القائمة الرئيسية

الصفحات

بارت 3 ( كلمة العدل ) 





"العدل هو أساس الحكم، وأساس العدل هو الحقيقة. فلا يتحقق العدل إلا حين تُرفع المظالم، وتُحفظ الحقوق، ويُمنح كل ذي حقٍ حقه دون تمييز أو محاباة. فالعدل ليس مجرد مبدأ، بل هو ضمير الإنسانية الذي يحمي الضعيف ويردع الظالم."


********


كيف يمكنني أن أشرح لهن ما حدث؟ كيف أصف ذلك الموقف الغريب والمربك الذي جعلني أفقد السيطرة على مشاعري وعقلي؟ كلماته لا تزال تتردد في ذهني كأنها صدى لا ينتهي وكلما حاولت نسيانها زادت قبضتها علي اللعنة ... لماذا فعلت ذلك؟ لماذا طلبت منه بكل بساطة أن يكون "حبيبي" فقط ليكون مصدر إلهام لروايتي التي أحبها بصدق؟ الآن يبدو الأمر وكأنه مزحة سخيفة لكنه لم يكن كذلك حينها كنت مشوشة تماماً بعد تلك اللحظات القصيرة التي جمعتني بتلك الكتلة من العضلات والغموض كان كل شيء حولي ضبابي ....

شعرت بالحرج الشديد فوراً بعد أن نطقت بتلك الكلمات السخيفة هل فقدت عقلي حقاً ؟ لكن شيء ما في وجوده جعلني أخرج عن طوري تماماً أصبحت عاجزة عن التفكير بوضوح أردت الهروب من هذه الحالة قبل أن تسوء الأمور أكثر لذلك استأذنت بالرحيل قلت لهن إن رأسي يؤلمني بسبب الضجيج وإنني متعبة وأحتاج إلى الراحة ولحسن الحظ لم يضغطن علي أكثر ودعتهن بسرعة وغادرت المكان تاركة ورائي أجواء الحفل الصاخبة .

كان أدريان ينتظرني خارج القاعة وكالعادة بدا عليه الانزعاج أدريان ليس من النوع الذي يستمتع بمثل هذه الأماكن لكنه دائماً ينفذ ما تطلبه منه أيلين دون تردد إنه غريب حقاً هذا الوفاء المطلق الذي يحمله لها حتى والدي رغم كل محاولاته لم يتمكن من بناء علاقة قريبة معه هناك سر ما يربط أدريان بأيلين لكنني لم أستطع فك شفرته بعد ربما هو مجرد ولاء عميق أو ربما هناك شيء أكبر بكثير يختبئ خلف تلك النظرات الصامتة التي يتبادلانها أحياناً .

عندما وصلنا إلى المنزل شكرت أدريان على مرافقته بابتسامة متكلفة ثم دخلت إلى غرفتي وأغلقت الباب خلفي جلست على سريري وأسندت ظهري إلى الحائط أحاول تنظيم أفكاري المبعثرة كيف يمكن أن أصف هذا الرجل؟ ذلك الكيان العضلي الذي بدا وكأنه خرج من صفحات إحدى روايات المغامرات أو الأفلام السينمائية اللعنة ... حتى كلماته المستفزة كانت تحمل قوة لا يمكن إنكارها كان كل شيء فيه يشبه البطل الذي كنت أحلم به دائماً في كتبي لكن بطريقة مختلفة تماماً لم يكن مجرد شخصية خيالية كان حقيقي ومثير للرهبة لكن كلماته... تلك الكلمات التي قالها لي لا تزال تتردد في أذني كأنها صدى لا ينتهي ....

أستطيع أن أشعر بثقل قدمه وهي تضغط على أنوثتي وكأنه وضع علامة غير مرئية على المكان الذي لامسه فيه شعرت حينها وكأنني عاجزة عن الحراك وكأن جسدي قد تجمد في مكانه وعقلي أصبح فارغ من أي فكرة أو رد فعل كنت مثل فأرة صغيرة أمام ديناصور ضخم لا أملك سوى أن أراقبه وأنتظر ما سيفعله بي .

ضحكت على سخافة أفكاري لكن ضحكتي كانت ممزوجة بمرارة تكاد تخنقني نظرت إلى المرآة التي تقف بهدوء في زاوية غرفتي ما جذب انتباهي هذه المرة لم يكن شعري بل شيء آخر شيء أعمق وأكثر إيلاماً صدري ... لماذا يبدو صغيراً بهذا الشكل؟

قارنت نفسي بغيري دون أن أستطيع التحكم في هذا التفكير المزعج أمي لديها صدر كبير و أيلين صدرها أكبر من صدر أمي و أكثر شموخ و صديقاتي أيضاً ... حتى شخصيات الروايات التي أقرأها دائماً يتم تصويرهن بجمال "مثالي" لماذا أنا الوحيدة التي تبدو مختلفة؟ لماذا أشعر بأن أنوثتي نفسها مهددة بسبب هذا الشعور؟

نفخت خدي بغضب عفوي كعادتي عندما أشعر بالإحباط وجهي بدأ يتحول إلى اللون الأحمر من الغضب المتراكم لكن قبل أن أستسلم لهذا الإحساس القاسي اخترقت عبارته ذاكرتي كالسهم "كما أنني كبير على أنوثتك بما يكفي لتمزيقك بالكامل."

ابتلعت ريقي بصعوبة والحرارة تتصاعد في وجنتي كنت أعرف تماماً ما يعنيه بتلك العبارة الغامضة والجريئة الروايات الخلاعية التي قرأتها مؤخراً قد علمتني الكثير عن لغة الرجال وتلميحاتهم التي تحمل بين طياتها عوالم من المعاني المبطنة تلك الكلمات التي تبدو بسيطة لكنها تترك أثر عميق في النفس .

اللعنة .... همست لنفسي وأنا أحاول السيطرة على دوامة الأفكار التي تدور في رأسي كيف يمكن لهذه الكلمات أن تكون لها مثل هذه القوة علي؟ وكيف يمكن لشخص واحد أن يكون محور كل هذا الصراع الداخلي؟ و كما أن وقاحته لا مثيل لها و لا يهتم للجنس اللطيف ؟

أن كل شيء فيه يجعلني أصر أكثر على أن أجعله هو ألهامي أريد أن أعيد بطلي الى الحياة و سأفعلها بطريقة أفضل و أجمل .... يجب أن أفعلها لك يبقى السؤال هو كيف .....

.

.

.

.

( صوفيا )

.

.

.

كانت الأيام الأخيرة حافلة بالعمل والمسؤوليات حيث أجد نفسي أمام تحديات قانونية كبيرة تتطلب تركيزي الكامل ودراستي المتأنية هذا الأسبوع لدي ثلاث قضايا تحتاج إلى مرافعات قانونية مدروسة بعناية وكل واحدة منها تحمل في طياتها تعقيداتها الخاصة لكن إحدى هذه القضايا لفتت انتباهي بشكل خاص ليس فقط بسبب تفاصيلها المروعة بل أيضا بسبب الظلم الكبير الذي يحيط بها.

القضية تتعلق بسيدة رفعت دعوى طلاق ضد زوجها ولكن الأمر لا يتوقف عند حدود الطلاق العادي أو الخلافات الزوجية التقليدية بل إن ما ورد في القضية يعكس مستوى مأساوي من الإساءة والتلاعب النفسي والجسدي الزوج متهم بتصرفات شنيعة وغير إنسانية حيث استغل ضعف زوجته وعزلتها الاجتماعية لتنفيذ خطته الماكرة.

وفق لما جاء في التفاصيل قام الزوج بإعطاء زوجته مشروب مخدر أفقدها وعيها وجعلها غير قادرة على التحكم في نفسها أو في أفعالها وبعد أن أصبحت في حالة عجز تام قام بتصويرها مع صديقه في مواقف مخلة ومهينة بهدف تشويه سمعتها وإثبات تهمة الخيانة عليها لم يكن هدفه مجرد الانتقام أو إذلالها بل كان يسعى لتحقيق أهداف أكثر خبثاً حرمانها من أي حقوق قانونية أو مالية بما في ذلك منزل الزوجية ومحل الحلويات الذي يديره والذي يعتبر مصدر دخل أساسي لها.

للأسف الوضع لم يتوقف عند هذا الحد بعد أن علمت عائلتها بما حدث أو بالأحرى بما تم فبركته وتلفيقه ضدها تخلى عنها الجميع أصبحت السيدة وحيدة تماماً بلا سند عائلي أو دعم اجتماعي وفي ظل هذه الظروف الصعبة لم تجد أمامها سوى اللجوء إلى القانون، آمله أن ينصفها ويستعيد كرامتها المسلوبة.

عندما استلمت القضية شعرت بأنني أمام مهمة ليست قانونية فحسب بل إنسانية أيضاً كان علي أن أدرس كل جوانب القضية بتمعن وأن أبحث عن الأدلة التي قد تثبت براءة موكلتي وتكشف زيف الاتهامات الموجهة إليها كانت التحاليل الطبية سليمة تماماً العقار الذي أعطاه الزوج لزوجته لم يظهر أي آثار سلبية في الفحوصات ولم يكن بالإمكان اكتشافه عبر الوسائل التقليدية وهذا ما جعل الأمر أكثر تعقيداً .

قضيت ساعات طويلة أراجع فيها كافة التفاصيل والملفات المتعلقة بالقضية لكنني لم أصل إلى أي دليل قاطع يمكنني من كشف الحقيقة بدا واضح لي أن الزوج شخص ماكر ومخطط استراتيجي محترف لقد نفذ خطته بعناية شديدة بحيث لا تترك أي ثغرات يمكن من خلالها كشف زيف روايته ومع ذلك كنت متأكد من أنه ليس وحده في هذا المخطط هناك عقل مدبر آخر يقف خلف الكواليس وهو من صاغ الخطة وأشرف على تنفيذها.

