بارت 3 ( حريق )
الحب ليس مجرد شعور بالفرح والسكينة، بل هو أيضًا عذاب يحرق الروح ويجعلك تتساءل إن كانت الجنة التي يمنحها تستحق الألم الذي يأتي معها في الحب نجد أعذب لحظات السعادة وأعمق آلام العذاب، وكأن القلب يختار أن يعيش في الجمال والدموع معًا.
_____________________________________________________
بيلا :- لا شيء أيف هيا لقد وصلنا الى المستودع علينا أن نتجهز يجب أن ننفذ كلام الزعيم فأنا غاضبة و أريد قتل كل من أمامي .
بيلا كانت تجهز نفسها بصمت مطبق تضع مسدسها الكاتم للصوت في يدها اليمنى بينما تدس بعناية بعض مخازن الذخيرة في جيوب بنطالها الأسود حركاتها كانت مدروسة كل شيء فيها يشي بالثقة والتصميم من خلفها الرجال الذين كانوا جزء لا يتجزأ من عصابة أيف وبيلا بدأو بالخروج من سيارتهم السوداء الفاخرة وكل واحد منهم كان يحمل بين يديه سلاحًا مختلف معدين تماماً لتنفيذ المهمة الموكلة إليهم.
نزلت أيف وبيلا من السيارة بكل شموخ وهيبة كأنهما الملكتان اللتان تخطوان على أرض المعركة بلا خوف أو تردد بيلا اختارت استخدام سلاح واحد فقط مسدسها الكاتم الذي أصبح توقيعها الشخصي في عالم الدم والموت أما أيف فكانت تحمل سلاحين في يديها وكأنها تستعرض قوتها ومهارتها التي لا يمكن إنكارها.
الرجال التابعون لهما كانوا يعرفون الخطة جيداً لم يكن هناك مجال للتردد أو الخطأ بدأ الهجوم بشراسة ودقة حيث انطلقوا نحو بوابة المستودع مثل السهام يواجهون الحراس الذين كانوا يقفون أمامهم دون رحمة واحداً تلو الآخر سقط الحراس تحت نيرانهم الدقيقة والمخطط لها بعناية لم يكن هناك مجال للخطأ ولم يكن هناك أي هامش للشفقة.
بينما كان رجال العصابة يتصدون للأعداء ويحمون الطريق، مشت بيلا و أيف بخطوات ثابتة ومدروسة نحو المستودع كل خطوة كانت تظهر هيبتهما وثقتها بأنفسهما الرجال حولهما كانوا كالجدار الحديدي يحمونهما من أي تهديد قد يأتي من الجانبين لكن بيلا و أيف لم تكونا بحاجة إلى الكثير من الحماية إنهما محترفتان في فن القتل ولا تحتاجان سوى إلى فرص صغيرة لإنهاء أي شخص يقف في طريقهما.
سرعان ما بدأت مجموعة جديدة من الرجال بالخروج من داخل المستودع مدججين بالسلاح ويطلقون النيران بشكل عشوائي في محاولة يائسة لصد الهجوم لكنهم لم يكونوا على دراية كاملة بما ينتظرهم بيلا و أيف ليستا مجرد مجرمتين عاديتين إنهما اسمان يذكران مع الخوف والرعب في عالم الجريمة هاتان الفتاتان هما الموت نفسه شيطانتان بلا رحمة محترفتان في فن القتل والإبادة :-
_ بيلا هل ترين هذا ؟
قالت أيف وهي تشير إلى الباب الضخم للمستودع الذي أصبح قريباً للغاية الآن :-
_ لن ندع أحد يخرج حي
بيلا ابتسمت ابتسامة باردة قبل أن ترد :-
_ بالطبع لن نترك لهم حتى فرصة الصراخ .
مع تلك الكلمات تسارعت وتيرة المعركة بيلا و أيف انطلقتا نحو الباب الرئيسي للمستودع يغطيهما رجالهما بجدار من النيران رغم أن عدداً كبيراً من الأعداء خرجوا من الداخل في محاولة لإيقافهن إلا أن ذلك لم يكن سوى زيادة في عدد الضحايا كل من حاول الاقتراب من بيلا أو أيف وجد نفسه وجهاً لوجه مع الموت.
بيلا كانت تتحرك مثل الظل صامتة وقاتلة تطلق النار بهدوء ودقة على كل من يحاول الوقوف في طريقها أما أيف فقد كانت تظهر قوة مذهلة تطلق النيران من كلا السلاحين في آن واحد تمحو كل من يحاول التصدي لها وفي غضون دقائق أصبحت الأرض أمام المستودع مغطاة بالجثث والدخان يتصاعد من أعقاب البنادق .
أخيراً وصلتا إلى الباب الرئيسي بيلا أشارت لأيف بإشارة سريعة ثم انطلقتا معاً داخل المستودع حيث كان الجو مظلماً ومليئاً بالتوتر
داخل المستودع كان المشهد مختلف تماماً الأعداء كانوا قد نصبوا كمين محكم مستعدين هذه المرة لمواجهة أي تهديد لكن بيلا و أيف لم تكونا من النوع الذي يمكن إيقافه بسهولة أيف رفعت سلاحيها بكل ثقة وبدأت بالتحرك بخطوات حذرة ولكن قاتلة .
اقتربت أيف من أحد الرجال الذين حاولوا مواجهتها لم تتردد للحظة رفعت سلاحها وأطلقت رصاصة مباشرة على جبينه دون أن تكلف نفسها حتى عناء النظر إليه كانت تركيزها شديد عيناها تلاحقان كل حركة في المكان لكن قبل أن تستطيع التقاط أنفاسها ظهر شخص آخر خلفها يحمل سكيناً حادة ويحاول الهجوم عليها.
لكن بيلا كانت أسرع انقضت عليه كالوحش البري تلقي به أرضاً وتبدأ في ضربه بوحشية على وجهه بأيديها العاريتين كانت غاضبة غضب عميق ومتفجر وكأنها تريد أن تنفس عن كل ما بداخلها عبر تلك الضربات المتتالية لم تتوقف إلا عندما تأكدت أنه لم يعد يتنفس ملابسها ويديها أصبحتا ملطختين بالدماء ولم يكن هناك أي أثر للرحمة في عينيها بيلا كانت تقتل بلا هوادة لا تترك لأحد فرصة للنجاة أو الهروب .
أيف التي كانت تراقب المشهد بنوع من اللامبالاة الممزوجة بالضجر تركت الأمور لبيلا كانت تعرف أن صديقتها تحتاج إلى إطلاق العنان لغضبها بهذه الطريقة وإلا فإنها ستقلب المكان بأكمله رأساً على عقب لذلك اكتفت بالوقوف جانباً تراقب وتنتظر حتى تنتهي بيلا من تعاملها مع الأعداء .
لكن الهدوء النسبي لم يستمر طويلاً فجأة حاول شخص ما الغدر بأيف من الخلف أمسك بسلاحه وحاول توجيهه نحوها لكنها كانت أسرع منه التقطت ذراعه بقوة قبل أن يتمكن من الوصول إليها ثم رفعته بعنف وألقت به على منضدة مليئة بالمساحيق البيضاء والحقن المتناثرة من الواضح أن هذا المستودع لم يكن مجرد مكان لتخزين البضائع بل كان معملاً لتجارب المخدرات والأمصال المحظورة .
أيف حاولت على الفور إطلاق النار على الرجل لكنها اكتشفت أن سلاحها قد فرغ من الذخيرة الرجل الذي بدا عليه الرعب الشديد بدأ يبحث عن أي شيء يمكن أن يدافع به عن نفسه أمسك بأحد الأشياء القريبة منه و كانت واحدة من الحقن المتناثرة على الأرض و حاول طعن أيف بها تمكن من وخزها في يدها قبل أن تتمكن من السيطرة عليه.
زمجرت أيف بغضب شديد وقبضت على الرجل بكل قوتها لم تمنحه أي فرصة للهرب بدأت بضربه بقسوة حتى أصبح وجهه مشوه وغير مميز لم تتوقف إلا عندما تأكدت تمامًا من أنه لن يعود للحياة مرة أخرى صرخت أيف وهي ترمي جثته جانباً تنفس صعداء بعد أن انتهت من مهمتها .
_ اللعنة عليك أيها العاهر لتذهب للجحيم .
بيلا التي كانت لا تزال تقف قريبة منها نظرت إليها بقلق :-
بيلا:- هل أنتي بخير ؟
أيف نظرت إلى يدها المصابة حيث كانت الدماء تتساقط ببطء ولكن ليس بذلك الشيء الكبير :-
_ لقد طعنني هذا العاهر بالأبرة لكن أنا بخير .
بيلا :- ما الذي يوجد بها .
_ و ما أدراني . هل تريدين أن أكتشف ما هي بيدكي ؟
_ و لما لا تجربيها بك أنتي .
ليقاطعهما أحد رجال أيف التي تثق به كثيراً و هو كان دائماً الى جانبها في جميع الأمور .
_ زعيمة لقد أستولينا على جميع بضاعة المخزن و سيتم نقلها الى مستودعنا و لكن هناك بضاعة عليكي أن ترينها .
ضاقت عينا أيف وهي تنظر إليه، ثم التفتت نحو بيلا بنظرة مشتركة بينهما كأنها لم تتردد الاثنتان في السير خلف أدوردو الذي فتح الباب أمامهما بمجرد أن دخلتا الغرفة امتلأ المكان بصراخ الفتيات المحتجزات .
كانت هذه البضاعة مختلفة تماماً عن المخدرات والأسلحة التي اعتادوا التعامل معها هذه هي ما يطلق عليها في عالم الجريمة "بضاعة الفراشات" وهن مجموعة من الفتيات اللواتي يتم اختطافهن من قبل العصابات لأغراض شتى بعضهن يتيمات وأخريات صاحبات مركز اجتماعي رفيع وبعضهن مجرد أسماء مجهولة لا يعرف عنهن أحد منهن القاصرات ومنهن الشابات وكل واحدة منهن تحمل قصة مؤلمة.
بيلا نظرت إليهن بغضبٍ مختلط بالشفقة كانت الفتيات محتجزات في زاوية الغرفة بعضهن يحتمين ببعض والبعض الآخر يصرخ خوفاً أو يتلو تراتيل الدعاء بصوت خافت علامات الضرب والإيذاء بادية على أجساد البعض وكأن الوحشية قد لحقت بهن قبل وصول أيف وبيلا.
