القائمة الرئيسية

الصفحات

 

بارت 2 ( عــــقــــاب)






القواعد ليست مجرد كلمات تُكتب أو تُقال... إنها حدود رُسمت لسبب. وعندما تختارين كسرها، يجب أن تكوني مستعدة لدفع الثمن. حان الوقت لتتعلمي أن العصيان ليس مجرد فعل... إنه درس محفوف بالألم.

________________________

_ هناك من خان القواعد صغيرتي ....

.........................................................

بمجرد أن نطقت تلك الكلمات شعرت بريق جاف يجفف حلقي ابتلعت ريقي بصعوبة مدركة تماماً أن الخوف قد استوطن في أعماقي كوحش قديم لا يمكن إخضاعه نظراته كانت كافية لجعلني أشعر بأنني أحترق حية دون أن تمسني نار عيناه باردتان لكنهما مشتعلتان بغليان غضب مكبوت كانتا تأسرانني في مكانهما كما لو أن الزمن نفسه قد توقف لم أستطع حتى التفكير في الهروب جسدي كان خالياً من أي أوامر وكأن عقلي رفض إرسال الإشارات الضرورية لتحريك عضلات تائهة ....

يد قوية ثابتة ومرتجفة في ذات الوقت كانت أسفل ذقني تجبرني على النظر مباشرة إلى تلك العيون المشتعلة هل من الغباء أن أفكر في بعض الترتيلات الروحانية التي يلجأ إليها البشر عند حافة الموت ربما كان ذلك الحل الوحيد المتاح لي في هذه اللحظة المظلمة ....

شدّ يده فجأة على ذقني أصابعه تخترق جلدي كما لو كانت مخلب حاداً الألم كان لا يحتمل لدرجة أنني شعرت وكأن وجهي سيتشظى تحت ضغطها "تباً ... تباً ... تباً " همست لنفسي بصوت غير مسموع أين كنت أضع نفسي؟ وفي أي يد سلمت روحي؟ نظراته كانت كلهيب الشمس في يوم صيفي لكنها كانت باردة كالثلج الذي يلف الأرض في الشتاء القاسي غضبه رغم أنه لم يكن مدوياً كان واضحاً كوضوح الشمس في سماء صافية كان غضبًا مكبوتاً ينتظر اللحظة المناسبة لينفجر كالعاصفة الصامتة التي تقتلع كل شيء في طريقها... وأنا بكل تأكيد كنت في طريقه. اللعنة أنه كالجحيم تعجبني شخصيته الشرسة هذه لحداً ما فهي تجعله ينضخ رجولة و جاذبية لكن ليس علي أنا اللعنة عليه أنه يخيفني بشدة لم أتمكن من قول أي شيء كان لا يبعد عيناه عن عيناي قريبة جداً لدرجة أنني تمكنت من شم عطره بشكل أعمق. كان مزيجاً غريباً من رائحة المشروب الكحولي والعطر الفاخر الذي يستخدمه مزيج مميز للغاية يمكنني تمييزه بين ألف رجل ....

كيف يمكن لهذه الشخصية الشرسة أن تكون مرعبة ومغرية بنفس الوقت؟ كانت تضج بالرجولة والجاذبية لكن ليس بالنسبة لي بالنسبة لي كان مجرد كابوس يقظة كلما حاولت التفكير في قول شيء ما أجد لساني معقوداً وكلماتي معلقة بين خوفي وعجزي عيناه لم تفارقا عيناي

تركني فجأة ذقني و أنا أفركه لتخفيف الألم الذي كنت أشعر به أحسست وكأن يده كانت تحرقني بنيرانها سارت خطواته الثقيلة في أرجاء المكتب مفعمة بالغضب المكتوم حاولت أن أمسك ذقني بأطراف أصابعي المرتجفة لتخفيف الألم الذي لا يزال ينبض فيه شعرت وكأن ضغطه لا يزال هناك يطاردني حتى بعد أن تركني استجمعت شجاعتي أو ما تبقى منها كنت أعلم أنني ميتة في كلتا الحالتين سواء بسبب قوانينه التي خالفتها والتي ستجردني من حياتي أو بسبب هذا الوحش الداخلي الذي يسكنه الآن ويهدد بتفجير كل شيء حوله لذلك قررت أن أتكلم ولو بكلمة واحدة فقط حاولت أن أخفي ارتجاف صوتي بينما بدأت الكلمات تخرج بصعوبة :-

_ زعيم أنا .....

لكن كلماتي لم تكمل مسارها قاطعني صوته هادئاً ولكنه مشبع بغضب كامن من ذلك النوع الذي يجعلك تشعر وكأن الأرض تنشق تحت قدميك :-

_ أخلعي قميصك .

قال بصوت ثابت لا يحمل أي لبس :-

_ ودعيني أرى ما خالفتِ أوامري لأجله .

هل هو يمزح؟ الزعيم... حتى في أخف لحظاته، لا يعرف كيف يمزح. إنه رجل لا يبتسم، فكيف له أن يمزح الآن؟ هل أنا ثملة فسمعت وساويس عقلي ؟ لا بالتأكيد لا عقلي كان صافياً بالتأكيد لا أنا لم أثمل حتى لدرجة أنني بدأت أوسوس في داخل عقلي هل ما سمعته صحيح الزعيم الآن يطلب أن أخلع قميصي ليشاهد ما صنعته قبل قليل ، لكنه بدأ يلعب بي يهمس لي بأفكار مجنونة داخل رأسي هل سمعته بشكل صحيح؟ هل الزعيم حقاً يطلب مني أن أخلع قميصي ليشاهد ما فعلته قبل قليل؟ أم أن هذا مجرد وسواس عابر ناجم عن الخوف والتوتر؟ أهو فضولي لدرجة يريد رأيته اللعنة الكثير من الأفكار اللعينة و الغبية بدأت تتجول داخل رأسي الحقير فتحت فمي لأعرف ما أذا كان يقوله هو حقيقي أم ماذا لكن سرعان ما أتاني صوته قوي جداً اللعنة الكثير من الأفكار اللعينة بدأت تتسلل إلى ذهني أفكار غبية وغير مرغوب فيها فتحت فمي لأتأكد مما إذا كان ما قاله حقيقيًا أم مجرد وهم لكن صوته القوي والحاد قاطعني قبل أن أنطق بأي كلمة :-

_ سمعتي ما أقوله يا صغيرة .