لقد بدأت أشك في وجود طرف ثالث متورط ربما شخص مقرب أو حتى أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين للزوج فكرت ملياً كيف يمكن لهذا الشخص أن ينفذ مثل هذه الجريمة دون أن يترك أي أثر؟ هنا أدركت أن الحل لن يكون في الأدلة المباشرة فقط بل في البحث عن الدوافع الخفية والعلاقات السرية التي قد تكون غائبة عن الأنظار.

بينما كنت غارقة في دراسة القضية محاولة فك شفراتها المعقدة سمعت صوت الباب يفتح برفق رفعت رأسي عن الأوراق المبعثرة على مكتبي ورأيت نيكولاس يدخل إلى الغرفة كان يبدو كما عهدته دائماً مهيب الطلة مشرق الوجه حاملاً ابتسامته الحنونة التي اعتدت عليها منذ الطفولة تركت كل ما في يدي فوراً ووقفت ثم توجهت نحوه بخطوات سريعة وعانقته بقوة وكأنني أبحث عن ملاذ دافئ بعد يوم طويل من التحديات.

رد لي نفس الشعور وقلت بصوت دافئ يحمل لمسة من المرح :-

_ أخي حبيبي ما هذه المفاجئة الجميلة .

ابتسمت له بحب وأخذت أنظر إلى عينيه اللتين كانتا دائماً تعكسان الحنان والطمأنينة قال له بحماس :-

_ أتيت لأختطف أختي الصغيرة التي كانت يومين في العمل ولم تسأل عن أخيها .

تظاهرت بالحزن وحنيت شفتي في تعبير مصطنع عن الندم بينما قلت :-

_آسفة يا أخي ... كنت مشغولة جداً بالعمل ضغط كبير جعلني لا أستطيع حتى العودة للمنزل خلال هذين اليومين .

ربت بلطف على شعري بنظرة أخوية دافئة ثم قال وهو يهز رأسه بتظاهر باللوم :-

_ هممم... هيا دعينا نترك كل شيء هنا الآن ونذهب لتناول العشاء معاً أعلم أنك لم تتناولي الطعام بعد .

ابتسمت له بامتنان وقلت وأنا أستدير نحو مكتبي لأجمع حاجياتي :-

_ حسناً دعني فقط أخذ حقيبتي و الجاكيت و آتي لك

جمعت بسرعة كل الأشياء التي أحتاجها وتأكدت من أنني لم أنسى أي شيء مهم شعرت بالجوع ينهش معدتي وكأنه تذكير قاسي بأنني لم أتناول الطعام منذ ساعات طويلة لم أستطع مقاومة عرض أخي المغري فرصة لتناول العشاء معه كانت كافية لإخراجي من دائرة العمل المفرطة ناهيك عن حاجتي الملحة للعودة إلى المنزل فقد أمضيت يومين كاملين أنام في المكتب أعود إلى البيت فقط لأستحم ثم أهرول مجدداً إلى شركة المحاماة العملاقة التي تعمل مع المحكمة.

لم أرد من أخي نيكولاس أن يستخدم سلطته أو نفوذه لصنع لي مكاناً خاصاً في عالم المحاماة كنت أؤمن أنني يجب أن أبني طريقي بنفسي وأن أثبت وجودي بجهدي الخاص وهكذا بدأت مشواري الصغير في هذه الشركة الكبيرة حيث اشتهرت بفضل التزامي وجهودي الحثيثة في حل بعض القضايا المعقدة والمهمة خلال سنة واحدة فقط تمكنت من ترك بصمتي وإثبات أنني جديرة بالمكان الذي أشغله .

حملت معي بعض التقارير والأوراق المهمة التي قد أحتاجها لاحقاً وأغلقت مكتبي بإحكام عندما رأى نيكولاس أنني أحمل الأوراق والحقيبة الثقيلة مد يده بلطف وقال :-
_ دعيني أساعدك .

أخذ مني الأوراق وحقيبة الحاسوب المحمول دون أن ينتظر إجابتي ابتسمت له بامتنان وقلت له بابتسامة خفيفة :-

_ هيا آنسة غارسيا شرفيني لنذهب .

ضحكت على لقبه الطريف وهو يمد يده نحو زر المصعد بعد دقائق قليلة وصلنا إلى المطعم المفضل لدي كان نيكولاس يعرف تماماً ما أحبه وما لا أحبه حتى اختيارات الطعام كانت تعكس مدى قربه واهتمامه بي ...

جلسنا في الزاوية المعتادة من المطعم حيث الإضاءة الخافتة والجو الهادئ. كان المكان يحمل ذكريات جميلة لنا إذ اعتدنا أن نأتي إليه في أيام العطلات ونتحدث عن أمور متنوعة . نظر نيكولاس إلي وقال :-
_ أخبريني كيف تسير الأمور حقاً ؟ أشعر أنكِ تحملين على عاتقك الكثير من المسؤوليات هذه الأيام .

أخذت نفساً عميقاً قبل أن أجيب كنت أعلم أن نيكولاس خائف علي و لا يريد أظهار هذا الأمور لأنه ليس من النوع الذي يظهر مشاعره أبداً هو قلق علي منذ أن قلت له أنني قررت أن أدخل كلية الحقوق و أن أكون محامية و لم يعجبه الأمر لكني كنت مصرة جداً فمنذ زمن طويل و أنا أحب أمور المحاماة ابتسمت له باطمئنان :-
_ الأمور ليست سهلة كما تبدو لكنني أتعلم الكثير هناك ضغوط كبيرة لكنني أحاول أن أوازن بين العمل والحياة الشخصية .

أومأ برأسه ثم قال :-


_ أعلم أنكِ قوية بما يكفي لتتحملي كل هذا لكن لا تنسي أن تمنحي نفسك وقتاً للاسترخاء أنا هنا دائماً إذا احتجتِ للمساعدة أو حتى للحديث.

في تلك اللحظة جاء النادل ليأخذ طلباتنا بعد أن ابتعد النادل رفع نيكولاس كأسه المملوء بالشمبانيا إلى شفتيه وأخذ رشفة صغيرة ثم حدق في بنظرة فاحصة وقال :-

_ لا أعلم لماذا أخترتِ هذا التخصص ؟

ضحكت بخفة هو لن يقول أنا أخاف عليك أطلاقاً كلماته دائماً تكون غير مباشرة فقط بأفعاله و كثرة أسئلته و انتقاداته للأمور التي لا يحبها أو يخاف علي منها انحنيت قليلاً لأهمس له :-

_ اخترت هذا التخصص لأتمكن من الدفاع عنك إذا وقعت في مأزق تجاري يوماً ما ... أو لأدافع عن لويس عندما يخون إحدى حبيباته وترفع عليه قضية .

ضحك نيكولاس بخفة وأنا انضممت إليه في الضحك ثم رد بنبرة ساخرة :-

_ أنتِ تقصدين توريط لويس أكثر ليس الدفاع عنه على الأطلاق

رفعت كتفاي بغير مبالاة :-

_ أمممممم ... ربما .

قضينا سهرة العشاء وسط حوار ممتع امتد بين العمل والنقاشات الشخصية تبادلنا الأفكار حول العديد من القضايا وكان لنيكولاس نصيب الأسد في تقديم النصائح والإرشادات التي استفدت منها كثيراً كنت حينها أعمل على قضية نصب واحتيال معقدة حيث كنت المسؤولة عن الدفاع عن شخص تعرض للاحتيال من قبل شركة كبيرة وبينما كنت أروي له تفاصيل القضية بدأ نيكولاس يشاركني خبراته العميقة وأفكاره الاستراتيجية التي فتحت لي آفاق جديدة للتعامل مع القضية .

نيكولاس ليس مجرد أخي إنه قدوتي الحقيقية دائماً ما أجد فيه مصدر إلهام بفضل ذكائه الحاد وقدرته الفريدة على حل المشكلات المعقدة خلال حديثنا أشار إلى بعض النقاط القانونية التي لم تخطر ببالي مما جعلني أعيد النظر في استراتيجيتي الدفاعية كان واضح أن خبرته الواسعة في المجال التجاري وفهمه العميق للقوانين ساهمت بشكل كبير في توسيع رؤيتي للقضية .

في صباح أحد الأيام كانت جلسة قضية المرأة التي تم اتهامها بالخيانة اخترت لإطلالتي مزيج من الأناقة والبساطة بنطال بني دافئ اللون مع تيشيرت هاينك بلون البيج الهادئ وجاكيت بيج فاتح يضفي لمسة من الرقي تركت الجاكيت مع مساعدتي قبل أن أرتدي روب المحاماة شعري حملته على شكل كعكة مرتبة مع بعض الخصل المتساقطة التي أضافت طابع طبيعي وأنيق في الوقت ذاته .

دخلت قاعة المحكمة بهدوء وثقة موكلتي بجانبي تبدو متوترة للغاية القاعة كانت مشحونة بالتوتر صمت مطبق يلف المكان وكأن الجميع يحبس أنفاسه في انتظار ما سيحدث القاضي جالس في مكانه بابتعاد وهيبة بينما يتوزع المحامون على جانبي القاعة موكلتي جلست بجانبي رأس...