أيف وقفت صامتة تحدق فيهن بتمعن بدأت ذكريات الماضي تعود إليها كالسيل الجارف ضغطت على كف يدها بشدة حتى غرزت أظافرها في راحة يدها لكنها ظلت صامتة لا تصدر أي كلمة كان الألم واضح في عينيها ولكنها كانت تحاول السيطرة عليه قطعت بيلا الصمت بصوتها الحازم :-
_ هل يوج غير المخدرات و الأسلحة هنا أيف ؟
أيف فهمت على الفور إلى أين تريد بيلا أن تصل كيف لها أن لا تفهم؟ كلاهما مرتا بما تعاني منه هؤلاء الفتيات الآن ذاقت كل منهما الكأس المرير في يوم من الأيام ردت أيف بصوت بارد لكنه يحمل قراراً حاسم :-
_ لا لا يوجد أضن أن عملنا هنا أنتهى لقد نقلنا بضاعة المخدرات بالكامل و الأسلحة أيضاً .
أدوردو الذي كان يقف بجانبهما فهم الرسالة دون الحاجة إلى كلمات إضافية أغلق الباب بلطف وهو ينظر إليهما باحترام عميق :-
أدوردو :- سأتولى أمر الفتيات و سأعطي جميع الفتيات الحرية كما تأمرين سيدتي .
أيف أومأت برأسها بإيجاز :-
أيف : جيد تأكد من سلامة جميع الفتيات .
أدوردو أجاب بلا تردد :-
أدوردو :- حاضر ... و هناك شيء آخر الزعيم يريدكما عند الأنتهاء من المهمة في مكتبه .
بيلا ضاقت عيناها بضجر وأعادت سلاحها إلى حزامها وهي تقول بصوت مليء بالإحباط :-
_ اللعنة أريد الأستحمام أولاً .
أيف نظرت إليها بنوع من اللوم الممزوج بالسخرية :-
أيف :- يكفي تذمر علينا أن نذهب قبل أن يغضب لقد أضعنا كثير من الوقت .
بيلا:- و ماذا عن البضاعة ؟
أيف أجابتها وهي تبدأ في المشي نحو الخارج :-
_ سنقوم بأيصالها للمخازن و من ثم سنذهب الى مكتب الزعيم .
بيلا أومأت برأسها بسخرية :-
بيلا:- حسناً سيدة أيف .
خرجت الفتاتان من المستودع تاركتين وراءهما أرضاً دموية ومجزرة كبيرة لم يكن هناك أي أثر للندم أو الشفقة في خطواتهما كانتا تعرفان أن هذا هو العالم الذي اختارتا العيش فيه عالم الدم والموت استقلتا السيارة السوداء الفاخرة محملتين بالبضائع المسروقة متوجهتين نحو المخزن الكبير لإتمام مهمتهما.
شعرت أيف بحرارة شديدة تجتاح جسدها كأن نار مشتعلة تسري في عروقها بدأت تتعرق بغزارة رغم برودة الجو القارسة التي كانت تلف المكان لم تستطع فهم ما يحدث لها كان هناك شعور غريب يسيطر عليها وكأن جسدها يتمرد عليها بصعوبة بالغة تمكنت من الوصول إلى المخزن مع بيلا وأتمت تسليم البضاعة ...
قالت أيف بصوت ضعيف وهي تجلس في المقعد المجاور محاولة التحكم في نفسها.....
أيف :- فلتتولي القيادة أنتي بيلا .
بيلا التفتت نحوها بقلق واضح على وجهها :-
بيلا :- ما الذي يحدث لكِ يا أيف؟ لماذا تتعرقين في هذا الجو البارد كالثلج؟
أيف حاولت أن تبدو هادئة رغم الألم الذي يعصف بها :-
أيف :- لا أعلم أشعر أنني ساخنة كالجحيم .
بيلا ضيقت عيناها وسألت :-
بيلا :- هل هو تأثير الحقنة التي حقنها ذلك العاهر في يدك .
أيف أغمضت عينيها للحظة تحاول التركيز :-
_ لا أعلم ربما ... و ربما هو نوع من المخدرات السائلة لا بأس سيزول تأثيرها بعد قليل يجب علينا الذهاب للزعيم فلقد تأخرنا كثيراً .
بيلا أومأت برأسها وقالت بجدية :-
_ حسناً عزيزتي .
تولت بيلا القيادة بينما قمت بخلع السترة و بقيت في التشيرت الذي يضم رقبتي و أطرافي أشعر بالأختناق حقاً و وجنتي بدأت بالتعرق و الأسوء من هذا كله بدأ جسدي بالأرتعاش قليلاً و أشعر بالسائل كثيف يخرج من أنوثتي حاولت تهدئة نفسي أريد فقط أكمال ما أنا عليه لكي أذهب الى المنزل و أخذ حمام بارد لكي يطفأ الأشتعال الذي أنا به أنه كالجحيم حاولت أن أضبط أنفاسي و بيلا بين الحين و الآخر تنضر نحوي بقلق تعلم أن هذا الشيء غير منطقي لكن هي صامتة لأنها تعلم أنني لا أهتم بهذه الأشياء على الأطلاق فما أهتم به أن أنهي المهمة التي وكلها لي الزعييم دون أي أخطاء و دون أي مشاكل و أن لم أذهب أليه حسب أوامره سيكون هناك عقاب عسير و لا أريد هذا يكفي الذي عاقبني به البارحة ...
لا تزال نظراته تخترقني كلهيب النار حارقة ومتوحشة أشعر وكأنه ينظر إلي الآن بنفس تلك العيون القاتمة التي كانت تجتاح جسدي العاري بلا رحمة لا زلت أتذكر كل لمسة من يديه وكأنها محفورة في أعماقي عالقة بين الألم والرغبة "اللعنة... اللعنة... اللعنة" همست لنفسي بغضب غير قادرة على طرد هذه الذكريات المرعبة والمغرية في الوقت ذاته
لماذا لا زلت أتذكر كل التفاصيل؟ لماذا أشعر أن هذا العقاب الذي كان يجب أن يكون مؤلم فقط تحول إلى شيء آخر؟ هل لأنه هو وايت؟ الرجل الذي لم أستطع مقاومة سطوته ولم أفهم كيف وقع قلبي له دون حتى كلمة واحدة أو مقابل واضح؟
كيف يمكن للإنسان أن يكره شيء ويحبه في آن واحد؟ كنت أعلم أنه عذبني وأن ما فعله بي كان قاسي وغير إنساني لكن ... لماذا لم أشعر بالاشمئزاز؟ لماذا كانت لمساته تثير في داخلي شعور غريب كأنها ليست مجرد عقوبة بل رسالة صامتة حوار بلا كلمات؟
تنهدت بعمق وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلًا على صدري كنت منهكة ليس فقط جسدي ولكن نفسي أيضاً كلما حاولت طرد هذه الأفكار عادت لتضربني بموجة من المشاعر المتضاربة وايت ... اسمه وحده كان كافياً لإشعال الفوضى داخل رأسي.
بينما كانت السيارة تشق طريقها بدأت أيف تدرك أن ما تشعر به ليس مجرد تأثير الإبرة التي طعنت بها كان هناك شيء أعمق شيء مرتبط بذاكرتها وبمشاعرها التي حاولت دفنها تحت طبقات من القسوة واللامبالاة :-
_ بيلا...
نطقت بصوت خافت وكأني أخشى أن أسمع نفسي ردت بيلا بنبرة هادئة لكنها كانت مستعدة لسماع أي شيء :-
_ نعم؟
سألت فجأة وكأن السؤال كان يطاردني منذ زمن :-
_ هل تعتقدين أن الإنسان يمكن أن يكره شخص ويحبه في نفس الوقت؟
بيلا التفتت إلي بسرعة متفاجئة من هذا السؤال الغريب في مثل هذه اللحظة أخذت نفس عميق قبل أن تجيب :-
_ أيف أحياناً نحن لا نختار مشاعرنا ربما هذا الشخص ... ربما لديه قوة خاصة تجعلك تشعرين بهذه الطريقة لكن عليكِ أن تتذكري شيء واحد لا أحد يستحق أن يجعلك تشعرين بالضعف .
ابتسمت ابتسامة باهتة كانت كلمات بيلا دائماً تحمل نوع من الحكمة لكنها لم تكن كافية لإخماد النيران المشتعلة في داخلي .
عندما وصلنا إلى المقر الرئيسي حيث كان وايت ينتظر التفتت بيلا نحوي بنظرة قلق واضحة على وجهها كانت عيناها تتفحصانني بتمعن وكأنها تحاول اختراق الجدار الذي أحاول إخفاء ضعفي خلفه قالت بيلا بصوت مملوء بالتوتر والخوف علي :-
_ هل أنتي حقاً بخير أيف ؟ ... لا تزالين تتعرقين .
ابتسمت بسخرية محاولة أن أبدو قوية كما اعتدت دائماً أن أكون فتحت باب السيارة ببطء وأخرجت نفسي منها وأنا أحاول جاهدة أن أخفي ارتجاف جسدي وشعوري المتزايد بعدم القدرة على التحمل قلت بصوت بارد لكنه كان يحمل في طياته مزيج من الغضب والاستهزاء بالنفس كنت أعلم أن بيلا تشعر بالقلق الحقيقي لكنني لم أستطع السماح لها برؤية مدى هشاشتي في تلك اللحظة :-
_ لا تخافي كالحمقاء ... لن أموت .
عندما دخلنا إلى المقر شعرت بأن جدران المكان تضغط علي اللعنة! هناك شيء ما يتحرك في داخلي وكأنه ينقبض ويتوسع في الوقت ذاته الحرارة التي كانت تغمرني أصبحت لا تطاق كأن ناراً مشتعلة تسري في عروقي تحرق كل ذرة مني لم أستطع السيطرة على هذا الشعور الغريب الذي كان يتزايد مع كل لحظة.
اللعنة على هذه الإبرة تلك اللحظة عندما طعنني ذلك العاهر بها... هل كان يعرف ماذا سيفعل؟ أم أن الأمر كان مجرد حظ سيء؟ أعتقد أن محتوى الإبرة لم يدخل جسدي بالكامل ربما مجرد قطرات قليلة لكن حتى هذا القليل كان له تأثير مدمر على جسدي يجب أن أستعين بعمتي هي تعرف كل شيء عن هذه الأشياء السموم المخدرات وكل ما يتعلق بالتجارب الكيميائية لقد خبأت واحدة من تلك الإبر في جيب بنطالي تحسباً لأي طارئ ربما يمكنها أن تحل اللغز وتخبرني بما يجري داخل جسدي.