نبرته كانت كالصاعقة جعلتني أجفل وأغلق عيني دون إرادة مني شعرت وكأن صوته قادر على تحطيم كل زجاج المنزل بحدته الغاضبة ابتلعت ريقي بصعوبة فمي جاف تماماً وكأنه يحتاج إلى قطرة ماء واحدة لتهدئة لهيبه كم هذا مثير للشفقة ....

بدأت أفك أزرار قميصي ببطء ليته يقول لي الآن توقفي لا تفعلي هذا يدي ترتجفان كما لو كنت أواجه عاصفة ثلجية في داخلي كنت أرجو أن يقول لي شيئاً أي شيء يوقفني عن هذا الفعل. "توقفي"، كنت أتمنى أن يقولها. لكنه لم يفعل. بدا الأمر وكأنه قد قرر بالفعل ما سيفعله، وما أقصده هنا هو أنه لن يتراجع ليته الآن يوقفني عن ما سأفعله فقط ليته لكن يبدو أن الأمر منتهي و سيفعل ما برأسه حقاً الى ما الذي يريد أن يصل أليه ما الذي يريد أن يفعله بالتحديد هذا الشيء لا يروقني على الأطلاق لا أحب الأشياء المجهولة لكن مع وايت كل شيء هو مجهول حتى المستقبل و الحاضر كل شيء غامض عندما يتعلق الأمر به ...

فتحت جميع أزرار قمصي لأشعر بالبرد الذي أسرني نعم البرودة التي تأتي أكثرها من نظرات وايت لي برد يجعلني أرتجف يجعل جميع أطرافي كالثلج و كأنني في القطب الجنوبي أو الشمالي لا يفرق خلعته ليسقط بجانب قدمي لم أكن لأتجرأ على النظر الى نظرات وايت لي ليست لي الشجاعة لمواجهة هذا الأمر فهو الآن ينظر لي و أنا في حمالة صدري فقط كم هذا الأمر يجعلني أخجل يتسلل إلى كل جزء مني لكنه لم يكن خجل عادي كان نوعاً من الخجل الممزوج بالخوف والتوتر وخليط غريب من المشاعر التي لا يمكن وصفها.

هل أنا أخجل حقاً متى كنت أخجل منذ متى حتى أنني لا أتذكر كيف هو الخجل و لا أعرفه أبداً فلما الخجل الآن هل لأني أقف بهذا المنظر أمام وايت أم لأن وايت هو من ينظر لي دون غيره من الأشخاص هل هو بوجه التحديد الذي أخجل أن أريه جسدي الصغير الذي لا يبدو مغرياً بتلك الشدة كان صدري يعلو و يهبط دون أرادة مني أجل أريد التنفس المكان أشعر أنه يضيق بي بشدة و كأني محاصرة بزنزانة للكلاب أكاد أتنفس بصعوبة و كأن الهواء يغادرني بعد أن أنزعج مني ليوقع على ورقة أستقالته من العمل عندي صمت طويل سيطر على الغرفة وايت لم ينبس ببنت شفة لكن وجوده كان يملأ المكان كله كنت أستطيع سماع أنفاسي الثقيلة وكل نبضة قلب تدق في صدري كما لو كانت طبول تعزف في صمت الليل. ...

أخيراً تحدث صوته كان هادئاً هذه المرة لكنه لم يفقد قوته :-
_ هذا ما فعلته إذن

لم يكن سؤالاً بل تصريح ابتلعت ريقي مرة أخرى غير قادرة على الرد لم أعرف ما إذا كان يتحدث عن العلامات التي تركتها العجوز على جسدي أم عن شيء آخر أعمق شيء لا أفهمه بعد.

اقترب مني ببطء كل خطوة كان يخطوها كانت تجعلني أفكر في الهروب أكثر فأكثر لكن قدماي رفضتا الخضوع لي وكأنهما لا تنتميان لي بعد الآن بل كأنه هو من يملك خيوط الدمية التي تحرك جسدي كيفما شاء لماذا كان سريعاً هكذا في الاقتراب؟ ماذا لو كان أبطأ؟ أو ماذا لو كانت المسافة بيننا لا تتبخر بهذه السرعة المذهلة كما تبخر الهواء الغبي من حولي؟

رفعت بصري إليه بسرعة عندما شعرت بأنه أصبح بجانبي أمامي تماماً ولم يكن يفصله عني سوى بضع سنتيمترات قليلة نظراته كانت غريبة لم أستطع فك شفرتها كانت مظلمة كظلام الليل الحالك ولم أره يوماً ينظر إلي بتلك الطريقة طوال حياتي لم يكن ينظر إلى عيني بل كان يركز على ذلك الوشم الذي نقشته مؤخراً على جسدي كان الوشم لا يزال محمراً قليلاً وكأن الجرح لم يشف تماماً ...

رفع يده بهدوء حتى استقرت على عنقي أعلى صدري مباشرة شعرت وكأن الزمن توقف فجأة وكأنني تحولت إلى حجر لا يقوى على الحراك أنامله بدأت تتسلل ببطء على بشرتي وكأنه يستمتع بكل لحظة مما يفعله كانت يده تتحرك بحذر وثقة في آن واحد تتبع خطوط الوشم بعناية وكأنه يقرأ قصة كتبت على جسدي بلغة لا يعرفها إلا هو ...

ثم واصل طريقه ببطء حتى وصل إلى موضع الوشم الذي كان نصفه مخفياً بسبب حمالة صدري التي تضم صدري معاً شعرت بالحرارة تتصاعد في وجهي وأغلقت عيني بقوة غير قادرة على تحمل هذا القرب هذه اللمسات التي كانت ترسل رعشة عبر جسدي بأكمله عقلي كان يصرخ في داخلي يأمر جسدي بالتحرك بالابتعاد بأي شيء ... لكنني كنت مشلولة عاجزة عن فعل أي شيء ....

أخيراً وبجهد كبير التقطت يديه بخوف وهي تقف عند حمالة صدري فوق مكان الغلق تحديدًا فتحت عيناي ببطء و ثمالة من لمساته مغمورة بثقل تلك اللحظة وخائفة من المستقبل الذي لا أعرفه رفعت بصري لأواجه عينيه ولكنه كان ينظر إلي ببرود قاتل صوته انطلق كالرعد غليظاً وحاداً مليئ بالبحة الرجولية التي تصيبك بالقشعريرة :-
_ أزيلي يدكِ

ثم أضاف بنبرة لا تقبل النقاش وكأن كلماته كانت أوامر حديدية لا يمكن تجاوزها :-

_ و أياكِ أن تتصرفي أو تقومين بأي حركة كوني كالحجارة .