دخلت قاعة المحكمة بهدوء وثقة موكلتي بجانبي تبدو متوترة للغاية القاعة كانت مشحونة بالتوتر صمت مطبق يلف المكان وكأن الجميع يحبس أنفاسه في انتظار ما سيحدث القاضي جالس في مكانه بابتعاد وهيبة بينما يتوزع المحامون على جانبي القاعة موكلتي جلست بجانبي رأسها منحنية قليلاً تحاول تجنب النظر إلى الحضور وفي الجانب الآخر زوجها يجلس بثقة متعجرفة محاط بمحاميه الذي يبدو واثق ومصمم على الفوز ...


لم ألتفت نحو موكلتي لكنني همست لها بصوت منخفض لا يسمعه سوى هي :-

لم ألتفت نحو موكلتي لكنني همست لها بصوت منخفض لا يسمعه سوى هي :-

_ لا أريد أن أراكِ تنحني رأسكِ مرة أخرى الشخص الذي يجلس بجانبي يجب أن يكون قوياً دائماً ثقي بي .

نظرت إليها سريعاً بنظرة مليئة بالثقة كنت أؤمن تماماً بأننا سنخرج من هذه الجلسة وقد حققنا العدالة أنا صوفيا غارسيا لن أسمح لأحد أن يكسر عزيمتي أو عزيمة أي شخص أقف بجانبه .


بدأ القاضي بالكلام صوته هادئ ولكنه يحمل ثقل السلطة :-

_ ليبدأ الطرف الذي رفع قضية الطلاق ... تفضلي .

نهضت بثقة و توقف أمام القاضي صوتي حازم وثابت عيناي تلمعان بالإصرار وكلماتي تخرج كأنها شفرات حادة تخترق الصمت المحيط :-

_ سيدتي القاضية هذه القضية ليست مجرد نزاع زوجي أو خلاف عائلي تقليدي كما قد يبدو للوهلة الأولى إنها قضية عن إساءة منهجية وتلاعب ممنهج لشخص ضعيف ومعزول موكلتي هنا ليست فقط تطلب الطلاق بل تطالب باسترداد كرامتها وحقوقها المسلوبة تلك الحقوق التي سلبت منها عبر سنوات من التحكم والقمع النفسي والعاطفي.

توقفت للحظة انظر إلى الزوج بنظرة حادة و باردة قبل أن أواصل حديثي :-

_ ما فعله هذا الرجل لا يمكن حتى أن نسميه زوجاً هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لقد استغل ضعف موكلتي وعزلتها الاجتماعية ليضعها في موقف لا تستطيع فيه الدفاع عن نفسها أعطاها مشروب مخدر أفقدها الوعي تماماً ثم سلمها كدمية بين يدي صديقه ليلفق لها تهمة الخيانة كل ذلك كان جزء من خطة مدبرة بعناية لإذلالها تشويه سمعتها وحرمانها من أي حقوق قانونية أو مالية .

صوت المحامي الآخر يقاطعني وهو يقف ويبدو منزعج نوعاً ما :-

_ أعترض ، هذه مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة لو كان موكلي حقاً فعل هذا ما هو الدليل الطبي على صدق ما تقوله حظرة المحامية لو كان المخدر معطى لبقي أثره في الدم أو بعض الفحوصات الطبية التي تثبت هذا .

نظر القاضي لي وهو يهز رأسه :-

_ هل لديك أثبات على صدق كلامك

نظرت الى القاضي بثبات :-

_ بالطبع سيدي القاضي هو يقول إنها ادعاءات غير مثبتة لكن هل نسيتم أن التخطيط الماكر لا يترك دائماً آثار واضحة؟ هذا الرجل محترف في علوم الكيمياء التي تدخل في الأدوية فلا يصعب عليه أن يصنع دواء خالي من أي تأثيرات في أثناء الفحص الطبي المشروب الذي استخدمه لم يكن له أي أثر طبي يمكن اكتشافه عبر الفحوصات التقليدية .

توقفت قليلاً لأنظر الى المتهم :-

_ لكن هناك بعض الأدوية أو المواد التي تفعل هذا مثل الغابا (أنه مادة تؤثر على العقل وتستخدم لتهدئة الشخص أو تعديل سلوكه لكن في الحقيقة هو ناقل عصبي موجود بشكل طبيعي في الدماغ) أو الفيكودين ( مزيج من الهيدروكودون و الأسيتامينوفين قد يصور كمسكن قوي يستخدم لتخدير الشخص أو جعل تحكمه في أفعاله أقل ) أو الروهيبنول ( هذا الدواء معروف بـ "الدراغ المطموس" حيث يقال إنه يجعل الشخص يفقد ذاكرته ولا يعي ما يحدث حوله يقال إنه يستعمل بدون علم الشخص ليجعله يؤدي أفعالاً معينة ) و لكن هناك شيء واحد لا أحد يهتم لاستخدامه هذه الأيام مع أنه فعال بشكل طبيعي جداً و لا يترك أثر و هو زهرة "الدفلة" نبات سام جداً حيث يحتوي على مركبات سامة مثل الجليكوسيدات القلبية التي يمكن أن تؤثر بشكل خطير على القلب والجهاز العصبي إذا تم تناولها حتى بكميات صغيرة يتم تحضير المادة بحيث تكون قابلة للتحلل السريع داخل الجسم الشخص يفقد السيطرة على قراراته مؤقتًا، ولكنه لا يتذكر أي شيء بعد انتهاء التأثير المادة تتحول إلى مواد طبيعية موجودة في الجسم مثل الجلوكوز أو الأملاح المعدنية و زوج الضحية قام بترتيب نوع من المركبات التي تضم ( الروهيبنول و زهرة الدفلة ) و كل شيء حسب أصناف معينة سيكون هذا تركيب جيد لأعطائه لزوجته و تقديم بعض الأوامر التخطيطية ليجعلها تفعل الأمور التي يريدها و قام تصويرها مع صديقه كدليل على خيانتها له .

وقف محامي الدفاع عن زوج موكلتي وهو يقول :-

_ أعترض لا يمكن أن يكون هناك ربط بين عمل موكلي و بما تتهمينه به فهو معروف كطبيب أدوية بارع و صيته في كل مكان و من المستحيل أن يفعل هذا

طرق القاضي بمطرقته عندما سمع الهمس و الضجيج من القاعة ليهدئهم و قال للمحامي :-

_ اعتراضك مقبول

نظر نحوي القاضي و قال :-

_ هل لديك دفاع أخر و أدلة أكثر و ملموسة .

ابتسمت بثقة و كان المحامي يموت من الغيض وهو ينظر لي و كأنه سيأكلني حقاً عدت بنظري الى القاضي لأكمل كلامي :-

_ سيدتي القاضية أطلب إذناً لاستجواب الشاهد المزعوم الذي يقال إنه شريك الضحية في الفعل المنسوب إليها.

أشارت القاضية بالموافقة فوقف الشاهد وهو رجل في منتصف العمر يبدو عليه الثقة المفرطة لو يعلم أنني سأسر هذه الثقة لما وقف هنا من الأساس ، أخذ مكانه في منصة الشهادة بدأ صديق الزوج بسرد روايته التي أكد فيها أن الزوجة هي من أتت للفندق و قامت بأغرائه و هو لم يتحمل غرائزه و أقامو علاقة غير أخلاقية

وقفت بهدوء أمام القاضي ونظرت إلى الشاهد بنظرة مليئة بالإصرار كنت اعلم أن هذه اللحظة هي الفرصة الذهبية لكشف نصف الحقيقة بدأت بصوت هادئ :-

_ "سيد مينغ هل يمكنك أن تخبرنا كيف وصلت إلى الفندق الذي زعمت أنك كنت فيه مع موكلتي؟ و حسب كلامك أنك لم تكن تعلم أنها ستأتي فما الذي تفعله في الفندق في الساعة ال10 ليلاً بينما أنت تملك منزلاً و زوجة ؟

رد الشاهد بثقة مفرطة وكأنه يعتقد أنه سيخرج من هذه المواجهة دون خدش :-
_ بالطبع كانت هي من اتصلت بي وأخبرتني أنها تريد مقابلتي و هي تحتاج لمساعدة كبيرة و هي خائفة و قالت أن نلتقي في فندق و هنا أنا تفاجئت لكن بنية سليمة ذهبت لأنني لم أكن أتصور أنها ستقوم بمثل هذا التصرف عندما ذهبت الى الفندق و الى الغرفة فتحت الباب لي و لكن كانت ترتدي ثياب فاحشة و جريئة و قد أغرتني حاولت أن أبعدها لكنها أستمرت بالبكاء و قالت أن زوجها لا يهتم بها و أنها تريدني و قد أغرتني بجمالها و أقامت معي علاقة محرمة

نظرت له بعينين ثاقبة سيبدأ دوري في التلاعب النفسي ضده :-

_ سيد مينغ شكراً على روايتك التفصيلية ... ولكن دعني أتأكد من بعض النقاط التي قد تكون غابت عن ذهنك .
توقفت للحظة لأسمح لكلماتي بالوصول إليه قبل أن تواصل :-

_ قلت إن موكلتي اتصلت بك وأخبرتك أنها خائفة وبحاجة لمساعدتك؟ هل يمكنك أن تخبرنا بالضبط ما هي المساعدة التي طلبتها منك؟

_ نعم قالت إنها تخشى من زوجها وأنها تحتاج شخصاً يدعمها ويقف بجانبها في تلك الليلة.
_ جميل ... إذن كانت تطلب الدعم العاطفي فقط؟ لم تطلب مالاً أو أي نوع آخر من المساعدة؟
_ لا فقط الدعم النفسي.
_ رائع الآن لنتحدث عن المكان لماذا اقترحت عليك الذهاب إلى الفندق تحديداً بدلاً من مكان عام مثل مقهى أو حتى منزل أحد الأصدقاء؟ ألم يكن ذلك يبدو غريباً بالنسبة لك؟
_ كنت أعتقد أنها تريد الخصوصية لأنها كانت خائفة.
_ الخصوصية؟ حسناً هذا منطقي إذاً ولكن هل تذكر أنك قلت للتو أنك كنت تتوقع منها أن تطلب الدعم النفسي فقط؟ كيف يمكن أن يكون الدعم النفسي مرتبطاً بفندق؟ أم أن هناك شيئاً آخر كنت تتوقعه؟