ابتلعت ريقي بصعوبة محاولة إخفاء التوتر الذي بدأ يسيطر علي حولت نظرتي إلى البرود المعتاد تلك النظرة التي اعتدت أن أظهرها دائماً في مثل هذه المواقف أمام وايت لا يمكنني أن أبدو ضعيفة أو مضطربة البرود واللامبالاة هما درعي الوحيدان وهما ما يجعلاني أبدو غير قابلة للهزيمة حتى لو كنت أشعر بالجحيم يشتعل بداخلي.
طرقت الباب ببطء و انتظرت لحظات قصيرة قبل أن يتردد صوته من خلف الباب ذلك الصوت الذي كان كافي ليجعل قلبي ينبض بقوة رغم كل محاولاتي لإخماده وبكل عنف وبخت نفسي داخلياً "لا تظهري ضعفك الآن أيف" همست لنفسي بصمت وأخذت نفس عميق في محاولة يائسة لأن أبدو باردة وغير مبالية كما اعتدت دائماً أن أكون.
لكن كيف يمكنني أن أتظاهر باللامبالاة بينما ذكريات الليلة الماضية لا تزال تطاردني؟ ما فعله وايت كان... مخجلاً مجرد التفكير في أنه رأى جزء كبير من جسدي العاري يجعلني أشعر بالحرج الشديد تلك الأماكن التي حتى أنا لا أجرؤ على النظر إليها طويلاً هو قد رآها وتفرس فيها وكأنه حفظ كل تفصيلة منها شعرت بوجنتي تحمران خجلاً لكنني حاولت إخفاء ذلك تحت قناع البرود المعتاد.
بللت شفتي بتمرير لساني عليها بسرعة ثم فتحت الباب بثقة مصطنعة دخلت الغرفة تبعتني بيلا بصمت ورائي أول ما رأيته كان وايت منهمكاً في الأوراق التي كانت تملأ مكتبه شعره كان مبعثر بطريقة عفوية تماماً كما أحبه وكأنه مرر أصابعه فيه مراراً خلال اليوم ربطة عنقه التي أعلم أنه يكرهها بشدة كانت قد اختفت وكان قد فتح أول زرين من قميصه مما سمح لي بإلقاء نظرة خاطفة على جسده القوي والمثير للإعجاب.
"اللعنة..." همست لنفسي بصمت غير قادرة على مقاومة التفكير في مدى جاذبيته الطاغية تخيلت نفسي أضع وجهي في رقبته أستنشق عطره الذي كنت أعلم أنه سيكون مزيج من الرجولة والخطيئة عطره الذي سيقتلني إن اقتربت منه أكثر مما يجب.
بيلا:- زعيم لقد تمت المهمة على أكمل وجه كما طلبت لقد تمت مهاجمة المسودع دون أي خسائر منا و أيضاً أخذنا البضائع ووضعها في المستودع مثلما طلبت .
حل صمت ثقيل في الغرفة بعد كلمات بيلا وكأن الوقت قد توقف للحظات وايت لم يرفع عينيه فوراً عن الأوراق التي كان يقلبها بين يديه بدا مشغولاً للغاية بها وكأنها تحتوي على أمور بالغة الأهمية لكنني كنت أعلم أن هذا الصمت المتعمد ليس سوى جزء من استراتيجيته لإثارة التوتر.
شعرت بقلبي ينبض بقوة بينما كنت أراقبه من بعيد نظرت إلى بيلا بسرعة وكأنني أبحث عن دعم أو تأكيد أنها ما زالت هنا بجانبي ولكن وايت بعد مرور دقيقة تقريباً ترك الأوراق جانباً وأدار كامل انتباهه نحونا كانت عيناه حادتين كنيران متوهجة وسرعان ما ضاقت عيناه عندما استقرت نظرته علي شعرت وكأنه يخترقني بنظراته وكأنه يعرف كل شيء دون أن ينبس ببنت شفة.
نظرت إلى المكان الذي كان يحدق فيه وفجأة أدركت السبب كان هناك بقع دماء تلطخ قميصي الأبيض ربما نتيجة الجروح التي تعرضت لها أثناء المهمة أو ربما بسبب الإبرة التي طعنت بها لم أكن قد لاحظت ذلك من قبل لكن الآن أصبح واضح كالشمس أخيراً تحدث وايت بصوته العميق والجليدي الذي كان كافي لإشعال القشعريرة في كامل جسدي :-
_ حسناً يمكنك الخروج بيلا كما أن بيانكا تريدك في البيت بعد الأنتهاء لا تنتظري أيف .
كلماته كانت واضحة ومباشرة لكنها حملت في طياتها شيئًا آخر شيء غير معلن بيلا أومأت برأسها باحترام ثم التفتت نحوي بنظرة قلق واضحة لم تقل شيء لكن عيناها كانتا تقولان: "هل ستكونين بخير؟"
حاولت أن أرد عليها بنظرة طمأنينة حتى لو كنت أعلم أنني لست بخير انتظرت حتى غادرت بيلا الغرفة وبدأت أشعر بأن الهواء أصبح أكثر كثافة وأن المواجهة الحقيقية على وشك أن تبدأ.
حسناً لقد صرف بيلا الآن نحن وحدنا اللعنة! ما الذي يريده مني الآن؟ شعرت بأن قدماي بدأتا تخوران عن الصمود والحرارة التي كانت تغمر جسدي أصبحت لا تطاق ارتفعت حرارتي بشكل مفاجئ وكأنني أشتعل من الداخل ثم شعرت بها... تلك الحكة الملعونة تلك الحرقة التي تصيب أنوثتي بكل وقاحة وكأنها تتلاعب بي بلا رحمة .
بدأت أستوعب شيئاً فشيئاً حقيقة الأمر هذا الدواء في الإبرة ... إنه ليس مجرد مخدر أو سم عادي إنه منشط جنسي قوي يستخدم لتدمير الإرادة وإشعال الرغبات كنت أعلم ذلك جيداً لقد رأيت مثل هذه الأشياء تستخدم على الفتيات في دار الدعارة عندما كنت هناك كانوا يحقنونهن بهذه المواد القذرة لجعلهن يفعلن أشياء دون إرادتهن ليصبحن ألعاب في أيدي الوحوش.
"يجب أن أذهب إلى البيت الآن..." همست لنفسي بصوت خافت وأخذت نفسًا عميق في محاولة لإعادة التركيز "نعم يجب أن أغسل جسدي بماء بارد... ربما يساعدني ذلك على التهدئة." لكن كيف يمكنني الذهاب الآن؟ كيف يمكنني أن أترك وايت هنا وأنهي هذا اللقاء بينما أنا أشعر بأنني سأفقد السيطرة على نفسي في أي لحظة؟
بعد أن غادرت بيلا أغلقت الباب خلفها بنظرة قلق واضحة علي لم أستطع النظر في عينيها لأنني كنت أعلم أنها ستقرأ كل شيء في عيني الآن وقفت وحدي في الغرفة مع وايت عيناي مثبتتان على الأرض أحاول بشدة أن أبقى واقفة دون أن أفقد توازني قطرات العرق بدأت تتساقط بغزارة من جبيني تنزل على وجنتي وصولاً إلى ذقني وكأن جسدي يحاول التخلص من اللهيب الذي يلتهمه ثم جاء صوته الهادئ العميق الذي كان كافي لإشعال المزيد من القشعريرة في جسدي :-
_ أضن أنني لست في الأرض ليكون بصرك هناك ، أرني وجهك .
ابتلعت آخر ذرة من صبري وأغلقت عيني ببطء محاولة أن أجمع شتات نفسي المنهار داخلياً "هيا أيف... يمكنكِ فعل هذا " همست لنفسي بصمت قبل أن أفتح عيني مرة أخرى وأرفع رأسي لأواجهه مباشرة :-
_ هل هناك شيء يمكنني القيام به زعيم ؟
نهض من كرسيه خلف المكتب الضخم وبدأ يتحرك نحوي بخطوات بطيئة ولكن ثابتة كل خطوة كان يخطوها كانت تجعلني أدعو في سري ألا يقترب أكثر كنت منهارة تماماً بسبب ذلك المحلول اللعين الذي يسري الآن في جسدي يشعل حرارة لا يمكن السيطرة عليها ويترك آثاره القاسية على أنوثتي كنت أعلم أنه إذا اقترب أكثر قد أفقد ما تبقى من توازني وقف أمامي مباشرة ونظر في عيني بنظرة تخترق روحي قال بصوته العميق والجليدي :-
_ لما أنتي متعرقه ؟ و بماذا جرحوكِ .
لم أرد عليه فوراً كنت أعلم أن الكذب أمام وايت ليس خيار عيناه الثاقبتان قادرتان على كشف أي زيف لكنني أيضاً لم أكن مستعدة للاعتراف بكل شيء نظرت إليه بنظرة مليئة بعدم الاهتمام وكأن الأمر لا يعني لي شيء وقلت بصوت بارد وساخر :-
_ طعنني أحدهم بحقنة عندما حاول الهروب من بين يدي ربما كان المحلول نوع من المخدرات أو السم لا تقلق سأكون بخير لا حاجة لأن تظهر هذه النظرة القلقة علي .
لكن كلماتي لم تكن مقنعة حتى بالنسبة لي وايت ضيق عينيه وكأنه يحاول قراءة ما وراء كلماتي الساخرة ثم قال بصوت هادئ ولكنه يحمل تحذير واضح :-
_ أيف لا تلعبي معي أنتِ تعرفين أنني لا أقبل الأكاذيب إذا كان هناك شيء يحدث لكِ فأنا بحاجة إلى معرفته الآن .
حسناً لقد كذبت بشأن المحلول بالطبع لن أخبره الحقيقة كيف يمكنني أن أعترف بأن هذا السائل اللعين هو منشط جنسي مصمم لإشعال الرغبات؟ لكن وايت لم يكن ليخدع بهذه السهولة كشف كذبتي الغبية في لحظة وكأنه يستطيع قراءة كل فكرة تمر برأسي.