رضخت لأمره ليس خوفاً منه فقط بل أيضاً بسبب الفضول الممزوج بالرعب لما سيفعله بعد ذلك ابتلعت ريقي للمرة المليون ربما بسبب جفاف حلقي الذي أصبح مثل الصحراء وضعت يدي جانباً متيحه له التصرف كما يرغب وكما يهوى ....

ليفتح حمالة صدري التي كانت سهلة عليه أكثر من قتل ذبابة طائرة لا أنكر أنني أردت أن يغمى علي في هذه اللحظة أردت أن تلعنني جميع الملائكة و ربما الشياطين معاً على ما يحدث لأختفي من الوجود ... أحسست أن وجهي يزداد سخونة ربما أصبح أحمر اللون نظرت أليه و أنا لا زلت غير مصدقة ما يحدث عقلي لا يقبل أن يستوعب ما يحدث معي الآن اللعنة تباً لي و لخرقي للقوانين التي وضعتي في هذا الموقف الذي لا أحسد عليه ...كانت عيناه تنظران لي بشراهية كبيرة و كأنه أحد الحيوانات المفترسة التي تريد الهجوم على غذائها لكن تقاوم نظراته أزدادت حدة و هو يعض على شفته السفلى بقوى و كأنه سيخرج منهما الدماء لا أعلم لما عقلي يخبرني بأن أغطي صدري بيدي و أهرب منه لغرفتي لكن أعلم أن هذا الشيء سيسرع من آخرتي و سيقتلني بطريقة أبشع من التي يفكر بها ربما ...

سألني وصوته أصبح أكثر بروداً من أي وقت مضى :-

_ أتعلم ماذا يحدث للأشخاص الذين يخالفون القوانين؟

لم أستطع الرد شفتي كانتا مغلقتين بإحكام وكأنهما رفضتا إطلاق أي كلمة قد تزيد من غضبه كنت أشعر بأن كل نفس أتنفسه الآن هو خطوة أخرى نحو المجهول نحو شيء لا أستطيع التنبؤ به أو فهمه ...

ثم ابتسم لكنها لم تكن ابتسامة عادية كانت ابتسامة مليئة بالتهديد كتلك التي يرسمها الوحش قبل أن يلتهم فريسته :-

_ القوانين موجودة لسبب .

قال بصوت هادئ ولكنه حاد كالسكين :-

_ وهذا السبب هو النظام ... والنظام... هو أنا .

عيناه كانتا لا تزالان مثبتتين علي وكأنهما تحاولان اختراق جسدي وقراءة كل فكرة تخطر ببالي شعرت بأنني عارية تماماً أمامه ليس فقط جسدياً بل نفسياً أيضاً لم يكن هناك مكان لأختبئ فيه ولا حتى داخل عقلي :-

_ والآن...

أضاف وصوته أصبح أكثر نعومة ولكن بطريقة تثير القشعريرة:-

_ حان الوقت لتتعلمي درساً لن تنسينه أبداً .

قلبي بدأ ينبض بعنف وكأنه يريد الخروج من صدري شعرت بأنني على وشك الانهيار لكنني كنت أعلم أن البكاء أو الاحتجاج لن يغير شيء هذا الرجل الزعيم كان يعيش في عالم خاص به عالم لا يعرف الرحمة أو التسامح ...

تفكيري أصبح مشوشاً كأنما دخان كثيف يلف عقلي ويمنعه من العمل بشكل صحيح لم أستطع التفكير بوضوح ولم أجد أي مخرج مما أنا فيه استدار فجأة وتوجه نحو أحد الأدراج في الغرفة وعيناي تلاحقان كل خطوة له وهو يتحرك ظللت في نفس وقفتي مشلولة تماماً غير قادرة على الحراك أو حتى التنفس بعمق ...

وقف أمام الدرج الأول وأخرجه ببطء وكأنه يستمتع بكل لحظة من هذا المشهد ماذا كان يفعل؟ ما هذا الشيء الذي أخرجه؟
تباً... تباً... تباً

هل هذا حبل؟! لماذا يوجد حبل في درجه؟ وماذا يعني بإخراجه الآن؟ ما الذي يخطط له؟ أسئلة كثيرة اجتاحت ذهني لكن إجاباتها كانت غامضة ومربكة شعرت بالخوف يتسلل إلى أعماقي أكثر فأكثر مع كل ثانية تمر ...

اقترب مني بهدوء وبدأت أحاول التراجع خطوتين إلى الوراء لكنني تجمدت فجأة عندما التقى نظري بنظراته الحادة كانت عيناه مثل سكاكين تغوص في روحي تجعلني عاجزة عن الحركة كل خطوة منه كانت تأخذ جزءاً مني وكل نفس كنت أتنفسه كان يجعل قلبي ينبض بقوة أكبر وكأنه سيتوقف في أي لحظة ...

وقف خلفي تماماً قريباً جداً بحيث شعرت بحرارة أنفاسه على رقبتي أمسك بيدي بحذر ولكنه بقوة وبدأ يربطهما بالحبل الذي أحضره شعرت بأنني فقدت السيطرة تماماً وأنني مجرد دمية بين يديه :-

_ز...عيم ...

لكن قبل أن أنهي كلماتي، اقترب من أذني وهمس بصوت مرعب وهادئ في آن واحد :-

_ هسسسسس ولا كلمة .

صوته كان كالسم يسري في عروقي ببطء مخيف يشلني ويتركني عاجزة عن الحراك أو حتى التفكير لم أستطع بلع ريقي حلقي جف تماماً وكأنه تحول إلى صحراء قاحلة شعرت بأنني أغرق في بحر من الخوف والتوتر دون أي طوق نجاة كل نفس كنت أتنفسه كان يحمل معه المزيد من الرعب وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلًا على رئتي ....

شد عقدة الحبل حول يدي بعنف وأقسم أنني سأشعر بأثرها على جسدي لفترة طويلة ثم بحركة واحدة حاسمة علق الحبل بالثريا التي تتدلى من السقف وسحب الطرف الآخر بقوة مما جعل جسدي يرفع للأعلى قليلًا شعرت بأن ذراعي قد تتمزقان من مكانهما

لم أستطع النظر خلفي لأرى كيف ربط الحبل كنت عاجزة تماماً عن الحركة بسبب قبضة الحبال القوية حول يدي جسدي بدأ يزداد سخونة ربما بسبب التوتر أو الخجل أو حتى الغضب الداخلي الذي لم أستطع التعبير عنه لم أكن أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك ولم أكن أملك أي فكرة عن ...