يتلعثم الشاهد للحظة ثم يحاول استعادة ثقته :-
_ لم أكن أتوقع أي شيء سيئ كنت أريد فقط مساعدتها.
_ حسناً لننتقل إلى وقت الحادثة عندما وصلت إلى الفندق قلت إن موكلتي فتحت لك الباب وهي ترتدي 'ملابس فاحشة وجذابة' كما وصفتها هل يمكنك أن تخبرنا بالضبط ما كان نوع هذه الملابس؟
_ كانت ترتدي فستاناً قصيراً جداً وضيقاً ... بدا واضحاً أنها كانت تحاول إغرائي.
_ حقاً؟ إذن اسمح لي أن أسأل هل رأيت بنفسك موكلتي وهي تختار هذا الفستان وتلبسه؟ أم أنك افترضت فقط أنه كان اختيارها؟

يتوقف الشاهد للحظة يشعر بالارتباك :-
_ لا... لم أرها وهي تختاره لكنه كان عليها عندما فتحت الباب.
_ جميل إذن نحن نتفق أنك لم ترها وهي تختار الملابس الآن دعنا نتحدث عن شيء آخر قلت إن موكلتي بدأت تبكي وأخبرتك أن زوجها لا يهتم بها ثم أغرتني وأقمت معها علاقة غير شرعية هل تذكر كم من الوقت استغرق الأمر منذ دخولك الغرفة وحتى حدوث العلاقة؟
_ لم يكن طويلاً ... ربما دقائق.
_ دقائق؟ حقاً؟ إذن دعني أفهم هذا جيداً أنت تقول إن موكلتي التي كانت خائفة ومحتاجة للدعم النفسي استغرقت دقائق فقط لإقناعك بأن تتخلى عن كل أخلاقياتك ومبادئك وتقيم معها علاقة غير شرعية؟ هل هذا هو ما تقوله؟

نظرت الى الشاهد يبدأ بالشعور بالضغط يحرك يديه عصبياً :-
_ نعم... يعني أنا لم أستطع السيطرة على نفسي.
_ لم تستطع السيطرة على نفسك؟ يا سيد مينغ أنت رجل بالغ ولديك زوجة وأسرة هل تعني أن مجرد رؤية امرأة ترتدي ملابس معينة يجعلك تفقد كل قدرتك على التحكم؟

تتوقف للحظة ثم أضفت بصوت أعلى وأكثر حدة :-
_ ولكن دعينا نعود إلى نقطة مهمة جداً أنت تقول إن موكلتي هي من أغرتك لكن هل لديك أي دليل على أنكما كنتما وحدكما في الغرفة؟ هل يوجد شاهد آخر يؤكد أنكما كنتما موجودين معاً؟ أم أن كل ما لدينا هو روايتك وصوركما التي تم التقاطها بطريقة مشبوهة؟

رأيت أن الشاهد يبدأ بالعرق يتجنب النظر إلي مباشرة :-
_ والآن السؤال الأخير والأهم إذا كانت موكلتي هي من خططت لهذا اللقاء فلماذا لم تأخذ هاتفها الجوال معها؟ لماذا تركته في المنزل ولم تتصل بأي شخص آخر غيرك؟ أليس هذا غريباً بالنسبة لامرأة كانت تخطط لما تزعمه؟ و الدليل على ما قلت أن هاتف موكلتي لا يزال في المنزل بحجة أن زوجها وجدكما في غرفة الفندق و لم يجعلها تخطو خطوة للمنزل من جديد و كاميرات المراقبة المنزل و الشارع يمكنهم أن يثبتو صحة ما قلته فكيف أتصلت بك لا تقل لي من رقم غريب لو كان غريب لضهر لما في سجل اتصالاتك بل كان السجل يحتوي على أتصال واحد وهو عندما كانت موكلتي في منزلها كيف ستعلم ما هي رقم الغرفة بالضبط دون أن تتصل بها من جديد و أنت قلت لي أنك لم تستغرق الكثير من الوقت لتصل الى الفندق ربع ساعة من بعد اتصالها بك فوراً هرعت لها خوفاً عليها و لكن الفرق الوقت بين اتصالها بك في سجل المكالمات و أن تصل للفندق فرق شاسع جداً لو كانت و كاميرات الفندق ترصد أنها أتت ولكن ذهبت على الفور للغرفة لم تحجزها و كأن مفتاح الغرفة كان معها منذ مدة و لم تكن مسجلة باسمها فكيف يمكنك أن تعرف ما رقم غرفتها دون أن تذهب لتسأل عن اسم الحجز الذي قامت به و لم تتصل بها لمعرفة هذا لأنه باختصار هاتفها في المنزل و هذا يثبت تناقضك سيد مينغ .

الشاهد يتلعثم يحاول الإجابة لكنه يفشل ابتسمت له بطرف شفتي لكن سرعان ما أخفيتها و نظرت الى القاضي و أنا أحمل الملفات في يدي سجل المكالمات التي تعاملت مع شركة المكالمات و شركات الأمن الإلكترونية و كثير من الأمور لجلب هذه السجلات حتى بعد محوها و قرص يحتوي على كاميرات مراقبة منزل المتهم مع الاتفاق مع خادمة من الخادمات التي جلبت لي الكاميرات مقابل مبلغ مادي و كاميرات الفندق وهذا بفضل أخي و لأنه و لسوء حظ الزوج أنه أختار فندق أخي دون غيره بالتوقيت الضاهر على أشرطة الفيديو و كيف هو من أتى ليحجز الغرفة قبل أسبوع لأنه يعلم بتجديد أشرطة المراقبة كل أسبوع و جعلها بالأرشيف الخاص بالفندق و أن حدث و أصبحت بالأرشيف لم يستخرجونها أبداً حتى و أن أرادتها الشرطة فهذه هي قوانين فنادق أخي :-

_ تفضل سيدي القاضي هذه الأدلة على ما قلته بالحرف الواحد

و من ثم أعطيته ورقة بطلب السيد مينغ من محل تجاري عبر الأنترنيت :-

_ و هذا دليل أخر أن السيد مينغ متفق مع صديقه لقد قام بطلب فستان كما في الصورة التي تم تصويرها على أنها خيانة زوجية و هو نفس مقاس موكلتي و نفس اللون و نفس التفاصيل هو قام بطلبها ليجعلها ترتديه أتفق مع زوجها على هذا فبعد أن علمت موكلتي عن عدم قدرتها على العيش مع سادية زوجها طلبت الطلاق و لم يتحمل زوجها هذا الأمر فأراد أن يفبرك كل هذه الادعاءات لكي لا تفضح ساديته و لكي يرميها على صديقه الذي كان يحاول الاقتراب من موكلتي و الذي كان يحاول التحرش فيها من وقت لآخر و ضن أن بهذا موكلتي ستخسر حقوقها المالية و متجرها و بيتها أيضاً بحكم أنها خائنة و لا تستحق .

لم يتحمل الزوج هذا الكلام لينهض و يصرخ بوجهي :-

_ هذا كذب هذه كاذبة لعينة عليكِ أنتِ تكذبين هي خانتني

فقد الزوج أعصابه لم أهتم له كثيراً حاول المحامي الاعتراض على الرغم من أنه يعلم أنه بالفعل خسر القضية فما فعلته أنا لم يكن يتوقعه أحد أطلاقاً :-

_ أعترض ...

قال القاضي بسرعة :-

_ اعتراضك مرفوض أكملي أيتها المحامية .

_ سيدي القاضي يمكن لخبراء الجنائيين و علم النباتات أن يذهبو لمختبر زوج موكلتي و هناك عندما يقومون بفحص ستظهر نتيجة التحليل على وجود سم زهرة الدفلة و الروهيبنول و هذان لا يمكن محو أثرهما أبداً ز أضن أن كل شيء قد أوضحته لكم بالأدلة التي بين أيدي حظرتكم أن موكلتي بريئة من كل هذه الادعاءات و أيضاً هي ضحية لقضية انتهاك شرف و هذا يعد اغتصاب و زوجها كان شاهد و مقتنع و هو من دبر كل شيء ليغتصبها صديقه و القرار هو قراركم في النهاية و أنتم من تصنعون العدل هنا .

هز القاضي الذي يرأس مجموعة من القضاة المساعدين و بدأو يكتبون ما يريدون على أوراقهم و ملفاتهم الخاصة و همسو لبعضهم بالقرار لينظر الى قاعة المحاكمة و يبدأ بقول قراره الأخير :-

_ بناء على ما أتى في هذه الأدلة التي بين يديما و الفيديوهات من أشرطة كاميرات المراقبة و كل شيء قد أتخذنا قرار بشأن 3 قضايا و ليس فقط قضية الطلاق و أولها هو جريمة الاغتصاب و تخدير الضحية من الواضح أن هناك أدلة دامغة تثبت استخدام مادة الروهيبنول في تخدير موكلتك هذا يشير بوضوح إلى أن ما حدث كان عملية اغتصاب مدبرة ومخططة بعناية وبالتالي نعلن إدانة المتهم الرئيسي السيد مينغ بتهمة الاغتصاب المشدد مع سبق الإصرار والترصد ونحكم عليه بالسجن لمدة لا تقل عن 16 عام مع الأشغال الشاقة بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة تعويض للضحية.