اقترب أكثر حتى لم يبقي بيننا سوى بضع مليمترات اجتاحتني رائحته القوية التي كانت دائماً تثير في داخلي عاصفة من المشاعر المتضاربة الآن ومع هذه القرب الشديد أصبحت رائحته تملأ كياني تماماً مما جعل الحال أسوأ بكثير كان الأمر كما لو أن جسدي يتمرد علي ويستجيب لكل شيء حوله رغماً عني قال وايت بصوت هادئ ولكنه حازم يحمل في طياته تهديد بقول الحقيقة و دون غيرها :-
_ تعلمين أنني أكره الكذب ... أليس كذلك ؟
لم أستطع أن أرفع عيني عن نظراته كانت عيناه تمثلان لغز لا يمكن فك شفرته تشتعلان بنار متوحشة وفي الوقت ذاته تحتفظان ببرود غامض كيف يمكنه الجمع بين هذين التناقضين؟ إنه سر قد لا أعرفه أبدًا وربما لن أجرؤ على سؤاله عنه يوماً .
دون إرادة مني تسللت عيناي إلى شفتيه كنت أعلم أنني لا يجب أن أنظر إليه بهذه الطريقة لكنني لم أستطع مقاومة نفسي في تلك اللحظة وبينما كان قريب مني بهذا الشكل شعرت بغرابة محرمة تجتاحني كنت أستمتع بالنظر إليه حتى وإن كانت تلك النظرات محظورة وغير مسموح بها.
رفعت يده ببطء واستقرت على وجهي كانت يده كبيرة وباردة تلسعني ببرودها ضد حرارة جسدي المشتعلة كالجحيم بدأ بلطف يمسح العرق الذي كان يتصاعد بغزارة من وجنتي ثم لمس وجهي بلطف أكبر وكأنه يحاول قياس مدى سخونته ليقول بصوت بارد كالجليد و غير مهتم :-
_ أنتي تتعرقين و جسدك ساخن .
ثم نزلت يده ببطء دون أن يفصل عينيه عن عيني محافظ على ذلك الرابط البصري الذي كان يربطنا معاً استقرت ظهر يده على أعلى صدري بحذر وكأنه يفحص شيئاً ما همس بصوت أجش أثار داخلي رعشة لم أستطع السيطرة عليها :-
_ كما أن دقات قلبك كتسارعة و أنفاسكي متقطعة .
اقترب أكثر حتى التصق خده بخدي وشعرت بحرارة أنفاسه وهي تلامس أذني اقتربت شفتاه من أذني وهمس بكلماته التي زادت من لهيب جسدي المشتعل :-
_ هل تعلمين أنكِ لا تستطيعين إخفاء هذا؟
أغمضت عيني بإحكام محاولة أن أتمالك نفسي وأسيطر على أنفاسي المتقطعة حلقي أصبح جاف وجسدي رفض الاستجابة لأوامر عقلي بالابتعاد هو يعرف تماماً خطورة الأمر لكن لماذا لا يستمع لي؟ لماذا يخونني جسدي في أبسط الحالات التي يمكن أن أواجهها مع وايت؟ الجحيم يشتعل بداخلي و اللعنة على تلك اللعبة التي يلعبها معي سألني بصوت عميق وهادئ وكأنه يعرف الإجابة بالفعل لكنه يريد سماعها مني :-
_ هل كانت الأبرة عبارة عن منشط جنسي ؟
قال هذا ببطء وكأنه يلقي حقيقة عادية لا تحمل أي وزن توسعت حدقتاي في لحظة شعرت فيها وكأنني فتاة صغيرة أمسكت بالجرم المشهود وهي تسرق قطعة من الحلوى أخذ خطوة إلى الوراء مبتعداً قليلاً ليتسنى له النظر إلى ملامحي التي لم أكن أعلم كيف بدت كنت أعلم أن التوتر يغمر وجهي وأنه من المستحيل إنكار مضمون الحقنة فهو وايت الشخص الأكثر فسوقاً زعيم المافيا الأكثر خبرة ودراية بتلك الأمور كيف يمكن أن يفوته شيء كهذا؟
شعرت بجفاف يغزو شفتي كأنهما أصبحتا جزء من صحراء قاحلة بتوتر واضح مررت لساني على شفتي في محاولة لتلطيف الجفاف الذي استوطنها حاولت أن أبعد نظري عنه لكن عينيه كانتا لا تزالان تلاحقان كل حركة لي بدأت أخرج كلماتي بصوت متقطع بحذر شديد :-
_ لا بأس .... أستطيع الاهتمام بهذا زعيم .
ابتسم ابتسامة ساخرة وكأنه يعرف تماماً أنني أكذب ثم قال بصوت هادئ ولكنه يحمل في طياته سخرية واضحة :-
_كيف ستهتمين بنفسك هل ستستمنين و تداعبين أنوثتك لتخليص نفسك من الجحيم .
تجمدت في مكاني غير قادرة على تصديق ما سمعته هل هو يتحدث بهذه الفاحشة أمامي؟ هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذه الكلمات الصريحة والجريئة منه كيف يمكن أن يفكر أنني سأخلص نفسي هكذا ؟ فكرة كهذه لم تخطر ببال أحد ناهيك عن أن تكون جزء من تفكيري امتزج التوتر بالدهشة على ملامحي ووجدت نفسي أحدق في عينيه بذهول شديد قلت بصوت مرتبك محاولة إخفاء دهشتي :-
_ بالطبع لا ... س... سأستحم بالماء البارد وحسب .
لما أبرر له ما سأفعله ما الذي يريد الوصول أليه بحق خالق الجحيم لما قلت له هذا لما ... لما يا أيف يا غبية أبتسم شبح أبتسامة بسخرية :-
_ وهل تعتقدين أن الماء البارد سيفي بالغرض صغيرتي ؟ أنتِ تعلمين أن الأمر أكبر من ذلك .
كلمة "صغيرتي"... تلك الكلمة التي كانت دائماً تدمر داخلي بنعومة مسمومة نبرته حين ينطقها كانت تخترقني كشفرة حادة تدخل إلى قلبي المحطم دون إذن فتحت شفتي لأعترض لكنه وضع سبابته على شفتاي بهدوء وحزم وكأنه يمنع حتى فكرة مقاومتي من النطق ثم أحاط يديه حول خصري بقوة وجذبني نحوه حتى أصبح جسدي ملتصقاً بجسده .
الدهشة والصدمة سيطرتا علي تماماً لم أستطع التفكير أو الكلام لساني علق في مكانه لا يستطيع أن يتفوه بأي كلمة كنت مثل تمثال عاجزة عن الحراك أنظر إليه بعينين متسعتين كالحمقاء غير قادرة على استيعاب ما يحدث قال بنبرة تحمل الخبث والثقة وكأنه يعرف تماماً أنه لن يترك لي أي مجال للرفض :-
_ دعيني أخلصك صغيرتي .
حاولت الاعتراض مرة أخرى لكنه لم يمنحني الفرصة قبل أن أنطق بكلمة واحدة أطبق شفتيه على شفتي بقوة وكأنه يسرق مني أنفاسي كانت هذه قبلتي الأولى... حقاً كانت الأولى فقدت عذرية شفتي في تلك اللحظة ومن قبل الشخص الذي يحتل كل ركن في قلبي الشخص الذي يجعل جسدي يرتجف برغم إرادتي والذي يجعل كياني يغرق في الجحيم بينما هو يبتسم وكأنه يشاهدني أحترق.
نظراته كانت دائماً باردة ومظلمة كسواد الليل لكنها الآن كانت تحمل شيء آخر رغبة متوحشة وسيطرة كاملة كان يستهلك عذرية شفتي كما لو أنها كانت ضرورة ملحة وكأن حياته تعتمد على هذه القبلة كنت لا أزال غارقة في الصدمة غير قادرة على التفكير أو المقاومة كيف يمكنني مقاومة وايت؟ إنه الشخص الوحيد الذي يجعلني أشعر بأنني على حافة الجنون وأنني سأفقد عقلي إذا لم ألمسه أو أشعر بلمساته.
بينما كانت القبلة تطول وتزداد عمقاً شعرت بأنني أفقد السيطرة تماماً حرارة جسده كانت تلتهمني وكل لمسة من يديه كانت تزيد من اللهيب المشتعل بداخلي لم أعد أستطيع التفريق بين الألم والرغبة كل شيء كان يمتزج في عاصفة لا يمكن إيقافها.
أصبح يتمادى في تبادل القبلة متسللاً بأصابعه الكبيرة خلف رأسي وبين خصلات شعري ممسكاً بي بإحكام لدرجة أنني لم أعد قادرة على المقاومة كانت قبلته فاحشة بكل معنى الكلمة لكنها أيضاً تحمل قوة لا يمكن إنكارها بدأ يمتص شفتي السفلى ببطء محاطاً إياها بتراتيل شفتيه وكأنه يقدسها ثم انتقل إلى شفتي العليا ليمنحها نفس القدر من العناية والدنس في آنٍ واحد كانت لمسته تلوثني وتقدسني في الوقت ذاته وكأنه يرسم حدودي ويغيرها وفقاً لإرادته.
بدأت التأوهات تنطلق من بين شفتي دون إرادة مني نتيجة عمق تقبيله الذي كان يسحبني إلى عالم آخر شعرت للحظة بأنني بحاجة إلى الهواء كنت أختنق تحت ثقل هذه اللحظة ضربت على صدره بضعف محاولة دفعه بعيداً لكنه ابتعد فقط قليلاً مجبراً إياي على شهق الهواء بصعوبة كانت عيناي ذابلتين مشوشتين بسبب عذوبة تلك القبلة الأولى التي جاءتني من الشخص الذي يحتل كل ركن في قلبي.
لكن سرعان ما عاد ليأسر شفتي مرة أخرى وهذه المرة كان أكثر جرأة أدخل لسانه إلى داخل فمي مداعب لساني بلطف ولكنه بثقة وكأنه يرسم خطوات رقصة على أرض قاعة فمي كانت حركاته مدروسة وكل لمسة منه تحمل رسالة واضحة "أنتِ لي الآن." نزلت يداه ببطء على فخذي ورفعني بقوة ليحيط فخذي حول خصره مما جعلني أشعر بمدى سيطرته الكاملة علي .
حاولت مقاومته أو على الأقل إبعاده لا أريد الانجراف في هذه العلاقة الآثمة كيف يمكنني أن أسمح بذلك؟ هو بالنسبة للعالم، وللجميع يعتبر والدي بالتبني كيف يمكنني أن أخوض هذا الطريق الخطير؟ ولكن في اللحظة التي بدأت فيها التفكير في الانسحاب زمجر وايت بحدة وكأنه يرفض تماماً فكرة أن أبتعد عنه ثم رميني بقوة على الأريكة التي كانت في مكتبه وكأنه يذكرني بأنه لن يتركني أفلت من بين يديه.