لم أستطع النظر خلفي لأرى كيف ربط الحبل كنت عاجزة تماماً عن الحركة بسبب قبضة الحبال القوية حول يدي جسدي بدأ يزداد سخونة ربما بسبب التوتر أو الخجل أو حتى الغضب الداخلي الذي لم أستطع التعبير عنه لم أكن أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك ولم أكن أملك أي فكرة عن خطوته القادمة كل ما كنت أشعر به هو أنني فقدت السيطرة تماماً على حياتي وعلى جسدي ...



ثم شعرت بيده تسير ببطء شديد على طول ظهري خفيفة ولكنها ثقيلة في ذات الوقت كانت تلك اللمسات كافية لإشعال قشعريرة تنتشر عبر جسدي بأكمله أغلقت عيني بقوة غير قادرة على تحمل هذا القرب المفرط هذا الغموض المرعب استقرت يداه عند بنطالي ، قريباً جداً مني حتى أن أنفاسه بدأت تلامس عنقي لتزيد من حالتي سوءاً عضضت شفتي بقوة في محاولة يائسة لكتم ما كان يحاول الخروج من حنجرتي سواء كان صوت أو حتى مجرد أنين.

فتحت عيني على مصراعيهما عندما شعرت بيده تستقر على زر بنطالي جسده كان قريب جداً مرتطماً بجسدي العاري من الأعلى لم أستطع الكلام كل الحروف تجمدت في حنجرتي وكل كلمات المعارضة اختفت كما لو لم تكن موجودة من الأساس تشنج جسدي بالكامل عندما بدأ بفتح زر البنطال ببطء ثم سحب السحاب بحركة سريعة وغير متوقعة جردني منه بكل سهولة وكأنه يعرف تماماً كيف يفعل ذلك لم أستطع حتى استيعاب كيف حدث ذلك بهذه السرعة ...

ألقى البنطال جانباً ثم عاد ليقف أمامي مباشرة التقت عيناي بعينيه لكنني لم أجد شيئاً هناك لا مشاعر لا تعابير فقط ظلمة حالكة وجمود مخيف كنت أنتظر منه أن يقول شيئاً أي شيء أو حتى أن ينظر إلي بنظرة اشمئزاز لكنه لم يفعل لم يكن هناك أي ملامح في عينيه وكأنه يخفي كل شيء خلف قناع سميك من البرودة ...

أردت أن أعرف بماذا يفكر حقاً كنت بحاجة إلى معرفة ما يدور في ذهنه لكن الأمر بدا وكأنه مستحيل وايت هو شخص يعرف كيف يسيطر على مشاعره تماماً كيف يخفي كل شيء عن الآخرين . لا أحد يستطيع اختراق هذه الجدران التي بناها حول نفسه هو فقط يعرف ما يشعر به وما يفكر فيه ولا يمنح الآخرين حتى لمحة صغيرة عن عالمه الداخلي ....

"اللعنة..." همست لنفسي بصوت غير مسموع لماذا وضعني في هذا الموقف؟ لماذا الآن؟

قال بصوت بارد وحاد يحمل في طياته غضباً مكبوتاً :-

_ حسناً بما أنك خالفتي أوامري قلت لكي لن و لا يوجد وشم على جسدك هذا .. ألم أقل لكي هذا ؟

صمت ثقيل علق في الهواء لم أستطع إخراج أي كلمة من فمي كنت مشلولة تماماً تحت نظراته الحادة التي تخترقني كما لو كانت شفرة حادة ثم ارتفع صوته فجأة غاضباً وهادئاً في ذات الوقت وهو يهزني بقوة تجعلني أشعر بأن عظامي ستتفكك :-

_ ألمممممممممم أقلللللل هذااااااااااااا؟

أبتلعت ريقي بصعوبة شعرت وكأن كرة من الرمال الجافة علقت في حلقي أجيبه بصوت لم يكن يبدو لي أنه صوتي الحقيقي :-

_ أ...أجل .... قلت...هذا .

_ جيد

قال بتنهيدة باردة وكأنه راضٍ عن الإجابة أخيرًا :-

_ وماذا فعلتِ أنتِ؟

أجبت بصعوبة وكل كلمة كانت تخرج من بين شفتي تحمل وزناً ثقيلاً :-

_قمت.... بو....شم .... جسدي .

_ حسناً

قال بعد لحظة صمت وصوته كان مليئاً بالتهديد والتحدي :-

_ بما أنك أردتِ و بشدة وشم جسدك هناك شيء ينقص هذا الوشم .

تشبكت حاجباي في حيرة وخوف ما الذي يعنيه بهذا الكلام؟ وما الذي ينوي فعله؟ ذهب مرة أخرى نحو الدرج ذلك الدرج اللعين الذي بدأ يثير في داخلي مشاعر الكراهية أخرج منه حقيبتين الأولى صغيرة والثانية متوسطة الحجم وكلاهما كانا باللون الأسود يعكسان شخصيته تماماً

وضع الحقيبتين على الطاولة أمامي وأنا أراقبه بعيون ممتلئة بالحيرة والقلق فتح الحقيبة الصغيرة أولًا وأخرج منها آلة صغيرة ذات إبرة في نهايتها عرفت على الفور أنها آلة للوشم اقترب مني وهو ينظر إلى الوشم الذي نقشته على جسدي وتبدأ أطراف أصابعه بالتحرك ببطء فوق الجلد المحفور وكأنه يدرس كل خطوة فيه.....

كل لمسة منه كانت تجعل جسدي يتصلب ويبدأ في الارتجاف في ذات الوقت كان شعوراً غريباً لكنه كان محبب بشكل لا يمكن إنكاره شعور يأسرني يجعلني أفقد السيطرة على نفسي تماماً وايت... هو حبيبي هو وسواسي هو عشقي الذي يأسرني بكل تفاصيله كيف يمكن لهذا الوحش المرعب أن يكون أيضاً مصدراً لهذه المشاعر المتناقضة؟ ثم توقفت يده عن التحرك ورفع رأسه ليواجه عيني مباشرة ابتسم ابتسامة باردة وقال بصوت هادئ ولكنه مليء بالتهديد :-

_ دعيني أجمل وشمك اللعين هذا .