صرخ السيد مينغ و هو يقول :-

_ أنا لا علاقة لي أنا لم أغتصبها هو من أحضرها لي هو من خدرها و أعطاني أياها أنا لا علاقة لييييييي .

ابتسمت لأنه فضح صديقه بنفسه كان زوج موكلتي لا يفسر أبداً و كأنه بملحمة قبضو الشرطة الموجودة في القاعة على السيد مينغ و أخرجوه من خارج القاعة هم يعلمون عملهم أكمل القاضي ما كان يقوله من قراراته :-

_ جريمة التزوير والتواطؤ بالنظر إلى دور الزوج في هذه القضية فإن الأدلة تثبت أنه كان شريك أساسي في التخطيط لهذه الجريمة فقد استغل موقعه كزوج لخداع موكلتك وإدخالها في هذا المخطط الإجرامي كما ثبت أنه حاول تزوير الوقائع وتلفيق التهم لها لإخفاء الحقيقة لذلك ندين الزوج بتهمة التواطؤ والمشاركة في جريمة الاغتصاب وكذلك بتهمة التزوير ونحكم عليه بالسجن لمدة 25 عام مع النفاذ مع حرمانه من أي حقوق قانونية تجاه موكلتك بما في ذلك الطلاق التعسفي أو أي مطالبات و سحب شهادته الطبية لأنه أستخدمها لأفعال غير قانونية بصنع مركب غير قانوني و أعطائه لزوجته أما القضية الثالثة و الأهم قضية الطلاق بناء على ما سبق فإن العلاقة الزوجية بين موكلتك وزوجها أصبحت غير قابلة للاستمرار بسبب الخيانة الكبرى التي تعرضت لها من قبله وبما أن الأدلة تؤكد أن موكلتك كانت ضحية لهذه المؤامرة ولم يكن لها أي دور في الخيانة كما أتهمها زوجها فإننا نحكم بالطلاق مع إلزام الزوج بدفع جميع النفقات القانونية والنفقة الشهرية المستحقة عليها طوال فترة التقاضي بالإضافة إلى تعويض مالي كبير نتيجة للأضرار النفسية والجسدية التي تعرضت لها ختام نؤكد أن العدالة لا تتحقق إلا بإعادة الحقوق لأصحابها ومعاقبة المجرمين على أفعالهم وإننا اليوم من خلال هذا الحكم نسعى لتحقيق ذلك القرار نهائي وواجب النفاذ بعد استنفاد كافة طرق الطعن القانونية ( رفعت الجلسة )

طرق بمطرقته على المكتب و قد انتصرت حقاً بهذه القضية التي أخذ مني كثير من الوقت و الجهد نظرت الى موكلتي التي كانت تبكي فرحاً باستعادتها سمعتها و حقها المأخوذ و المسلوب سيكون زوجها عبرة لمن أعتبر فهكذا أزواج لا يحق لهم أن يعيشو حياة طبيعية أبداً .

طرق بمطرقته على المكتب و قد انتصرت حقاً بهذه القضية التي أخذ مني كثير من الوقت و الجهد نظرت الى موكلتي التي كانت تبكي فرحاً باستعادتها سمعتها و حقها المأخوذ و المسلوب سيكون زوجها عبرة لمن أعتبر فهكذا أزواج لا يحق لهم أن يعيشو حياة طبيعية أبداً

خرجت أنا و هي من القاعة و عيناها التي ذبلت رأيت فيهما أمل جديد قالت بصوت و ابتسامة جميلة :-

_ أنا أشكرك حقاً أنسة صوفيا لقد أتعبتك كثيراً أنتي أعدتي لي ما سرقوه مني .

وضعت يدي على كتفها و ابتسمت بعطف :-

_ لم أفعل شيء المهم أنك أخذتي العدل الذي تستحقينه و لا أريدك في يوم من الأيام أن تحني رأسك مهما كان الثمن لقد بدأت حياتك الجديدة من الآن عيشي حياتك حتى لو لم تكن لديك عائلة بجانبك كوني أنتي عالمك الخاص بعيد عن كل شخص أساء لك و لم يقف بجانبك بأصعب أمورك .

هزت برأسها ودموع فرحها لا تتوقف :-

_ سأفعل هذا حقاً سأفعل هذا .

ودعتني و ذهبت أخذت معطفي من مساعدتي في هذه الأثناء أخرجو زوج موكلتي من القاعة وهو مقيد بالأصفاد عندما رآني أراد التهجم علي و لكن أوقفوه رجال الشرطة و هو يصرخ :-

_ سأقتلك أيتها العاهرة اللعينة سأمحيك من هذا العالم ...

كنت أتسلى برأيته وهو يتخبط أمامي و لا يستطيع فعل شيء كانت نظراتي وحدها كفيلة باستفزازه ....

كنت أريد مغادرة المكان لكن أوقفني شخص ما نظرت أليه و حاجباي معقودان كانت هالته غريبة و يبدو أنه أحد المجرمين بنيته كبيرة و صاحب خدش في وجهه :-

_ عفواً ...

قال ببرود :-

_ أسف لأنني اعترضت طريقك بهذا الشكل لكن لدي عرض لك آنسة صوفيا مارتنيز

ملاحظة مهمة أنا منذ أن بدأت حياتي لم يسمح لي أخي باستخدام لقبنا العائلي الأول لكي لا أتعرض لأي تهديد أو أي خطر هو حريص علي  بطريقة كبيرة جداً  لذا استخدمت أسم عائلة أمي لأنها غير معروفة أبداً و ليس لقب عائلة أبي نظرت له بحيرة :-

_ عرض ؟

همهم بدوره ليقول :-

_ اريد منك أن تكوني محامية دفاع لشخص مهم جداً و سنعطيكِ الكثير من المال .

رفعت حاجب واحد بتأن وفي نظرة مشبعة بالثقة المطلقة وأثر من الاستفزاز البارد قلت بصوت هادئ ولكنه يحمل ثقلاً :-

_ و هل تعتقد أنني أحتاج للمال ؟

لم تتغير ملامحه إطلاق وكأنه شخص خالٍ من أي انفعالات بقي وجهه صلب كتمثال نحت بدقة لا تترك مجالاً للتأويل لم ينبس بكلمة إضافية لكنه أجاب بهدوء مطلق وكأنه يتوقع سلفاً رد فعلي :-

_ هذا عرض لك آنسة مارتنيز و شركة المحامين قد أرسلونا لك بشكل خاص .

نظرت إليه ملياً مدركة تماماً أنه ليس مجرد رجل عادي كان هناك شيء في طريقته في اختيار كلماته وفي تلك النبرة الهادئة التي تخفي وراءها عمق لا يمكن اختراقه بسهولة كنت أعلم أن القضية ليست عادية وأن هذا العرض ليس مجرد اتفاق مالي.

نظرت أليه بهدوء و جدية لأن الشركة لا ترسل أحد بشكل خاص ألا أذا كانت القضية تستحق الأمر :-

_ حسناً دعني أفهم الأمر بشكل أفضل قبل أن أعطيك أي وعد من هو موكلك؟ وما نوع القضية التي تحتاج فيها إلى خدماتي؟

أخرج من جيبه ملف أسود سميك وضعه على الطاولة أمامي كان غلافه أملس لكن بدا واضح أنه يحمل داخله أسرار ثقيلة الوزن قال وهو يدفع الملف نحوي بلطف :-

_ كل ما تحتاجين معرفته موجود هنا.

فتحت الملف ببطء بينما استمر هو في الجلوس بهدوء غير مبالٍ بما قد أجد أو كيف قد أتفاعل كانت الصفحة الأولى تحمل عنوان واحد فقط ( جرائم عنف وغسل أموال ) و المتهم هو ( فيليب كاسترو)

اللعنة .... اللعنة .....

.

.

.

( أيلين )

.

.

.

منذ أسبوع وأنا أحاول أن أجعل الأمور تسير لصالحي لكن يبدو أن كل ما أقوم به ينقلب ضدي لم أستطع إقناع نيكولاس بأي من خططي ولم يمنحني حتى فرصة جديدة للقائه حاولت مراراً أن أحدد معه موعد لكنه رفض بعناد كيف سأفهم ما الذي يريده إذا لم أتمكن من مواجهته والتحدث إليه؟ أعلم جيداً أنه سيستفزني كما اعتاد دائمًا لكنني مصرة على الوصول إلى نتيجة لن أستسلم بهذه السرعة فهذا ليس من طبعي.

لكن وللأسف دون أي جدوى كلما اعتقدت أنني وصلت إلى حل أو فكرة قد تكون ذات قيمة أدركت أنها لن تنفع مع رجل مثل نيكولاس لديه ثروة طائلة وتجارته مزدهرة ويمتلك سلسلة فنادق لا تعد ولا تحصى فما الذي يريده بالضبط؟ هذا اللغز المستمر هو ما يربكني حقاً ولا أستطيع أن أتخيل إلى أين يمكن أن يقودني هذا الطريق المظلم.

كنت أجلس خلف مكتبي عيناي تحدقان في مجموعة من الأوراق المبعثرة أمامي حين دخلت ميرا الغرفة رفعت رأسي نحوها بينما كانت تقترب وهي تحمل بين يديها ملف سميك بدأت تتحدث قبل أن تضع الأوراق على الطاولة :-

_ سيدتي أن الذي طلبته قد تم تنفيذه بطريقة مثالية .