لم يفصل القبلة رغم ذلك استمر بلسانه في التجوال داخل فمي متملكاً إياه كما لو كان يضع علامة عليه بعد لحظات ابتعد قليلاً لينظر إلي بعينين مظلمتين كسواد الليل بينما كنت أتنفس بصعوبة محاولة استعادة أنفاسي كنت ثملة من تأثير تقبيله رغم أن عقلي كان يصرخ داخلياً بأن هذا الأمر غير صحيح وخاطئ لكن جسدي وقلبي لأسباب لا أفهمها لم يكونا يستمعان لي همس وايت بصوت أجش مشبع بالشهوة والغضب الممزوجين معاً :-
_ تباً كم كنت أشتهي هذه الشفتين اللعنة أنتِ تفقدينني آخر قطرة من صوابي يا قطتي .
نظر في عيني بعمق وكأنه يقرأ كل فكرة تمر برأسي ثم قال بنبرة تدمرني :-
_ انظري إلى عينيكِ... إنهما تتوسلان لكي لا أتوقف عن تقبيلكِ إنهما يتوسلانني لأخلصكِ من هذا العذاب .
حاولت أن أنطق بكلمة أي كلمة لكن صوتي خرج مختنق ومتردد :-
_ زعي....زعيم.
لم يرد علي مباشرة بدلاً من ذلك لعن نفسه بصوت خافت ولكنه حاد :-
_ اللعنة عليه ...
أصبح يلعن نفسه ثم دفن وجهه في رقبتي يستنشق عطري كما لو كان غريق يحتاج إلى الهواء للبقاء على قيد الحياة شعرت بأنفاسه الدافئة وهي تلامس بشرتي الحساسة مما جعلني أرتجف دون إرادة مني كانت يداه تتسللان ببطء نحو قميصي وبنفس الحركة السريعة التي لم أستطع التنبؤ بها قام بخلعه عن جسدي ليتبعه بعد ثوانٍ قليلة بحمالة صدري أصبح الجزء العلوي من جسدي مكشوف أمامه تماماً .
في تلك اللحظة شعرت بالعار يتسلل إلى روحي حاولت أن أخفي نفسي بيدي وأنا أتوسل إليه بصمت أن يتوقف أن لا ينظر إلي بهذه الطريقة لكنه لم يأبه لتوسلاتي لم يكن يراني حتى كل ما كان يراه هو جسدي وكأنه أصبح مجرد وعاء لرغباته المشتعلة و كيف سيتلو بشياطينه لتدنيس جسدي بلعنات الشياطين أمسك بيدي ليضعهما فوق رأسي لينظر ألي بكل حدة :-
_ لا تخبأي جسدك اللعين عني مرة أخرى و ألا لن أرحمكي مفهووم ؟
ضغط بأسنانه على الكلمات الأخيرة التي نطقها وكأنها وعد لا رجعة فيه اهتززت برأس إيجابي غير قادرة على النطق أو حتى التفكير بوضوح لم أكن أعلم حقاً ما الذي يقوله وما الذي يفعله بي عقلي أصبح صفحة فارغة لا تستوعب سوى الإحساس المشتعل الذي يسيطر على جسدي كل تصرفاته وكل لمسة منه كانت تزيد من حالة الانتشاء التي غمرتني وكأنني أسقط في هاوية لا قاع لها.
الحكة التي شعرت بها في أعماقي كانت تكاد تقتلني كنت أرغب بشدة في أن تختفي أن تطفأ هذا اللهيب الذي يشتعل بداخلي شعرت وكأن قلبي على وشك التوقف عن النبض وأن كل شيء أمامي أصبح مشوش وغير واضح لم أستطع التحكم بنفسي بعد الآن كنت مثل سفينة ضائعة في عاصفة لا يمكن السيطرة عليها.
وايت كان يهددني وأنا أعلم تماماً أنه ليس مجرد كلام وايت ليس شخصاً يطلق كلمات في الهواء دون أن ينوي تنفيذها إذا قال إنه لن يرحمني فهو يعني ذلك حرفياً شعرت بالخوف يختلط بالرغبة وكأنهما وجهان لعملة واحدة كنت أعلم أنه سيأخذ ما يريد بغض النظر عن مقاومتي أو توسلاتي :-
_ فتاة مطيعة ... و الآن أياكِ و المقاومة و دعيني أقوم بعملي بتخليصك و ألا بقيتي تتخبطين دون فائدة .
عاد برأسه نحو رقبتي ملامساً بشرتي بشفتيه اللتين كانتا تتحركان ببطء وهدوء أنفاسه الحارقة ارتطمت بجسدي وكأنها تذيب كل قطرة من التعقل المتبقي في عقلي جسدي أصبح مشتعلاً أكثر فأكثر وكأن النار تلتهمني من الداخل كنت أريده أردت أن يطفئ هذا اللهيب المشتعل الذي كان على وشك أن يحرقني بالكامل لم أكن أريد أن أصبح رماد
بدأ يتسلل بفمه ببطء حتى استقر عند صدري قبضت على يدي بإحكام حتى غرزت أظافري في راحتي كمحاولة يائسة للتماسك لكن أنفاسي كانت متشابكة وكأنني لا أستطيع التنفس مع كل مرة كان يقترب فيها من جسدي كان يسحب أنفاسي بعيد وكأن الهواء نفسه أصبح نادر بالنسبة لي شفته كانت تسير على بشرتي بثقة وراحة وكأنه يعرف تماماً كيف يجعلني أفقد السيطرة.
تحته كنت أشعر بأن جسدي يرتجف خوف وفضول لما هو قادم شغفي كان ينمو مع كل لمسة منه وكأنني أسقط في هاوية لا قاع لها سحبت يدي بيد واحدة محاولة الإمساك بشيء ما أي شيء ليحرر يده الأخرى التي بدأت تتسلل نحو نهدي أمسك به بقوة واضعاً إبهامه والإصبع الأوسط حوله ثم عصره بقوة تأوهت بألم كان العصر مؤلم بعض الشيء لكنه في الوقت ذاته كان مليء بشحنات من الإحساس المتزايد عضضت على شفتي بقوة محاولة كتمان تأوهاتي لكن صوت خرج مني دون إرادة وكأن الألم واللذة كانا يتصارعان داخل جسدي.
ثم أخذ حلمتي بين أصابعه وقبض عليها بقوة قبل أن يقرصها بعنف حاولت أن أكتم تأوهاتي هذه المرة أيضاً لكنها خرجت مني دون إرادة وكأن جسدي كان يخونني تماماً أمامه لينظر لي بعينان حادتين :-
_ لا تمنعي تأوهاتك أريدك أن يملئ المكان بصراخك .
سحب حلمتي بذات القوة التي جعلتني أشعر وكأنها ستتمزق في أي لحظة عقدت حاجبي من الألم لكنني لم أستطع كبح التأوهات التي بدأت تتسرب من شفتي دون إرادة كان يعود مراراً إلى فركها بأصابعه واضع ضغط متزايد عليها حتى شعرت بتصلبها بين يديه كان يتحكم في حلمتاي وكأنهما لعبة بين يديه يستكشفهما بمتعة لا تخفى على عينيه نظراته كانت تحمل نظرة الانتصار وكأنه اكتشف تحفة مدفونة في أعماق الزمن.
اللعنة... اللعنة .... كيف يمكنني أن أنكر أنني أشعر بالمتعة؟ كل شيء بدا وكأنه يسير خارج نطاق السيطرة أنزل رأسه ببطء وأخذ أحد حلمتي في فمه مبللاً إياها بلعابه الذي زاد من رطوبة المنطقة كانت رطوبة فمه تجعل جسدي يقشعر وكأن كل خلية فيه تستجيب له دون إذن مني أغمضت عيني بشدة محاولة استعادة بعض التركيز لكنني سرعان ما دفعته برفق إلى الخلف غير قادرة على تحمل المزيد جسدي أصبح حساس للغاية بسبب تأثير الدواء وكل لمسة منه كانت تزيد من اللهيب المشتعل بداخلي.
تباً... تباً لي... تباً لكل شيء كل شيء كان يسير على غير العادة لم أعد أعرف من أنا أو ماذا أفعل؟ كنت أسقط في هاوية لا قاع لها حيث لا يوجد سوى أنا وهو... ولا شيء آخر.
بدأ يعبث بحلمتي بلسانه يلعقها بشراهة وكأنها وجبة شهية يتلذذ بها أخذها بين أسنانه ببطء وبدأ يقضمها بلطف لكن بثقة بينما كانت تأوهات المتعة اللعينة تتسرب من بين شفتيه ومع ذلك كانت تأوهاتي أعلى وأعمق وكأنها تعبر عن كل الإحساس المشتعل الذي يسيطر علي لم يكتف بذلك انتقل إلى الحلمة الأخرى لتمنحها نفس المعاملة القضم اللمس بلسانه الخبير وكأنه يعرف تماماً كيف يجعلني أفقد السيطرة كانت تأوهاته الرجولية عندما يمتص حلمتاي يجعلني أجن أنه يدفعني نحو الجحيم .
بالطبع كان خبير في ما يفعله كيف لا يكون كذلك وهو الذي يضاجع الفتيات يومياً ؟ اللعنة على فمه الذي يزيد الأمر سوء وعلى لسانه الذي يلعب بدقة وكأنه يرسم حدودي بيديه ولسانه معاً كل لمسة منه كانت تزيد من انقباضات أنوثتي التي بدأت تصرخ صامتة وكأنها تطلب التحرر .
شعرت بأن هناك بللاً كبير تجتمع في أنوثتي و كأن كل امتصاص منه لحلمتاي التي أصبحتا حساستين للغاية يزيد من رغبي أخذت أجمع قدماي ببعضهما و أنا أبحث عن أي احتكاك لأنوثتي .
كأن شلالًا من الرغبة قد انهمر دون إرادتي حاولت أن أطبق ساقي بإحكام محاولة كبح هذا الشعور المتزايد لكنه كان أسرع مني تسللت يداه نحو بنطالي وبدأت بأصابعه الماهرة تفتح زره ببطء ثم سحب البنطال مع الملابس الداخلية دفعة واحدة وكأنه لا يعطي أي فرصة للمقاومة.