اقترب أكثر حتى أصبحت أنفاسه قريبة جدًا من وجهي شعرت بحرارة جسده وهي تلامسني وكأنها تلفني بنيران باردة أمسك الآلة بيد ثابتة وبدأ يفحصها بعناية وكأنه يتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح ثم نظر إلي مرة أخرى عيناه مليئتان بالتحدي والسيطرة

أشعل جهاز الوشم الذي كان بين يديه وبدأت الإبرة تصدر صوت خافت يحمل معه إحساساً بالتوتر الممزوج بالألم المتوقع وضع الآلة على مكان معين من الوشم وبدأ برسم شيء جديد فوق الجلد المحفور في البداية شعرت بوخز حاد للأبرة وهي تخترق جلدي لكنني كتمت الألم بصمت غير قادرة على إصدار أي صوت كل تركيزي كان عليه على وايت الذي كنت أحدق فيه لأول مرة بهذا القرب ...

نسيت كل شيء حولي لم أنظر إليه بهذه القربة من قبل في حياتي هذه فرصتي لأملأ عيني بتفاصيل وجهه لأشبع نظري بجماله البارد والمسيطر لماذا هو وسيم لهذه الدرجة؟ لماذا ينضح بالرجولة التي تأسرني وتقتلني في ذات الوقت؟ عيناه كانتا كفيلتين بتدميري تماماً بشرته الناعمة ملامح وجهه الحادة وحتى خصلات شعره التي تبدو ناعمة ومغرية للمس... كم أشتهي أن أمرر أصابعي بينها كما يفعل هو أحياناً عندما يكون غارقاً في التفكير أو الغضب ...

لكن ما الفائدة؟ كيف يمكنني أن أحلم بمثل هذا الشيء؟ أنا أعشق شخصاً لا يفكر بي كعشيق بل كشخص يجب أن يخضع لأوامره فقط دائماً ما يظهر لي الكراهية تلك المشاعر التي لا أفهم سببها حقاً متى سيشعر بحبي له؟ هههه ... إلى من أتمنى أن يفهم مشاعري؟ إلى شيطان لا يعرف كلمة "مشاعر" ولا يدرك معناها هو وحش بلا قلب متحجر بارد لا يشعر بأي شيء هذه هي الحقيقة وهذه هي الشخصية التي يجب أن أتعايش معها...

أليس كذلك؟ أنا التي قبلت بكل شيء منذ البداية شيء و يعلم الناس كلها أنني أبنته من عاهرة من العاهرات التي ماتت يجب أن أبقي هذا الحب في قلبي و أغلقه يبج عليكِ هذا يا أيف عليكِ هذا أنه عشق غير صحيح على الأطلاق هو حب منبوذ من كل الجهات من كل الأشياء يستحيل أن ينجح يستحيل أيف .....

استمر في العمل على الوشم وكل وخزة كانت تضيف شيء جديد إلى مشاعري المعقدة الألم كان حقيقي لكنه كان مختلطاً بشيء آخر شيء عميق ومظلم يجعلني أتساءل هل يمكن للحب أن يكون مؤلم لهذه الدرجة؟ وهل يمكن للكره أن يتحول يوم إلى شيء آخر؟

انتهى أخيراً مما كان يقوم به ووضع جهاز الوشم جانباً ببطء رفع عينيه نحو ما صنعه وبدا عليه الفخر الممزوج بالتحدي وكأنه قد أضاف توقيعه الخاص على جسدي ليذكرني دائماً بسلطته المطلقة :-

_ عقابك يزداد يا صغيرة

قال بصوت هادئ ولكنه مشبع بالغضب المكبوت :-

_ أولا بقتلك للعاهرة دون أذن مني

توقف للحظة وكأنه يستمتع برؤية الخوف يتسلل إلى عيني :-

_ و ثانياً مخالفتي و رسم هذا الوشم اللعين و ثالثاً سمحتي لللعناء بلمس ما هو لي أيف .

نظرت اليه بتفاجأ و لما أتفاجئ فوايت له عيون في جميع الأماكن ... نظراته غاضبة جداً و أقترب مني جداً لينظر الى عيناي مباشرة :-

_ سمحتي لهم بلمس جسدك اللعين .

كل كلمة كان يلفظها كانت مرصوصة بقوة وكأنه يخرج الغضب من أعماقه بكلمات مدروسة وموجهة شعرت بأنني عاجزة تماماً عن الرد أي كلمة سأقولها الآن ستكون كافية لدفعه إلى حافة الجنون وسيقتلني فوراً دون تردد :-

_ ما العقاب الذي سأعاقبك به أيف هممم

سألني بصوت مليء بالتحدي والسخرية و الغب المكبوت :-

_ ما الذي سيطفأ نيران غضبي بفعلت هذه هيا أجيبيني صغيرتي ما الذي سجعلني أشفي غليلي منك .

مررت لساني على شفتي ببطء محاولة ترطيبهما لأنني شعرت بأنهما جفتا تماماً بسبب التوتر والخوف لم أستطع إخراج أي كلمة من فمي كنت مشلولة تحت وطأة نظراته الحادة.

بدأ يبتعد عني ببطء وخرجت من بين شفتيه لعنات وشتائم متتالية مرر كفيه على وجهه بغضب ثم عبر بأصابعه عبر خصلات شعره السوداء وكأنه يحاول السيطرة على نفسه لكنه فشل كان غضبه واضح في كل حركة يقوم بها.

ثم ذهب إلى الحقيبة الثانية التي أخرجها سابقاً وفتحها بغضب شديد عندما رأيت ما أخرجه منها، شعرت بأن قلبي توقف عن النبض للحظة

إنه سوط... سوط غليظ يبدو ثقيلاً وقوياً بما يكفي لإحداث ألم لا يمكن تحمله الآن عرفت تماماً ما الذي سيفعله بي

_ حان الوقت لتتعلمي أن العصيان له ثمن .

قال بصوت بارد وكأنه يعلن حكم نهائي لا رجعة فيه ثم اقترب مني أكثر ووقف خلفي حيث كنت لا أزال مربوطة بالحبال التي تشد ذراعي للأعلى شعرت بأنفاسه وهي تلامس رقبتي وصوته الهامس في أذني :-

_ الآن سيبدأ عقابك صغيرتي أريد سماع صراخكي في كل أرجاء المنزل ستصرخين أيف .