نظرت إليها وأخذت الأوراق منها لأبدأ في قراءتها بتمعن ابتسمت ابتسامة صغيرة مشاعر الرضا تغمرني وأنا أرى النتائج الصفقة التي كنت أسعى لإتمامها قد اكتملت بنجاح وأصبحت الآن جزء من إنجازات شركتي ضممت هذه النجاحات الجديدة إلى قائمة إنجازات الشركة بفخر بقيت فقط صفقة نيكولاس أن أتممتها سأكون فخورة بنفسي حقاً قلت بصوت هادئ لكنه يحمل لمسة من التقدير العميق :-

_ شكراً لكِ ميرا .

ما إن غادرت ميرا حتى دخل ميشيل إلى الغرفة خلفها مباشرة رفعت رأسي مرة أخرى هذه المرة لأرى وجهه المألوف وهو ينظر إلي بابتسامة خفيفة أبتسم نحوي و قال :-

_ أيلين .

أبتسمت له بدوري :-

_ ميشيل يا للعجب اليوم تزورني؟

رد ميشيل بتلقائية بينما كان يقترب من مكتبي :-

_ كيف حالك لم أرك اليوم على الفطار ؟

أشرت له بيدي أن يجلس وما إن استقر على الكرسي حتى قلت له بابتسامة خفيفة :-

_ أجل كنت مشغولة بعض الشيء لذلك خرجت مسرعة من المنزل لكن بما أنك هنا الآن وأنت ضيفي ما الذي دعاك إلى زيارتي؟ أم أنك فقط تريد إضاعة وقتي كما العادة؟

ابتسم ميشيل ورفع حاجبيه بطريقة تمزحيه لكن نبرته كانت جدية عندما قال :-

_ لا أنا مستعجل حقًا ليس لدي الكثير من الوقت أتيت لأبلغك أن هناك الاجتماع الشهري سيعقد بعد نصف ساعة.

هززت رأسي ببطء وكأنني أستوعب المعلومة ثم قلت :-

_ أنه أجتماع الصناع و رجال الأعمال المعروفين .

رد ميشيل بإيجاز :-

_ أجل .

نظرت إليه بتمعن ثم قلت بصوت هادئ يحمل لمسة من التذمر :-

_ أنت تعلم جيدًا أنني لا أحب هذا الاجتماع ولم أفكر يومًا بالذهاب إليه دائمًا ما أجد هذه المناسبات مضيعة للوقت.

تغيرت ملامح ميشيل فجأة وأصبحت أكثر جدية نظر إلي مباشرة وقال :-

_ لكن هذه المرة مختلف أيلين نيكولاس غارسيا سيكون حاضرًا في هذا الاجتماع .

نظرت له فوراً بعينين متسعتان فما أعلمه هو أن نيكولاس غارسيا لم يحظر لهذا الاجتماع سوى 3 مرات و له فترة طويلة لم يحظر هكذا اجتماعات أبداً حتى ضن الجميع أنه لم يهتم لهكذا اجتماعات نظرت الى ميشيل الذي ينتظر مني أجابه هذه فرصة لا يمكن أن أجعلها تضيع من بين يدي أغلقت حاسوبي المحمول و وضعت الأوراق بترتيب معين بسرعة على مكتبي و نهضت من مكاني متجهة الى معطفي المعلق و نظرت الى ميشيل الذي كان ينظر ألي :-

_ بالطبع سآتي .

أبتسم لي و نهض من مكانه :-

_ حسناً آنسة آليسون دعينا نذهب أضن أن عمي ينتظرنا في الأسفل يجب أن نذهب .

حسناً من الجيد أنني أرتدي شيء يناسب الأجتماع على الرغم من أنه كله أسود لكن على الأقل شبه رسمي و شعري مسدول على ظهري حملت حقيبتي من ماركة غوتشي

و خرجت مع ميشيل و نزلنا الى الطابق الأرضي لنجد والدي واقفًا أمام البوابة يتحدث في هاتفه الجوال عندما رآنا أغلق الهاتف وأعاده إلى جيب سترته ثم وضع يديه في جيوب بنطاله ووقف بشموخ وهو ينظر إلينا بينما كنا نقترب منه كانت ملامحي باردة كالعادة وكأنني ...

و خرجت مع ميشيل و نزلنا الى الطابق الأرضي لنجد والدي واقفًا أمام البوابة يتحدث في هاتفه الجوال عندما رآنا أغلق الهاتف وأعاده إلى جيب سترته ثم وضع يديه في جيوب بنطاله ووقف بشموخ وهو ينظر إلينا بينما كنا نقترب منه كانت ملامحي باردة كالعادة وكأنني لا أعير أي اهتمام لما يحدث حولي وفي الحقيقة ربما كان هذا صحيح لم أكن أهتم كثيراً بما يجري ليس لأنني غير مهتمة بل لأنني اعتدت دائماً أن أبقى بعيدة عن الضجيج أراقب الأمور من زاوية صامتة فكل شيء أصبح لا يهمني سوى شيء واحد هي صفقتي مع نيكولاس غارسيا ليس لشيء و أنما أصبحت كالتحدي بالنسبة لي أنا شخصياً ....


اقتربنا من والدي الذي كان لا يزال واقف عند المدخل ليقول ميشيل بهدوء :-

_ نحن جاهزون عمي لنذهب .

أومأ والدي برأسه ببرودة وهو ينظر إلي مباشرة كان واضح أنه مستغرب حضوري في مثل هذه الاجتماعات التي عادةً ما أتجنبها تمامًا لم أعطه أي تفسير لوجودي هنا ولم أشعر بالحاجة لذلك فقط التقيت بنظرته الثاقبة مباشرة وأبعدت عينيه عن وجهي بكل ثقة بعد لحظات صمت قصيرة قال بصوت هادئ ولكن بارد :-

_ دعونا نذهب لكي لا نتأخر .

خرجنا جميعاً من الشركة توجهت نحو سيارتي السوداء الفاخرة التي كانت بانتظاري حيث فتح أدريان الباب لي بإشارة احترافية قبل أن أستقل السيارة سألني ميشيل بفضول :-

_ أيلين لماذا لا تركبين معنا في نفس السيارة؟

نظرت الى ميشيل و كان أبي ينظر دون كلام أجبت ببرود :-

_ لا أنا سأذهب في سيارتي مع أدريان لا تخف سأتبعكم بسيارتي .

صعد والدي إلى سيارته دون أن ينبس ببنت شفة بينما استدار ميشيل وهو يحك مؤخرة رأسه بتلك الطريقة التي اعتدنا عليها عندما يكون مرتبك أو غير متأكد من موقف ما قال بصوت خافت :-

_ حسناً .

أغلقت باب السيارة بلطف وجلست في المقعد الخلفي انطلقت السيارة بهدوء عبر الشوارع نظرت إلى أدريان عبر المرآة الجانبية وسألته بلهجة حازمة :-

_ أدريان هل كل شيء جاهز و كما خططنا ؟

التقى نظره بي عبر المرآة لثوان قصيرة دون أن يظهر أي تعبير على وجهه أجاب بهدوء ولكنه مؤكد :-

_ أجل سيدتي قد أنجزت المرحلة الأخيرة و سوف تكون النتائج الآن .

ابتسمت بخفة وأدرت وجهي نحو النافذة مراقبة الأضواء المتلألئة في المدينة وهي تنعكس على الزجاج قلت بصوت هادئ لكنه يحمل خبث مبطن :-

_ جيد أن السيد زافير سينتهي حقاً سينتهي هذه المرة .

_ أنا سأكون بالجوار ريثما ينتهي كل شيء .

ابتسمت بخفوت وكأنني أجد الأمر مضحك أو ربما مجرد تسلية صغيرة في ذهني قلت له بنوع من السخرية :-

_ همم لا بأس أدريان هو أتفه من أن يعمل شيء

وصلنا إلى المكان المخصص وتوقفت السيارة أمام المبنى الضخم نزلت من السيارة بهدوء وأدرت نظري حولي مدركة تمامًا الأجواء المشحونة بالتوتر والجدية التي تحيط بالموقع كنت أعلم أن الساعات القادمة تحمل في طياتها أهمية قصوى وأن كل خطوة يجب أن تكون مدروسة بعناية الآن كان همّي الوحيد في هذا الاجتماع هو التعمق أكثر في فهم شخصية نيكولاس غارسيا ومحاولة إيجاد مفتاح للتفاوض معه سأبذل كل ما بوسعي لجعله يوافق على هذه الصفقة مهما كانت التحديات ...

تنهدت بعمق بينما اقتربت سيارة والدي وميشيل ونزل منها كلاهما نظرت إليهما دون أي تعبير يشوه ملامحي الباردة وقف ميشيل بجانبي وقال بصوت خافت :-

_ دعينا ندخل عزيزتي .

أومئت له لنصعد مكان الاجتماع الخاص و المتصدر علينا هو والدي ... ذلك الرجل الذي يحمل هالة من الجدية والقوة تلك الشخصية التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها لم يكن كباقي رجال الأعمال الذين يعتمدون فقط على المال أو النفوذ بل كان يمتلك وقار وكاريزما تأسر الجميع حتى النساء اللواتي يرين فيه رمز للوسامة والقوة يتسابقن للتواجد في دائرة نفوذه لكنه دائمًا كان بعيد المنال ثقته بنفسه كانت لا محدودة وتفكيره العميق وقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة جعلته محط الأنظار أينما حل بالإضافة إلى ذلك كان يعتني بصحته وجسده بشكل دؤوب مما جعله يبدو أصغر بكثير من عمره الحقيقي بكلمات قليلة والدي هو حقًا شخص لا يمكن تجاهله أو الاستهانة به .