رفعت رأسي قليلاً محاولة أن أقول شيء أو حتى أن أوقفه لكن كلماتي غابت تماماً لم أستطع النطق ولم أستطع حتى التفكير كل ما كنت أشعر به هو أنني أسقط في هاوية عميقة حيث لا يوجد سوى أنا وهو... ولا شيء آخر :-
_ ل... لا ... أرجوك ...
ابتلعت ريقي بصعوبة محاولة أن أجد الكلمات لتهدئته وتهدئة نفسي في الوقت ذاته لكنه لم يمنحني الفرصة شد يديه على معصمي بقوة ثم رمى ببنطالي على الأرض بحركة عابرة وغير مبالية وكأنه لا يرى قيمة لأي شيء سوى تحقيق رغباته
في تلك اللحظة شعرت بالعار يتسلل إلى روحي حاولت أن أطبق ساقي بإحكام محاولة إخفاء نفسي منه ومن نظراته التي بدأت تتسلل نحو أنوثتي المكشوفة أمامه كنت أعلم أنه ينظر إلي الآن بطريقة مختلفة وكأنه يكتشف شيء جديد يثير اهتمامه أكثر فأكثر.
لكن وايت لم يكن ليسمح لي بالاختباء أصدر أمر حاد بنبرة لا تقبل الجدل و فتح ساقاي منعني من مواصلة أخفاء نفسي عنه :-
_ أبعدي لعنتاكِ عن بعض أيف و ألا رأيتي ما لا يعجبك أحذرك .
همست بصوت ضعيف ومكسور وكأنني أتوسل إليه أن يتوقف عن هذا التعذيب النفسي والجسدي :-
_ أرجوك ..يك...في .
لكن وايت لم يمنحني أي فرصة للتراجع أصدر صوت حاد بشفتيه وكأنه يسكت طفل صغير :-
_ أششش نفذي ما أقوله أيف لا أحب أعادة كلامي مرتين .
كانت عيناه تصران على تنفيذ تهديده و يده تشد من قبضتها شعرت أن يداي ستتحطمان بين يديه .
لم يكن لدي سوى خيار واحد أن أتقبل ما سيقوم به سواء برضائي أو بدونه كنت أعلم أنه سيفعل ما يريده مهما كانت محاولاتي للمقاومة حاولت أن أرجوه أن أتوسل إليه بعيني اللتين بدأت الدموع تتجمع فيهما لكن نظراته كانت مصرة وحازمة وكأنها تقول لي دون كلمات "لن أتوقف" لم يكن هناك أي مكان للرحمة أو التردد في عينيه كان واضح أنه لا يهتم بما قد أعانيه.
ببطء شديد وبكل ثقل العالم الذي بدا وكأنه يضغط على صدري بدأت يداه تبعد بين ساقي وأنا أغمض عيني بإحكام من الخجل والإحراج الذي غمرني بالكامل شعرت بأن داخلي ينقبض أكثر فأكثر وكأن كل جزء مني يصرخ برفض هذا الوضع لكنني كنت عاجزة عن فعل أي شيء كل ما استطعت سماعه كان لعناته المتقطعة وكلماته غير المفهومة التي تناثرت في الهواء الضوضاء التي كانت تعصف في رأسي جعلت أذني غير قادرتين على تمييز ما يقوله وكأن العالم بأكمله أصبح ضبابي وغير واضح.
ترك يدي أخيراً لكنني شعرت بأن قبضته كانت قد تركت أثر دائماً عليهما كان الألم الجسدي أقل بكثير من الألم النفسي الذي كنت أشعر به شعرت بأنني فقدت السيطرة تماماً وأنني لم أعد أملك شيء لنفسي :-
_ أياكِ أن تفعلي شيء تندمين عليه أحذرك أيف .
كانت تحذيراته مكثفة وحادة وكأنه يعلم تماماً أنني أفكر في الهرب من بين يديه لكن كيف يمكنني الهروب؟ هو زعيم الشياطين ولا يوجد مهرب من قبضته الحديدية لمس أنوثتي بيديه وكانت يداه باردتين عكس لهيب جسدي المشتعل. لعنت في نفسي بينما كنت أتنفس بصعوبة وقلبي ينبض بجنون وعقلي لا يستطيع استيعاب ما يحدث لي.
بدأ يحرك يديه على أنوثتي ببطء، صعوداً وهبوطاً وكأنه يستكشف كل شبر منها بمتعة لا تخفى ثم قال بصوت أجش مليء بالشهوة :-
_ اللعنة ... اللعنة أيف أنتي مبللة للغاية و هذا يروقني ...
وضع وجهه على صدري ليمتص حلمتي مجدداً بقوة أكبر من التي قبلها و أبعد فمه ليخرج صوت امتصاصه لهما و هو يقول بخدر :-
_ أجل صغيرتي أسمعيني سنفونية تأوهاتك من أجلي أجل هيا صغيرتي لا تبخلي علي بصوتك .
بدأ يحرك يديه بسرعة مما جعل جسدي يرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه انتابني شعور لم أختبره من قبل في حياتي شعور مزيج من اللذة والمتعة مع مشاعر متداخلة ومعقدة لا أستطيع وصفها أو حتى فهمها تماماً لكن يمكنني أن أصفها بكلمة واحدة هذا هو النعيم والجحيم في آنٍ واحد.
وضعت يدي على قميصه وأمسكت به بقوة وكأنه الشيء الوحيد الذي يمكنني التشبث به في تلك اللحظة العاتية كنت في قمة نشوتي الجنسية غارقة في إحساس لم أشعر به من قبل اللعنة... تلك الأصابع تعرف تماماً ما تفعله وتدرك كيف توصلني إلى ذروة الإحساس الرائع والجميل كل لمسة كانت كافية لإشعال المزيد من الحرائق داخل جسدي المشتعل بالفعل :-
_ آآههه... هممم...
بدأت التأوهات تنطلق من بين شفتي دون إرادة وكأن صوتي لم يعد تحت سيطرتي حاولت أن أتماسك أن أقاوم هذا الإحساس الساحق لكنني كنت عاجزة تماماً وايت كان يعرف كيف يجعلني أفقد السيطرة وكيف يبقيني معلقة بين اللذة والألم :-
_ جيد أيف...
همس بصوت أجش ومليء بالشهوة وكأنه يستمتع بكل لحظة من هذه السيطرة المطلقة علي :-
_ لا تتوقفي الآن... دعيني أسمعكِ .
كلماته كانت كالنار التي تزيد من لهيب الإحساس الذي يسيطر علي شعرت بأنني أسقط في هاوية عميقة حيث لا يوجد سوى أنا وهو... ولا شيء آخر كل شيء حولي أصبح ضبابياً وغير واضح وكل ما كنت أشعر به هو لمساته على أنوثتي تفرق بين شفتا أنوثتي ليدس أصبعه الأوسط بينهما و يمتلء بالبلل من سائلي وصوته الذي يتردد في أذني مثل نغمة لا يمكن الهروب منها :-
_ آآههه همممم ... أنتظر ... لا ..هممممماااههه
أمسك بيده صدري و قرص حلمتي بأصابعه بقوة و أدخل أصبعه الأوسط في فتحة أنوثتي كان مؤلم قليلاً لكن المتعة التي أشعر بها طغت على كل ألم شعرت به فقدت عقلي فقدت تحكمي بجسدي أريد أن يخلصني من محنتي هذه :-
_ أنتي حساسة كالجحيم و شهية كالفاكهة المحرمة أيف ... هيا صغيرتي تأوهي بأسمي اللعنة أنا أجن أنتي كالشيطان الذي يحتل عقلي الآن ...
_ آآآآآهههه أنا أن... ا .
أقترب من أذناي ليمتصها لأشعر بالمتعة التي أكاد أدفع نصف عمري للشعور بها مجداً و مجداً و كثيراً و أبداً اللعنة على عهري هذا اللعنة على شياطين عقلي التي تتحكم بي أن مواصلته أدخال أصابعه بين طياتي يجعلني أموت من المتعة التي يقدمها لي .... همس بصوته الأجش :-
_ أسمحي لي بتدنيس طهرك صغرتي أعلم أنكي تريديني أن أفعله هذا ... دعيني أثمك الصغير .
أخفيت وجهي في رقبته و أنا أحبس تأوهاتي التي تزايدت و التي بدأت تدفن في رقبته و هو يضاجعني بأصابعه في فتحة أنوثتي كان صوت المضاجعة يملئ صداه أذناي كان صوت فاحش و لكنه كمعزوفة جنسية ممتعة وسعت ساقاي أكثر لأني شعرت بالضعف و شعرت بشيء يزداد سخونة و كشاعر متضاربة و أنا أمسك بأحكام به أريد الصراخ بأسمه لكني لم أفعل كانت أنفاسه بطيئة مثلي ليضيف الى فتحتي أصبعه البنصر أنبت أسناني في رقبته ليزأر بضجيج تألمت عند أضافته لأصبعه الأخر كانت أصابعه طويلة نوعاً ما و غليضة :-
_ لا ..... أههههه لا.... وايت اللعنة أنا أموت ....
ثم قال بصوت أجش ومثير وكأنه يستمتع بكل لحظة من معاناتي :-
_ ضيقة كالجحيم ... يعجبني عندما تنقبض جدران مهبلك على أصابعي ... اللعنة على أنوثتي التي تدمرني .
شعرت بأنني أفقد السيطرة تماماً وأن هذا العذاب اللذيذ قد أصبح أكثر مما أستطيع تحمله كنت أريد أن ينتهي أن أصل إلى النهاية بسرعة لكنه كان يزيد من وتيرة حركاته بأصابعه و مضاجعتي بها وكأنه يستمتع برؤيتي وأنا أتوسل له لم أستطع التحمل أكثر وبدأت أصرخ باسمه :-
_ أأأر....أرجوك .... وايت أرجوك .