لم يترك لي وقت للتفكير أو حتى التنفس بدأت الضربة الأولى تسقط على جسدي العاري الذي لم يكن يسترني سوى الحبل المشدود حول معصمي صرخت بصوت عالي الألم كان حقيقي قاسي وكأن السوط يمزق لحمي بدلاً من مجرد ضربه لم يمنحني أي راحة قبل أن ينزل الضربة الثانية بدا وكأنه يصب كل غضبه كل مشاعره المكبوتة في كل ضربة يوجهها نحوي ....

حاولت كتم صراخي عضضت على شفتي وأغلقت عيني بإحكام من شدة الألم لكنه زاد قوة كان يريد إجباري على الصراخ وكان ينجح في ذلك شعرت بأن قدماي لم تعدا قادرتين على حملي لكن الحبل كان يجبرني على الوقوف رغماً عني الضربات استمرت تتساقط على ظهري صدري وحتى مؤخرتي لم أعد أشعر بجسدي وكأنه تخدر تماماً تحت وطأة الألم المتواصل ...

كانت قطرات العرق واضحة على جبينه تتناثر مع كل ضربة يوجهها نحوي لم أكن أعلم كم من الوقت مضى على هذا التعذيب المستمر دون ملل أو تعب كان وايت كالآلة لا يتوقف لا يكل ولا يظهر أي علامة على الضعف فقط يضرب يضرب ويضرب بوحشية لا هوادة فيها.

حتى أنني لم أعد أصرخ تعبت حقاً تعبت من الصراخ من الألم من كل شيء كنت أنظر إلى الأرض محملة بقطرات الدماء التي تساقطت من جسدي والتي التصقت بالسوط أيضاً كانت هذه دمائي لكنني لم أعد أملك أي طاقة للحزن أو الغضب هذه كانت كل طاقتي وقد استنزفت بالكامل....

أخيراً توقف رمى السوط جانباً وعاد ليضع يديه على وجهه ممسح العرق الذي غطى جبينه كان يتنفس بصعوبة وكأنه قد استهلك كل قوته في تلك الجلسة الوحشية ثم ابتلع ريقي بصعوبة ورأيته يعود إلي كنت لا أزال واقفة عيناي نصف مفتوحتان غير قادرة على التركيز أو حتى النظر إليه مباشرة ...

وضع يده على وجنتي بلطف مفاجئ وكأنه ينسى للحظة أنه الشخص الذي تسبب في كل هذا الألم وضع جبينه على جبيني قريباً جداً بحيث شعرت بأنفاسه وهي تلامس وجهي صوته دخل أعماقي نبرته كانت مختلفة تماماً عن تلك التي اعتدت عليها كانت نبرة مليئة بالألم والصراع الداخلي وكأنه يتحدث إلى نفسه أكثر من كونه يوجه الكلام لي :-

_ لما تجعليني أعذبك أيف لما ... لما تجعليني أفعل ما لا أريده ؟

لم أستطع السيطرة على نفسي كلماته كانت كالسكين التي تخترق قلبي أجبته بصوت ضعيف متقطع وكأنني أحاول أن أجمع بقايا روحي المكسورة :-

_ أ..نت تجعلني ... أفعل ما ...لا أريد أيضاً زعيم .

نظر إلي بعمق لثواني معدودة لكن تلك اللحظات القصيرة شعرت وكأنها دهر تمنيت أن تطول أن تمتد إلى الأبد أن أبقى عالقة في هذا الصراع الصامت بيننا لكن للأسف لم تدم طويلاً ابتعد عن عيني وأخذ نفساً عميقاً وكأنه يحاول استيعاب كلماتي أو ربما يحاول كبح مشاعره المتضارب.

ثم فجأة بدأ يفك وثاقي الحبال التي كانت تشد ذراعي للأعلى سقطت أخيراً لكن قدماي لم تستطع حملي بعد كل ما حدث شعرت بأنني سأقع على الأرض في أي لحظة لكنه لم يدعني أسقط مد يده تحت قدمي والأخرى خلف ظهري وحملني بلطف غير متوقع رحت رأسي على صدره شعرت بنبضات قلبه وهي تضرب ببطء وانتظام عكس قلبي الذي كان ينبض بعنف وكأنه يريد الهروب من صدري....

شعري الطويل غطى جسدي العاري ويدي كانتا تحاولان إخفاء ما يمكن إخفاؤه من جسدي المنهك دخل بي إلى غرفتي فتح الباب بسهولة وأغلقه بقدمه بلطف وضعني على فراشي بحذر وكأنه يخشى أن يكسرني أغلقت عيني بإحكام والآلام التي كانت تغمر جسدي كانت أكبر من أن أتحملها شعرت وكأن كل جزء مني يحترق وكأنني أعيش في جحيم لا نهاية له.

بعد لحظات قليلة سمعت خطواته وهي تعود عندما فتحت عيني ببطء رأيته يحمل صندوق الإسعاف بيده ابتسمت بسخرية رغم الألم الذي يمزقني :-

_ ستفعل ما أعتدت عليه في كل مرة تعاقبني بها ... معالجة جراحي .

لم يرد لم ينبس ببنت شفة وحتى أنا لم أملك طاقة للمقاومة أو حتى الكلام تركته يفعل ما يريد وما يهواه لم أكن أملك أي خيار آخر بدأ بتنظيف الجروح التي غطت جسدي يداه كانتا تتحركان بمهارة وهدوء وكأنه قد اعتاد على هذا المشهد كثيراً عندما حاولت إبعاد شعري عن صدري لتغطيته بيدي بشكل تلقائي نظر إلي بنظرة تحذيرية كانت عيناه تقولان كل شيء دون الحاجة إلى كلمات :-

_زعيم .

قلت هذا و أنا أحاول أن أعارضه عن فعل ما يريد قال بصوت هادئ ولكنه مليء بالتهديد الضمني :-

_أبعدي يديكِ عن صدركِ. ولا تغطي نفسكِ أمامي.

علمت أن قراره نهائي رجفت يداي شعرت بالخجل يتسلل إلى أعماقي لكنني لم أستطع مقاومته أبعدت يدي ببطء وكأنني أطيع أمراً لا يمكنني رفضه واصل عمله بصمت ينظف الجروح ويعالجها بإتقان وكأنه يحاول إصلاح ما أفسده بنفسه.

وأنا أبعدهما عن صدري ليبدأ في تعقيم الجروح التي غطت ظهري كان يضع المرهم على صدري وبطني وجميع أنحاء جسدي بحركات دقيقة ومدروسة بين الحين والآخر كان يزدرد ريقه بصوت خافت وكأنه يحاول كبح مشاعر متناقضة تسيطر عليه وبينما كان يعمل كان يلعن بصوت منخفض كلمات غير مفهومة تخرج من بين شفتيه وكأنها تعبير عن صراع داخلي لا يمكنه التحكم فيه ...