عندما دخلنا التفتت جميع الأنظار إلينا لكن ما لفت انتباه الجميع حقًا لم يكن فقط حضورنا بل وجودي أنا كامرأة وحيدة بين مجموعة من الرجال أصحاب النفوذ والقوة الجميع يعرف كيف دخلت إلى شركة والدي وكيف أصبحت جزء لا يتجزأ من هذا العالم لذلك لم يتجرأ أحد على التعليق أو النظر إلي بنظرة استهزاء أو استخفاف كنت أعلم أنه إذا حاول أحدهم استفزازي سأرد عليه بطريقة تجعله يندم على كلماته .

عندما دخلنا التفتت جميع الأنظار إلينا لكن ما لفت انتباه الجميع حقًا لم يكن فقط حضورنا بل وجودي أنا كامرأة وحيدة بين مجموعة من الرجال أصحاب النفوذ والقوة الجميع يعرف كيف دخلت إلى شركة والدي وكيف أصبحت جزء لا يتجزأ من هذا العالم لذلك لم يتجرأ أحد عل...

نظرت إليهم بثقة مطلقة وكأن الأرض التي أخطو عليها هي أقوى أرض في العالم كنت أشعر بأنني جزء من اللعبة وليس مجرد متفرج تقدمت بخطوات ثابتة بينما كان والدي ينظر إلي بنظرة خاطفة على الأقل هم لا يعرفون وجودي هنا هو من أجل صفقتي مع نيكولاس فقط . أتجه مجموعة من رجال الأعمال لوالدي و ميشيل و كنت لجوارهم ليقول أحدهم بعد أن حيا ميشيل و أبي و نظر لي ليحييني :-

_ آنسة آليسون إنه لمن الرائع رؤيتك بيننا اليوم

أجبته بابتسامة باردة وصافحت يده الممدودة بإيجابية متكلفة :-

_ سيد وارد سعيدة برؤيتك أيضًا بعد هذه الأيام .

ضحك السيد وارد ضحكة قصيرة تحمل طابع عجائز ثم قال وهو يهز رأسه :-

_ أجل ... أجل أخر صفقة عقدناها معاً كانت مذهلة حقاً .

نظر سيد وارد الى الرجل الآخر و كان هو أحد رجال الأعمال أيضاً لكن من الدرجات المتوسطة ليقول له وهو يأشر علي و على ميشيل :-

_ هذان الشخصان الآنسة أيلين والسيد ميشيل هما أكثر من يخططان لتكتيكات فريدة من نوعها السيد ميشيل يملك خوارزميات عمل لا يمكن لأحد أن ينافسه فيها بفضل خبرته العميقة أما الآنسة أيلين فهي أكثر منسقة أعمال تعرف كيف تدير الأمور بدقة لم تخرج من صفقة إلا وكانت الرابحة فيها دائمًا

هز الرجل الآخر رأسه موافق وكأنه يدرك تمامًا ما يعنيه السيد وارد ثم التفت إلى والدي وقال بابتسامة معجبة :-

_ يبدو أن السيد ديفيد فخور بهما كثيراً لقد درب ثنائي لا مثيل له .

قال ميشيل بهدوئه المعتاد و لكن أنا أعرف هذه الابتسامة على وجهه :-

_ سعيدين بقولك هذا سيد وارد .

داخل نفسي ارتجفت رغبة ساخرة في قلب عيناي بسخرية لكنني تماسكت ولم أدع أي انفعال يظهر على وجهي كنت أرغب بشدة في استفزاز السيد وارد بكلماتي اللاذعة فهو شخص حقير بطبيعته لكنني كنت أعلم أن الوقت لم يحن بعد لن أسمح لنفسي بالانجراف وراء مشاعري الآن خاصة وأن دوره لم يأت بعد ...

لم تمضي سوى ثواني قليلة حتى سمعت صوت فتح الأبواب الرئيسية للقاعة التفت الجميع نحو الصوت وإذا بنيكولاس غارسيا يخطو داخل قاعة الاجتماعات كأنه القدر نفسه بارد الشخصية كجليد القمم الشامخة لا تحركه العواصف ولا تهزه الجبال حضوره يملأ المكان برغم صمته وجاذبيته الطاغية تكمن في ثقته العالية التي لا تحتاج إلى كلمات لتعلن عن نفسها ...

يرتدي السواد كأنه ظل الليل الحالك لم أره يرتدي غير السواد حتى في ذلك اليوم لكنه يبدو وكأنه يشع هيبة وقوة داخل هذا الثوب الذي ينساب على بنية جسده الرائعة بكل أناقة وفخر عيناه مثل شعلتين تخفيان أعماقا من الذكاء والحكمة لا تظهران إلا ما يريد هو إظهاره خطواته ثابتة واثقة كأن الأرض تفسح له الطريق بإرادتها ...

رجل الأعمال الكبير ليس فقط بمكانته وإنجازاته بل بشخصيته التي تتحدث قبل أن ينطق إنه الصورة الحية للثقة والسيطرة حيث يقف أمام الجميع كأنه النجم الوحيد في السماء لا ينافسه أحد ولا يتزعزع أبدًا ....

تعجبني شخصية نيكولاس لكن لم يعجبني استفزازه أبداً للأخرين أو لأي شخص أنه استفزازي كثيراً و بطريقة تجعل الشخص يريد قتله حقاً ...

و لكن كان معه شخص بذات الطابع و ذات البرود و ذات الشخصية الغامضة و كأنهما صنفان واحد بجسدين مختلفين عرفته هو لويس " لويس راميون " لا ريب في أنه هو الشخص القريب على نيكولاس الشخصين الذي لا يفترقان عن بعضهما البعض و لا أعلم ما العلاقة القوية التي بينهما هكذا هذا الشيء الوحيد الذي أريد معرفته حقاً فهما بذات الغموض ....

تحرك نيكولاس نحو الطاولة بخطوات هادئة وواثقة وكأنه يدرك تماماً أن جميع الأنظار موجهة إليه عندما وصل إلى مقعده الذي يرأس القاعة لم يجلس فوراً بل ألقى نظرة شاملة على الحضور وكأنه يقيم كل شخص في الغرفة عندما التقى بنظري شعرت بشيء غريب يسري في الهواء كانت نظراته ثاقبة نحوي و أنا لم أبعد نظراتي عنه أطلاقاً البرود هو كل الذي يبين على مظهري على الرغم من أن نظراته كانت تشتت دواخلي نظر لي و كأنه يعرف أن وجودي هنا ليس مجرد صدفة وأن هناك شيء أكبر ...

بعد لحظات صمت متوترة ابتسم نيكولاس بخفة وبدأ الاجتماع بصوته العميق والهادئ :-

_ تفضلو بالجلوس .

جلس الجميع في أماكنهم المخصصة جلست بجانب ميشيل و ميشيل بجانب أبي كان الجميع يصغي الى ما يقوله لويس و نيكولاس بدأ الاجتماع رسمياً والجميع يتحدثون عن آخر التطورات الاقتصادية لويس أعلن عن جدول الأعمال و أماكن التي هي مهمة للأعمال المعقودة و أضافة الى التجارة و الموانئ التي تعقد فيها التجار الصفقات لبيع منتجاتهم أو أرسال و استيراد الأشياء التجارية و ما هي مشاكل التجار و رجال الأعمال و ما هي حلولها لكن نيكولاس لم يكن يظهر أي اهتمام كان ينظر حوله بتعبير مستفز وكأنه يرى الجميع كمنافسين ضعفاء لا يستحقون حتى وقته بينما كنت أنا أقرأ الملفات التي أمامي و التي وزعوها السكرتارية على الجميع ...

عندما جاء دور أحد رجال الأعمال للحديث عن مشروع جديد قاطعه نيكولاس دون تردد :-

_ مشروعك هذا لن ينجح الأرقام التي تقدمها غير واقعية وأنت تعلم ذلك.

الرجل الذي كان يتحدث تلعثم ثم قال بغضب :-
_ لكن السيد غارسيا هذه البيانات دقيقة وقد تم مراجعتها من قبل خبراء ...

قطع نيكولاس عليه مرة أخرى :-
_ لا أهتم بما يقوله الخبراء إذا كنت تعتمد عليهم فأنت تفتقر إلى الرؤية الحقيقية.

استمر نيكولاس في السيطرة على الأجواء ببروده المعتاد ونظراته الحادة التي تجوب الغرفة كأنها سيف يشهر ضد أي شخص يجرؤ على معارضة كلماته كان جالسا في مقعده وكأنه الملك الذي لا ينازعه أحد على العرش يصدر أحكامه بتأن وهدوء دون أن يرف له جفن ...

بينما الجميع غرق في صمتهم المخيف قررت أن أتدخل لم أستطع أن أبقى متفرجة وأنا أرى كيف يسحق نيكولاس كل من يحاول تقديم فكرة أو مشروع ...

رفعت رأسي بهدوء ووضعت ملفاتها جانباً ثم قالت بصوت هادئ لكنه يحمل ثقة لا يمكن إنكارها :-

_ سيد غارسيا إذا كنت تعتقد أن انتقاد الأفكار دون تقديم حلول أفضل هو الطريقة المثلى لإدارة أعمالنا فأعتقد أن لدينا مشكلة أكبر من مجرد هذه البيانات.