نظر الى عيناي بشهوة و لا تخلو من الخبث أيضاً و كأنني حققت مراده الذي كان ينتضره :-
_ ما الذي تريديه صغيرتي همم أخبريني ؟
لم أتفوه بأي كلمة أريد الأنتهاء العذاب ينهش جسدي لكنه أبطأ من حركته عندما علم أنني سأبلغ مبتغاي كنت أريد البكاء حقاً هو يعذبني بطريقة لا تروقني بطريقة لا تستهويني و أبهامه يدور بشكل دوائر على بظري يجعلني أفقد عقلي و أرغب بالبكاء الشديد على هذا التعذيب الجسدي كانت الدموع قد أطلقت سراحها على وجنتاي لأقول بأنفعال على ما يفعله بي و بجسدي همست بصوت مختنق غير قادرة على التحمل أكثر :-
_ اللعنة لما أبطأت ؟
ابتسم ابتسامة خفيفة مليئة بالغرور وكأنه يستمتع برؤيتي وأنا أفقد السيطرة رد بصوت أجش ومليء بالتحدي :-
_ لا تلعني ... كما أنك لا تقولين ما تريدينه كيف لي أن أعلم ما هو مبتغاكي أيف هيا قولي تلفضي بالأقوال الأثمة التي لا يعلمها حتى الشياطين أعطي الدروس لها بحضورها صغيرتي ليتعلمو منا ..
كان الحريق بداخلي يشتد على أنوثتي و هو يداعبني ببطئ يريد معاقبتي أطلقت العنان لنفسي و لم أفكر في أي شيء فقط أريد أن أتخلص مما أنا عليه :-
_ أرجوووك
قبل عنقي ببطء وهو يهمس لي :-
_ أرجوك ماذا ؟
قلت باستسلام و أنا أحاول أن أخلص نفسي بأي طريقة :-
_ وايت خلصني أنا أحترق ... أرجووك
أبتسم لي بأنصار ليعود و يضاجعني بأصابعه أعنف من ذي قبل صوتي بدأ بالأرتفاع كنت أتخبط أسفله و انا أريد أراحة نفسي الألم و الخيبة التي شعرت بها كانت تألمني على الرغم من أنني أعلم أنه لا يكن لي أي مشاعر أنا أتوسله الآن لتخليصي من لعنة أنوثتي أطبق فمه الرطب على حلمتي و أخذ يمتصها بينما يحني أصابعه على شكل حرف L و يزيد من وتيرة مضاجعته لأنوثتي شعرت بقلبي سيتوقف و هو يدق على نقطة حساسة من الداخل :-
_ أجل آآآآههه أنا أنا ... أنا سآتي .
_ هيا قطتي فالتقضفي على أصابعي أجعليني أحضى بسائلك على يدي .
ثنيت ظهري للأعلى ورفعت رأسي ببطء بينما بدأ جسدي يرتجف بقوة وكأن تيار كهربائي يجوب كل أجزاء كياني مقطعاً عني أنفاسي للحظات شعرت وكأنني أحلق في السماء بعيد عن الواقع وعن الأرض التي كنت أقف عليها قبل لحظات سائلي الدافئ بدأ يتدفق على أصابع وايت و كان لزج للغاية وكأنه دليل على ذروة اللحظة التي مررت بها ثم شعرت بالتعب يتسلل إلى جسدي... تعب عميق ومنهك.
أبعد أصابعه عن أنوثتي التي لا تزال ترتجف بفعل الرعشة التي اجتاحتني للتو نظرت إليه فرأيت الملامح المظلمة لا تزال تسيطر على عينيه وشبح ابتسامة خفيفة كان مرسوم على ثغره ببطء قرب أصابعه التي كانت تضاجعني قبل قليل نحو أنفه كنت أراقبه وأنا أشعر بوخز الخجل يحرق وجنتي غير قادرة على إبعاد عيني عنه أغمض عينيه ببطء وهو يأخذ شهيق عميق كأنه يستنشق رائحة النشوة التي تركتها عليه ثم أخرج لسانه ليمرره ببطء على أصابعه بمتعة واضحة وكأنه يتذوق شيء ثمين :-
_ اللعنة لما طعمها جميل لهذه الدرجة لقد كنت أعتقد أنها مالحة قليلاً لكن كانت العكس ربما سأكون مدمن على عسل أنوثتك .
كلماته المفعمة بالجرأة والشهوة جعلتني أشعر بمزيج من الخجل والإحراج يغمرني لم أكن أعلم كيف أتصرف أو ما الذي يجب علي فعله في هذا الموقف المهين حاولت أن أستجمع شتات نفسي وأبعد عيني عن نظرته المليئة بالغرور نهض من فوق جسدي مما جعلني أسرع لأسحب نفسي وأحاول إخفاء تفاصيل جسدي الحميمية بيدي رغم أنني قد تخلصت من ذروة العذاب إلا أن جسدي لا يزال يرتجف وأصبح أكثر حساسية مما كان عليه.
تقدم نحو مكتبه بخطوات واثقة وأخذ بعض المحارم ليمسح بها ما كان عالق على أصابعه من رطوبة ثم عاد بنظره نحوي، وكأنه يستمتع برؤيتي وأنا أصارع مشاعري المختلطة. قال بصوت هادئ ولكنه حازم :-
_ أرتدي ملابسكِ سأنتظرك في السيارة لا أريد تأخير .
عاد وايت إلى بروده القاتل وحدته المعتادة في الكلام وإصدار الأوامر لم أستطع أن ألقي نظرة على عينيه فخفضت بصري نحو الأرض وهززت رأسي بإيجابية حنجرتي كانت جافة الكلمات عالقة فيها لا تخرج ولم أرد أن يسمع نبرتي المرتجفة يكفي أنه كان يشاهد جسدي الذي لا يزال يرتجف أمامه لم يأخذ وقت طويل ليخرج من المكتب مغلقاً الباب خلفه ببطء.
تنهدت بألم شديد شعرت بالذل يتسلل إلى أعماقي كيف سمحت لنفسي بأن أسمح له بلمس جسدي؟ لكن بأي حق يمكنني أن أمنعه؟ لقد أبرمت صفقة معه منذ سنوات طويلة صفقة تخليت فيها عن روحي وجسدي وكل ما أملكه له وحده أصبحت كالدمية سلمته خيوط توجيهي سلمته كل شيء أصبحت حيوانه الأليف وشيطانه القاتل ومجرمته التي تنفذ أوامره دون تردد سواء كان الضحية يستحق الموت أم لا.
نزلت الدموع بحرقة على وجنتي محترقة كما لو كانت النار تأكلهما مسحتها بغضب على حالتي وما وصلت إليه أصبحت بلا كرامة ولا شخصية. كل هذا فقدته مع وايت، وهو يدوس مشاعري تحت قدميه دون أن يرف له جفن واحد. ابتلعت غصة القهر والخيبة وحاولت أن أنهض بقدمين مرتجفتين لأرتدي ملابسي بعد أن أخذت بعض المحارم لتنظيف وساختي وآثامي كرهت نفسي أكثر مما كنت أكرهها من قبل لعنت نفسي بصمت ثم خرجت من المكتب بعد أن رتبت مظهري لأتأكد من أن أحد لن يشك في أي شيء.
وصلت إلى خارج المقر فاجتاحتني رياح باردة مما جعل جسدي يتقلص من برودة الجو التفت نحو السيارة السوداء المظللة وسحبت نفسي إلى داخلها فتحت الباب المجاور للسائق حيث كان وايت يجلس بهدوء جلست بصمت وربطت حزام الأمان دون أن أنطق بكلمة واحدة. لم أنظر إليه لم أستطع مواجهته إطلاقاً كيف يمكنني أن أضع عيني في عينيه؟ كيف يمكنني أن أتحمل النظر إلى الشخص الذي كنت أتوسل اسمه قبل دقائق راجية منه تخليصي من العذاب؟
صمته الطويل وعدم قوله أي كلمة طوال الطريق كان يزعجني بعمق لم يكن يقول شيء وكأنه لم يفعل شيء على الإطلاق هذا الشعور كان يمزقني من الداخل ويضغط على قلبي بألم لا يمكن وصفه لقد فعل ما أراده بجسدي ثم غرق في صمته المعتاد وكأن الأمر عادي بالنسبة له وكأنه لم يرتكب أي ذنب أو يتجاوز أي حدود لماذا لم يبرر تصرفاته؟ لماذا لم يشرح لي سبب رغبته في تخليصي بتلك الطريقة؟ ولماذا اقترب من جسدي بهذه الوحشية بعد سنوات طويلة من الابتعاد عني؟
طوال تلك السنوات كان دائماً بعيداً لا يمنحني سوى الكراهية والاشمئزاز لم أفهم يوم سبب هذا الكره الذي يحمله نحوي ولم أكن أملك الجرأة حتى للتخمين لا يمكنني قراءة أفكاره أو معرفة ما يخطط له كل ما كنت أعرفه هو أنه يفضل الصمت وأنه الآن يركز فقط على الطريق أمامه كأنني غير موجودة.
أخرج من جيبه علبة السجائر فتحها بيده المهتاجة واقترب بها من شفتيه أمسك واحدة بأسنانه وأشعلها بحركة آلية اللعنة...
لماذا تذكرت الآن لحظة سحبه لحلمة صدري؟ لماذا اختار عقلي أن يسترجع هذه اللحظة بالذات؟ شعرت بوخز الألم والإحراج يتسللان إلى داخلي حاولت أن أبعد بصري عنه أنظر عبر النافذة الجانبية بينما كنت أقضم شفتي بارتباك محاولة إخفاء الفوضى التي كانت تعصف بي ثم جاءني صوته هادئاً لكنه حاد:
_ لا تقظميها .
نظرت إليه بعدم فهم محاولة استيعاب ما قاله عقدت حاجبي معاً في تعبير عن الحيرة وسألته بصوت خافت :-
_ ماذا ؟
لم يكلف نفسه حتى بالنظر إلي برودة عينيه وتعبيراته كانت كافية لإعطائي تلميحاً بأنه لا يهتم ولا حتى بمثقال ذرة ظننت أنه لن يتحدث أكثر لكنني كنت مخطئة أجاب بكلمات قليلة وبعيدة عن المشاعر :-
_ شفتيكي .
فهمت على الفور ما كان يعنيه أعدت بصري نحو الطريق شاعرة بالإرهاق يتسلل إلى كل جزء من جسدي كنت منهكة للغاية وكل ما أردته هو العودة إلى المنزل بأسرع وقت ممكن لأحصل على قسط من الراحة لم يمضي الكثير من الوقت حتى وجدت نفسي أمام البوابة الرئيسية للمنزل خرجت من السيارة، و وايت أيضاً ليسمح للحارس بأخذ السيارة إلى الكراج الخاص بها.