يده كانت تسير هنا وهناك بكل راحة وكأنه يملك كل الوقت في العالم مع كل لمسة شعرت بفراشات تحلق داخل جسدي شعور غريب يدغدغني من الداخل يجعلني أرغب في أن يستمر هذا اللحظة للأبد يا رب ... أنا حقاً أحبه أحب هذا الشيطان الذي لا قلب له ماذا أفعل؟ كيف يمكنني أن أحب شخص كهذا؟ شعرت برغبة جامحة في البكاء ليس فقط على الألم الذي شعرت به اليوم ولكن على نفسي وعلى حظي الذي رماني بين يديه :-

_ لماذا تفعل هذا ؟

همست بصوت ضعيف وكأنني أتحدث إلى نفسي أكثر من كوني أوجه السؤال إليه :-

_هسسس لا أحب الكلام الكثير .

قال بصوت هادئ ولكنه حازم، وكأنه يأمرني بالصمت. صمت لم أقل أي شيء بعد ذلك لأنني أعلم أنه لن يجيبني على أي سؤال مهما كان لذا فضلت الصمت كنت أريد النوم فقط الاستسلام للنوم بعد كل ما عانيته اليوم شعرت بالإرهاق يتسلل إلى كل زاوية من جسدي وكأنني أغرق في بحر من التعب ...

لكن لحظة ... هل هو الآن يقبل ظهري وكتفي؟ أم أنني أحلم؟ هل سيطر علي النعاس؟ هل حلمت بتقبيله لي؟ لا أعلم عقلاً كان مشوشاً وجسدي كان منهكاً ولم أستطع التفريق بين الواقع والحلم ...

.

.

.

ضوء الشمس الذي تسلل عبر نافذة الغرفة أزعج نومي فتحت عيناي ببطء ممتلئتين بالانزعاج ونظرت حولي كنت في غرفتي هذا صحيح البارحة ... وايت قام بمعاقبتي وهو نفسه من اعتنى بجراحي بعد ذلك كم هذا مثير للسخرية!

أبعدت الغطاء عني بحركة خفيفة. جسدي كان لا يزال بلا ثياب، شعري المبلل والمنسدل على كتفي كان يغطي بعضاً من جسدي العاري رغم الألم الذي ما زال ينبض في كل جزء مني حاولت النهوض شعرت بأنني بحاجة إلى شيء يهدئ أعصابي وجسدي المنهك ...

ملأت حوض الاستحمام بالمياه الساخنة وأدركت أنني بحاجة حقاً لهذا خلعت آخر قطعة كانت تغطي جسدي لباس داخلي ملطخ بالدماء والألم وجلست في الحوض ببطء المياه انسابت حول جسدي دافئة ومريحة بينما بدأت قطرات الماء بالتساقط على الأرضية حاولت أن أسترخي وأن أترك المياه الساخنة تتغلغل في عضلاتي المشدودة ونجحت في ذلك لكن فقط لبعض الوقت ...

منذ أن التقيت بوايت في طفولتي لم أرى في عينيه سوى البرود لماذا وقع قلبي عليه؟ لماذا لم أحب غيره؟ قلبي دائماً يختار من يؤلمني وكأنه مدفوع نحو الدمار اللعنة عليه الآن يجب أن أمثل أمامه كما لو أن شيء لم يحدث بيننا وأن أطيع كل أوامره دون نقاش هذا هو الروتين المعتاد لكنه لا يجعل الأمور أسهل ....

الفكرة التي تسيطر علي الآن هي أنه رأى جسدي بالكامل بالأمس هذه الفكرة تربكني بشدة لا زلت أذكر كيف تحولت عيناه إلى ظلام دامس عندما نظر إلي وكيف برزت عروق عنقه وهو يتحدث عن الرجال الذين "سمحت" لهم بلمس جسدي كان يشدد على كل كلمة بغضب واضح وكأنه يحاول أن يمزقني بكلماته.

لكن ما الذي سيضره لو سمح لي بذلك؟ في النهاية أنا لست حبيبته أنا مجرد ملكه مملوكة له تماماً أجل لا زلت أتذكر ذلك العقد اللعين الذي وقعته والذي جعلني تحت سيطرته الكاملة منذ تلك اللحظة أصبحت "كلبته" كم أتقزز من نفسي

هو لا يهتم بأمري على الإطلاق يستمتع بتعذيبي بكسر قلبي وتدميري صنع مني وحشاً بلا قلب مثله تماماً مسخ بلا فائدة سوى التدمير والقتل أليس هذا هو ما صنعه بي؟ وايت هو من جعلني بهذه الصورة فتاة بلا مشاعر مجردة من الرحمة أو الشفقة مجرد آلة للعنف والدمار.

أنهيت حمامي ببطء وأخذت من الدرج مسكناً للآلام ارتديت ملابسي بعناية ورفعت شعري بعد أن سرحته أصبح تسريحه أمراً مملاً بالنسبة لي لكن قصه سيعتبر تمرد على القواعد وهو ما يعني عقاباً جديداً ... أو ربما حتى قص رأسي بالكامل لا ليس الآن لا أريد هذا في الوقت الحالي هناك أشياء كثيرة أريد القيام بها في هذه الحياة القذرة رغم كل الألم الذي تحمله.

وقفت أمام المرآة لآخر مرة وأخفيت جميع العلامات التي تركها وايت على جسدي تحت ثيابي نظرت إلى انعكاسي بعمق وكأنني أحاول فهم الفتاة التي أصبحت عليها ثم خرجت من غرفتي لأجد وايت يخرج من غرفته أيضًا.... يا للهول! ليس الآن حقًا..... نظرت إليه مباشرة وليرد علي بنظرة باردة كالعادة تلك النظرة التي لا تحمل أي مشاعر قلت بصوت هادئ محاولة أن أبدو طبيعية :-

_ صباح الخير زعيم .

لكن إجابته كانت مجرد همهمة غير واضحة:

_هممم .

أجابني بهذه الهمهمة اللعينة التي اعتدت عليها ثم مضى نحو المصعد تنهدت بعمق وتبعته دخلت المصعد معه وأغلق الباب بعد أن ضغط الزر للأرضي كان صوت تنفسينا هو الوحيد الذي يملأ المكان وجوده معي في المصعد الضيق جعل تنفسي يختلف تمامًا كان يسرق كل أنفاسي وكأن الهواء نفسه أصبح نادرًا في وجوده ...

