المعلم الأول لي كان يعلمني ويزيد
من خبرتي ومعرفتي بطريقة واضحة وبسيطة جاعلاً كل شيء يبدو سهلاً وممتع كنت سعيدة
جداً سعادتي لا توصف حتى ذلك اليوم الذي عدت فيه إلى البيت محملة بالفرح والسرور
بعد أن حصلت على المركز الأول في مسابقة العلوم عن أفضل مشروع علمي.
ركضت نحو المنزل بحماس أريد أن
أشارك فرحتي مع والدي الضحكة تشرق على وجهي والطاقة الإيجابية تملأني دخلت البيت
مسرعة لكنني اصطدمت برجال غرباء يرتدون بدلات سوداء ويحملون أسلحة كاتمة للصوت
قلبي توقف للحظة وسقطت البطاقة التي كنت أحملها من يدي لتختفي ابتسامتي فجأة ويحل
محلها رعب عميق.
نظرت حولي بقلق شديد لأجد والدي
مقيدين على الكراسي يحاولان التحرر من القيود التي تربطهما أفواههما مكممة بالقماش
مما يمنع صوتهما من الوصول إلي دموع أمي كانت تنهمر بغزارة وغضب والدي كان واضحاً
في عينيه الحمراوين المشتعلتين بالغيظ نظرت نحو الرجل الذي بدا زعيمهم وكان يرتسم
على وجهه ابتسامة قذرة تلك الابتسامة التي بقيت محفورة في ذاكرتي ولم تمحها الأيام.
نظرت إلى والدي بعيون دامعة متمنية
أن يكون هذا المشهد مجرد مزحة لكنني لم أكن غبية لهذه الدرجة كنت أعلم في أعماقي
أن هذا اليوم سيكون نقطة تحول في حياتي وأنني قد أفقد والدي للأبد الصدمة سيطرت
علي وعقلي بدأ يدور في دوامة من الخوف والحزن ثم انطلق صوت الرجل القائد بنبرة
باردة وقاسية :-
_ أوووه أن
أبنتك جميلة هاري ستفي بالغرض في بيت الدعارة الليلي ستمتع الرجال عندما تكبر .
غضب والدي بلحظة جنونية وبدأ يتخبط
بعنف في الكرسي الذي كان مقيداً به بينما أمسك به الرجال بقوة لمنعه من التحرر كنت
أقف هناك مرتعدة كورقة شجر في عاصفة شتوية دموعي تسابق بعضها البعض على خدي وأنا
أشاهد والدي يحاولان بجهد يائس إنقاذي وجه ذلك الوحش القاسي لم يتغير فقط رفع
سلاحه بلا أي تردد ليضعه مباشرة على رأس والدي :-
_
ودع ابنتك
وزوجتك الحبيبة... هاري.
لم تكد كلماته تنتهي حتى سمعت صوت
طلق ناري يمزق الصمت وتناثرت دماء والدي على وجهي حارة وثقيلة تسمرت في مكاني غير
قادرة على الحراك عقلي فارغ تماماً وجسدي تحول إلى قطعة جليد لا تستجيب لأي أمر
دموعي تجمدت في مكانها صدمتي كانت أكبر من أن توصف لم أستطع التنفس ولم أستطع حتى
الصراخ.
لم تنته المأساة هنا أمي التي كانت
تصرخ بصمت خلف القماش الذي يكم فمها لم تمهلها تلك الوحوش طويلاً أخرج الرجل سكيناً
حادة وتوجه نحوها بخطوات ثابتة أمسك برأسها بقوة واضعاً السكين على رقبتها الناعمة
أمام عيني بدأت السكين تتحرك ببطء على رقبتها وكأنه يستمتع بمشهد الألم والرعب
المنعكس في عينيها وفي عيني .
تناثرت دماؤها الدافئة على ملابسي
وعلى وجهي بينما كانت تجذب أنفاسها الأخيرة مشهد موتها كان يحفر نفسه في ذاكرتي
كأنه نقش لا يمكن محوه لن أنسى أبداً كيف كانت عيناها تنظران إلي مليئتين بالألم
والخوف قبل أن تفقد الحياة تماماً.
صدمتي بمقتل والدي أمام عيني كانت
كافية لتفقدني النطق ولتشل جميع حواسي شفتاي كانتا ترتجفان بلا سيطرة وجسدي بأكمله
يرتجف كأنه يحاول الهروب من الواقع المرير اقترب مني ذلك الوحش ومسح سكينه الملطخة
بالدماء على طرف ثوبي ثم مرر يده القذرة على وجهي بابتسامة شريرة متوحشة كانت
ضحكته المنتصرة تدوي في أذني كأنها صوت الجحيم :-
_
خذوها وباعوها إلى دار العاهرات.
هذا هو مكانها المستقبلي؛ لتُسعد الرجال ......
حلو حبيبتي بارات أكثر من رائع
ردحذف