دخلنا إلى البيت الذي كان غارق في الصمت الجميع في العمل ومن الواضح أن عمتي قد أخذت بيلا إلى مكان ما استقلينا المصعد بكل هدوء دون أن نطقت أي كلمة عندما نظرت إلينا في المرآة الداخلية للمصعد بدا الأمر وكأنني أرنب صغير واقف بجانب أسد ضخم وايت أكبر مني حجماً وقوة قادر على سحقي دون أن يبذل أي جهد مررت لساني على شفتي ببطء في محاولة لتلطيفهما بينما كنت أنتظر بصمت وصول المصعد إلى طابق غرفتي بدا واضح أن وايت سيكمل عمله من مكتبه بمجرد فتح بوابة المصعد لكن فور فتح باب المصعد وبينما كنت أخرج منه استوقفني صوته العميق والحاد :-
_ أذهبي و أستحمي رائحتك مزعجة أيف و تعالي لغرفتي لتظميد جرحك .
أقسم أنه مصاب بانفصام الشخصية أليس كذلك؟ قبل أقل من ساعة كان يدفن وجهه في رقبتي يستنشق عطري وكأنه غريق يبحث عن الهواء وكأنني مركز الكون بالنسبة له والآن ... الآن لا يبدو أن رائحتي تعجبه بعدما تحولت كلماته إلى سكاكين حادة تخترقني واحدة تلو الأخرى قسوته كانت مدروسة وكأنه يستمتع بتحطيمي وإذلالي وكأنه يعيش فقط لرؤية كيف يمكنه سحقي تحت قدميه ابتلعت غصة كانت عالقة في حنجرتي وقلت بهمي :-
_ حاضر .
لم ينتظرني ليغادر بخطواته الطويلة والواثقة سبقني ودخل إلى غرفته تارك خلفه صمت ثقيل يملأ المكان نظرت إلى الممر الذي اختفى فيه قبل ثوانٍ قليلة وشعرت وكأن الألم الذي أحمله بداخلي يزداد حدة مع كل لحظة تمر لا يمكنني وصف هذا الشعور لأحد إنه عبء ثقيل لا يمكن مشاركته أو حتى التعبير عنه بالكلمات كل ما أريده الآن هو أن أنزع قلبي من مكانه أن أتخلص من هذا الألم الذي يمزقني من الداخل فقط هذا... أن لا أتألم بعد الآن ليتني لا أتألم ألم القلب أكثر إيلام من أي جرح جسدي فهو لا ينزف دماً بل ينزف روحي.
دخلت غرفتي متوجهة الى الحمام خلعت جميع ملابسي لأرميها بأهمال في سلة الغسيل لأفتح المياه الباردة على جسدي لعلها تطفأ حزني الذي يفتك بقلبي لعله يشفي جراح روحي لعله ... لعله ... أخذت أفرك جسدي بقوة و أنا أجلس أرضاً لأصرخ في نفسي :-
_ اللعنة عليكي أيف أمحي رائحتك السيئة فالتمحي لمساته على جسدك العاهر هذا لتلعنك الملائكة جميعها لتريحك من هذا العذاب كم أنتي حمقاء أيف أنتي كالسحر الأسود في حياة الجميع أنتي الشيء الأسود في كل هذه الحياة أصمتي ذلك الصراح الذي تصرخه روحك لا أحد يستجيب .
تذوقت مرارة الألم و العشق و الضياع و الخيبة و الخيانة و كل ما هو أسوء من هذه الحياة .... مسحت دموعي التي تنزل بوقاحة على وجنتاي لأضرب رأسي بقبضتي و أنا أنهر نفسي لغبائي كل ما تضعه الحياة لي هو مجرد ألم لي و أكبر ألم أعطني أياه الحياة هو وايت نعم هو ألمي اللذيذ و الذي لا يطاق ...
أنهيت حمامي وارتديت ملابس مريحة للبيت لم أسرح شعري خشية أن أتأخر أكثر على وايت لم أكن أريد أن أعطيه أي فرصة لمعاقبتي مرة أخرى لم أعد أتحمل المزيد من الألم اليوم غادرت غرفتي وتوجهت إلى باب غرفته حيث طرقت بحذر جاءني صوته العميق والبارد: "ادخلي."
أدرت مقبض الباب ودخلت ثم أغلقت الباب خلفي بهدوء كان يقف قرب النافذة وقد غير ملابسه شعره كان مبتل يبدو أنه استحم في هذا الوقت أيضاً أدار جسده ليواجهني وفوراً تلاقت عيناي بعينيه لكن سرعان ما أشحت ببصري غير قادرة على تحمل نظرته الحادة وخفضت بصري نحو الأرض.
رائحة دخان سجائره كانت تملأ الغرفة وكأنها جزء لا يتجزأ منها ولا تزال هناك سيجارة مشتعلة بين شفتيه خطى بضع خطوات وألقى بنفسه على الأريكة الكبيرة التي تتوسط الغرفة كانت غرفته بالكامل باللون الأسود حتى الديكورات كانت تنضح بالغموض والقوة لكنها رغم ذلك كانت جميلة بشكل غريب كأنها تعكس شخصيته المعقدة.
جلس على الأريكة وأخذ علبة الإسعافات الأولية ثم أشار إلي بيده أن أجلس بجانبه تنفست بعمق شاعرة بالعجز لكنني نفذت أوامره دون أن أنطق بكلمة كنت أعلم أنه لا جدوى من المقاومة كان الجرح في يدي واضح له لأنني كنت أرتدي قميص قصير الأكمام أمسك بيدي بلطف ولكنه بحزم وبدأ بوضع القطن المبلل بمطهر الجروح شعرت بلسعة خفيفة لكنني لم أتحرك كان تركيزه واضح وهو يضمد الجرح وكأنه يتعامل مع مهمة لا تحتمل الخطأ.
هو لا يدع أحد يضمد جراحي غيره هذه الفكرة جعلتني أشعر بمرارة ساخرة في داخلي إنه يعتني بالجروح الجسدية التي يسببها لكنه لا يتردد في تمزيق روحي وقلبي دون أي ندم يا لها من مفارقة مضحكة أتذكر كيف عاقبني عندما حاول آرثر أن يضمد جرح لي ذات مرة كان وايت حينها كالشيطان نفسه قتل خمسة أشخاص ولم تشبع رغبته في الانتقام لو لم أكن أعرفه جيداً لقلت إنه قد يقع في حب فكرة امتلاكي لكنني أعلم جيداً أن هذا لن يحدث حتى في الأحلام.
بعد أن أنهى تضميد الجرح رفع عينيه لي لينتبه إلى شعري المبلل أخذ نفس عميق من سيجارته وكأنه يسحب روحي مع الدخان ثم أطلق الزفير لتتشكل غيوم صغيرة من الدخان السام في الهواء نهض من مكانه بهدوء بينما وجهه يحمل تلك النبرات الباردة والمسيطرة التي اعتدت عليها :-
_ انتظرٍ سأجفف شعرك لا أريد مرض الآن .
أخرج وايت مجفف الشعر من أحد خزائنه ثم عاد إلي ليأخذ ربطة شعري التي كنت أستخدمها لجمعه بشكل بسيط دون أي تعقيد بمجرد أن فك الربطة انسدل شعري على كتفي وجسدي في تدفق حريري كنت أراقبه بعيوني كما اعتدت دائماً صامتة ومطيعة :-
_ أستديرِ و أعطني ظهرك و لتجلسي بشكل مريح .
_ حسناً .
أجبت بخضوع ثم ضممته قدماي إلى صدري واستدرت لأعطيه الحرية الكاملة للتعامل مع شعري بدأ بتجفيفه بلطف بينما كان يدخن سيجارة تلو الأخرى رائحة الدخان الممزوجة برائحته الخاصة كانت تملأ الغرفة بالكامل مما جعلني أشعر بالنعاس تدريجياً لم أنم ليلة البارحة بشكل جيد وكنت أحتاج إلى بعض الراحة بشدة.
بينما كان يعمل بأصابعه بين خصلات شعري شعرت براحة غريبة تغمرني الطريقة التي كان يعتني بها بشعري ذكرتني بوالدتي تلك اللحظات النادرة التي كانت تجلس فيها خلفي لتسرح شعري أو تجففه لي كان هذا الشعور دافئ ومريح وكأنه يعيدني إلى زمن بعيد مليء بالأمان والحنان أعجبني هذا الجانب من وايت رغم كل ما يحمله من قسوة وتحكم.
وضعت رأسي على ظهر الأريكة لأريحه غير قادرة على مقاومة الإرهاق الذي بدأ يتسلل إلى جسدي لم أكن أعلم أن النوم سيتغلب علي بهذه السرعة لكن على الرغم من ضوضاء المجفف المستمرة غفوت بعمق ولم أشعر بأي شيء بعد ذلك...
فتحت عيني ببطء وشعرت بالانزعاج يتسلل إلى جسدي نظرت حولي بارتباك ثم هرعت للنهوض من مكاني كيف يمكنني أن أنام بهذه الطريقة؟ أدرت وجهي نحو الساعة لأتفحص الوقت فاكتشفت أن الصباح قد حل بالفعل اللعنة هل نمت طوال هذه المدة؟ لم أشعر بنفسي وأنا أغفو بهذه السهولة كيف حدث ذلك؟
نظرت حولي مرة أخرى لأتأكد من المكان الذي أنا فيه وسرعان ما أدركت أنني في غرفتي يبدو أن وايت كان قد حملني إلى هنا بعد أن غفوت على الأريكة في غرفته تباً... تباً... تباً كيف يمكنني أن أكون بهذه الاستهتار؟ كيف سمحت لنفسي بالنوم هناك؟ وماذا لو رآني أحد؟ لا يمكنني تصديق أنني فقدت السيطرة على نفسي بهذه الطريقة.
ثم تذكرت فجأة اليوم لدينا مواجهة مع ذلك البدين اللعين ولا يمكنني بأي حال أن أتأخر يجب أن أستعد الآن وأن أجمع تركيزي تماماً لا وقت للتفكير فيما حدث أو الشعور بالذنب الأمور أكبر من مجرد مشاعر شخصية الآن.
...............................................
ما هو رأيكم في البارت ؟
ما هو أكثر مقطع أحببتموه ؟
ما هو أكثر مقطع كرهتموه ؟
ما هي أكثر مقطع أثر بكم ؟
وايت ؟
أيف ؟
بيلا ؟
اجمل واحلى كاتبه كملي حبييي واحنا معاكي 💪❤️
ردحذف