توقف نيكولاس عن النظر بعيدًا، واستدار نحوها ببطء. عيناه الثاقبتان التقيتا بعينيها مباشرة، وكأنه يحاول قراءة ما يدور في ذهنها. أجاب بنبرة مستفزة ولكن مليئة بالتحدي:
_ حسناً سنيورا آليسون أبدعيني بخبرتك و حلي هذه المشكلة

لم ابتسم و كنت جدية في حديثي ولم أتردد ولو للحظة بدأت بالحديث بأسلوب هادئ لكنه حازم :-
_ بالتأكيد لدي شيء لأضيفه المشروع الذي قدمه السيد تشافيز قد يكون غير مثالي كما قلت لكنه ليس بلا قيمة المشكلة ليست في الأرقام فقط المشكلة هي في كيفية استغلال مواقع التجارة الحالية بشكل أكثر فاعلية على سبيل المثال الموانئ التي ذكرتها تعاني من ضعف البنية التحتية وهو ما يؤدي إلى تأخير الصفقات وإضعاف الكفاءة التشغيلية إذا قمنا بإصلاح تلك الموانئ وزيادة طاقة الاستيعاب فيها يمكننا مضاعفة حجم الأعمال خلال عام واحد فقط.

صمت قليلاً و أنا أنظر أليه بهدوء أنتظر منه ردة فعل ما لكن الكلمة الوحيدة الت قالها هي :-

_ أكملي .

حسناً يبدو أن الأمر بدأ يسير بنطاق جيد :-

_ لدي خطط عملية أولاً يجب أن نعقد شراكة مع الشركات الهندسية الكبرى لتطوير البنية التحتية للموانئ ثانياً علينا الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع الشحنات وتقليل الفاقد الزمني وأخيراً يجب أن نعمل على توسيع نطاق التعاون بين التجار المحليين والأجانب لضمان استمرارية النمو الاقتصادي .

سخرية واضحة على شفتيه وقال بصوت عميق وهادئ ولكنه مليء بالاستفزاز :-
_ "خططكِ ... عملية؟ حسنًا دعينا نرى مدى واقعيتها هل لديكِ أي فكرة عن التكلفة التي ستتطلبها هذه المشاريع الثلاثة؟ أم أنكِ تتحدثين فقط عن أفكار جميلة على الورق؟ أنتي تعرفين أن شركة سنيور تشافيز صغيرة نسبياً لمثل هذا الاقتصاد كل ما قلته تقديره هو حوالي 200 مليون دولا و تقنيات الذكاء الاصطناعي فسيكلف 50 مليون دولار إضافية و شركة سنيور تشافيز لو عملت ل3 أعوام لا تستطيع جمع هذه المبلغ كما أن التجارة في هذا المجال خطيرة ليست بالنسبة التي يقدر ليجازف هذه المجازفة من يريد العمل و عقد الصفقات ليكون هو على يقين أنها بذات حجمه سنيورا آليسون ...


صمت لثانية و واصل كلامه :-

_ التجارة ليست مجرد صفات رهان نجازف بها يجب التخطيط بشكل أكبر و أكثر ذكاء المشكلة ليست فقط في المخاطر بل في كيفية إدارتها إذا كنتِ تريدِ تنفيذ هذه الخطط فأنتِ بحاجة إلى استراتيجية احتياطية قوية أين هي خطتك البديلة إذا فشل المشروع؟ أين هو التحليل الدقيق للسيناريوهات السلبية؟ كل هذه المشاكل متعلقة بشركة سنيور تشافيز أن مشكلة السيد تشافيز الوحيدة أنه يريد أن يطير بثانية واحدة الى القمة و هذا لا يفعلها ألا الأذكياء

حسناً أذا عدنا الى الواقع فكل ما قاله صحيح لكني لا أعلم لماذا أريد أن أعارضه أريد أن أقول لا أنت مخطأ لكن طريقته في الاستفزاز يجعلني أعلم أن ما من مجال لهذا أبداً فقد شعرت بأن الأرض تتحرك تحت قدمي كنت أعلم أن نيكولاس قد أصاب نقطة ضعف خططي وأنه استخدم خبرته العميقة لتوجيه النقاش لصالحه ...

وقال بصوت منخفض يحمل تحدي جديداً بالنسبة لي :-
_ كانت لديكِ شجاعة كبيرة لتحديني اليوم سنيورا آليسون لكن تذكري دائماً في عالم الأعمال الخبرة هي الملك ربما تكون لديكِ الرؤية لكن عليكِ أن تتعلمي كيف تدار المخاطر قبل أن تطلقي العنان لأفكاركِ لديكي أفكار جيدة للغاية يجب أن تستثمرينها بطريقة جيدة لا على أشياء معرفة القدر

صمت و لم أتكلم و عيناي لا يبتعدان عن عيناه و شرارات الغضب فيهما حقاً بعد لحظة من الصمت تكلم نيكولاس ببرود و هو ينظر الى لويس :-

_ أكمل ما هي الصفقة التالية .

أبتسم لويس بسخرية كعادته لينظر وهو يقلب الصفات و أنا كنت أريد أن أمزق نيكولاس الى أرب صغيرة حقاً ...

همس نحوي ميشيل وهو يعلم بتوتري الذي أنا به الآن و كمية الغضب الذي أشعر بها حقاً :-

_ أهدئي أيلين .

حاولت الحفاض على تعابير البرود الذي أنا به ليقول لويس الصفقة التي كنت أنتظر أن يتكلمو بها و ها قد حان الوقت :-

لويس :- صفقة التجارة الضخمة المسؤولة عنها السنيور سوليفان...

في تلك اللحظة تدخل السيد زافير وهو يبتسم بثقة مطلقة وكأنه يتباهى بما أنجزه قال بصوت مليء بالفخر :-

_ أجل سيد غارسيا الصفقة تسير على أتم وجه أنا والسيد سوليفان قد اتفقنا على أن أكون المسؤول عن هذه الصفقة .

رد نيكولاس غارسيا بصوت بارد وحاد دون أي تردد :-

_ هذه فرصتك الأخيرة سنيور زافير ستفلس إن لم تتعاقد.

ضحك السيد زافير ضحكة واثقة وكأنه لا يأبه لكلمات نيكولاس التفت نحو السيد سوليفان وقال :-

_ لا نحن سنفعلها أليس كذلك سيد سوليفان ؟

نظر السيد سوليفان إلى زافير بنظرة ثاقبة وكانت ملامحه تنضح بالثقة العالية أجاب بهدوء ولكن بحزم :-

_ ستكون تجارتي هي أكبر التجارات هذا العام لكن صفقتي لن تكون معك ولن أتعامل معك .

حل صمت مطبق في القاعة للحظات الجميع بدأ يتمتمون بصوت خافت غير قادرين على استيعاب ما حدث أو كيف يمكن أن يتغير الوضع بهذه السرعة كان الأمر واضح بالنسبة لي فقط كنت أعرف كل خطوة منذ البداية .

نظر زافير إلى سوليفان بتعابير مظلمة مزيج من الغضب والصدمة بدا واضح على وجهه ضحك ضحكة ساخرة محاولاً إخفاء ارتباكه :-

_ ما الذي تقوله سيد سوليفان نحن قد تعاملنا مع بعضنا و تحدثنا بكل شيء .

رد سوليفان دون تردد بكل هدوء ووضوح :-

_ نحن لم نوقع على العقد أبداً فقط تكلمنا و أنا أتاني عرض هو أفضل من عرضك لهذا نحن وقعنا العقد و أنتهى الأمر .

غضب زافير بشدة وقفز من مقعده كوحش مستثار صرخ بصوت مرتفع ومليء بالغيظ :-

_ مع من و كيف حدث هذا نحن أتفقنى على كل شيء كيف تفعل بي هذا .

_ الانسة آليسون قد قدمت لي عرض لا يستطيع أي تاجر رفضه و خاصة أن سمعة شركتهم و سمعتهم من تحتل التجارات الآن و هم يوفرون الكثير من الإمكانيات أما أنت فلا أضمن أن تجارتي ستنجح .

اتسعت عينا زافير من هول الصدمة وبدأت تعابير وجهه تتغير بشكل درامي جسدي كان مسترخي على المقعد الخاص بي وأنا أراقب المشهد بأكمله بنظرة انتصار باردة كنت أعلم أنني قد فزت ...

ثم التفت زافير نحوي وعيناه مشتعلتان بالغضب وكأنهما تريدان الخروج من محجريهما صرخ باسمي بصوت مليء بالغضب والتهديد :-

_ كيف تجرئين على فعل هذا يا صغيرة .

نظرت إليه ببرود واستفزاز ورفعت حاجبي بإيماءة تحدي واضحة :-

_ و ما الشيء السيء الذي فعلته أنا فقط قدمت عرضي الى السيد سوليفان و في التجارة و الصفقات يوجد التحديات و من ينتصر أولاً هو الذي يفوز بالصفقة سيد زافير .

كان الغضب قد استولى تماماً على زافير كان الرجل يتحول إلى وحش لا يعرف ماذا يفعل عندما يفقد السيطرة قبل أن أدرك ما يحدث انطلق نحوي بخطوات ثقيلة وأخرج سلاحاً من داخل جيبه ووجهه مباشرة نحو جبيني صرخ باسمي بصوت مليء بالجنون والرغبة في الانتقام وكأنه على وشك قتلني حقاً ...


------------------------------------------------------

شنو رأيكم بالبارت ؟

شنو أكثر مقطع حبيتو ؟

شنو أكثر مقطع زعجكم ؟

شنو أكثر مقطع تفاعلتو ويا ؟

شنو أكثر مقطع أثر عليكم

نيكولاس ؟

أيلين ؟

ميشيل ؟

ديفيد ؟

صوفيا ؟

أدريان ؟

و أخر شي لا تنسون التصويت و التعليق على الفقرات

❤❤❤❤❤❤


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

أكتب التعليق على هذا المدونة و البارتات لأستمرارنا بكتابة الروايات و جعل الأمر ممتع و مهم ....