حاولت أن أنظم تنفسي مرارًا وتكرارًا لكن دون جدوى لا شيء يجدي معه إطلاقًا لم يهدأ تنفسي إلا عندما فتح باب المصعد أخيرًا معلنًا وصولنا إلى الطابق الأرضي خرج سريعًا وتبعه الجميع بما فيهم أنا ....

توجهنا إلى مكان تجمع العائلة غرفة الطعام بمجرد دخولنا التفت الجميع إلينا وايت كالعادة لم يقل "صباح الخير" لأي شخص فقط رد بهمهمته المعتادة تلك الهمهمة الرجولية التي تزعجني بشدة اللعنة عليه ...

جلس في مقدمة الطاولة كما هو الحال دائمًا لأنه الزعيم إلى جانبه جلست عمتي بينما جلست أنا في الجانب الآخر المجاور له وكانت بيلا تجلس بجانبي من الواضح أنها أخذت نصيبها من العقاب أيضًا آرثر لا ينسى شيئًا أبدً .....

على الرغم من أن آرثر يتمتع بقدر أكبر من الرحمة في عقاباته مقارنة بوايت إلا أن بيلا دائمًا ما تستفزه بتصرفاتها العنيدة والطفولية دائمًا ما تخالف أوامره مما يثير غضبه بشدة ومع ذلك عندما يغضب آرثر تخاف بيلا منه بشكل واضح يبدو أن لديها حدودًا لا تستطيع تجاوزها على عكس بعض الأشخاص الآخرين هنا...

بالنسبة لآرثر الذي كان جالسًا أمامنا كانت ملامحه الغاضبة واضحة تمامًا حتى انزعاجه بدا جليًا وكأن شيئًا أكبر من مجرد العقاب قد حدث لكنني لم أكن أعلم التفاصيل ربما هناك شيء يخفيه أو ربما هو فقط في حالة مزاجية سيئة كالعادة ...

أما بالنسبة لي فقد كنت أعاني بصمت الجلوس كان يؤلمني بشدة مؤخرتي كانت متورمة نتيجة للضرب الذي تلقته بالأمس حاولت أن أتحرك ببطء وأنا أبتلع ريقي بين الحين والآخر محاولة إخفاء أي علامة على الألم ، سألتني عمتي بنبرة هادئة وكأنها تلاحظ اضطرابي :-

بيانكا :- هل هناك شيء حبيبتي أيف .

نظرت إليها سريعًا وحاولت أن أبسط وجهي كيلا يبدو عليه أي شعور :-

_ لا لا شيء عمتي .

لكن نظراتي لم تستطع البقاء بعيدة عن وايت كان جالسًا بهدوئه المعتاد وكأنه لم يفعل شيئًا بالأمس اللعنة عليه كيف يمكنه أن يتصرف بهذه البرودة؟ لا أستطيع الجلوس براحة بسبب ما فعله بي يا له من وغد بدأت أتناول طعامي بهدوء، مستمعة إلى المناقشات التي دارت بين عمتي وآرثر. أما وايت فكان صامتًا كما دائمًا مشغولًا بقراءة الأخبار إلى أن قاطع صمتي الداخلي بصوته الجليدي :-

_ ما الذي فعلته بالمهمة أيف .

تركت ملعقة الطعام جانبًا وأخذت المنديل لأمسح فمي قبل أن أنظر إليه مباشرة محاولة أن أبدو هادئة ومسيطرة على مشاعري :-

_ الماسات عند الرجل البدين جورجيان هو من أخذها .

_ جيد أذا تعرفين ما الذي ستقومين به أنتي و بيلا .

_ حاضر.

_جيد ... آرثر هيا لدينا عمل كثير .

آرثر تنهد بعمق وكأنه غير راض عن فكرة العمل الإضافي لكنه أجاب ببساطة :-

آرثر :- حاضر .

حتى أنه لم يكلف نفسه في النظر لي هذا يغضبني جداً يعطي الأوامر و يذهب دون أي شيء دون أي شيء فالتلعنك الشاطين وايت آديسون ... ما هي إلا دقائق قليلة حتى سمعت هاتفي ينذر بوصول رسالة جديدة أخرجته سريعًا وفتحت الرسالة كانت من وايت وبالطبع كانت كلماته مليئة بالسخرية والتحدي:

(( لم تسنح لي الفرصة لوضع المرهم على مؤخرتك اللعينة تلك ربما في المرة القادمة عندما تكونين مستيقضة بالكامل ))

ما الذي يقصده في المرة المقبلة هل هناك مرة مقبلة ذاك اللعين و كأنني سأجعله يعاقب مؤخرتي مثل البارحة فأنه يحلم بهذا اللعنة ... اللعنة ... اللعنة ... كنت أشتمه بداخلي الى أن سمعت صوت عمتي وهي تقول :-

بيانكا :- فالتحذرا يا فتيات .

أبتسمت لعمتي بعد وقوفي قبلتها على خديها و قلت لها بطمئنانية :-

_ لا تقلقي عمتي سيكون كل شيء سهل .

بيانكا ببتسامة حنونة :- فتاتي القويتين .

قبلت بيلا عمتي و ذهبنا كلانا الى الخارج أخذت المفتاح من الحارس وتوجهنا نحو السيارة جلست خلف مقود القيادة بينما استقرت بيلا بجانبي في المقعد المجاور بدأت أسوق السيارة نحو وجهتنا القادمة مستودع جورجيان الكبير ذلك المكان الذي يعج بالمخدرات وأشياء أخرى غير قانونية هذه المهمة ليست سوى إنذار له لا أكثر سيارات باقي الأعضاء كانت تتبعنا عن كثب وكأنها ظلال تحرس خطواتنا بينما كنا نسير، قررت كسر الصمت الذي كان يلف المركبة. التفتُّ نحو بيلا بابتسامة خفيفة، وسألتها بهدوء :-

_ حسناً اتريدين أن تقولي ما حدث أمس بينك وبين آرثر .

بيلا التفتت نحوي لكنها لم ترد على الفور بعد لحظات من التردد أجابت بصوت منخفض وكأنها تحاول التهرب :-

_ لا ... لا يهم مثل كل مرة .

لكنني لم أقتنع بإجابتها شعرت بأن هناك شيئًا مختلفًا هذه المرة شيئًا أعمق وأكثر تعقيدًا نظرت إليها بجدية أكبر وقلت بنبرة حازمة ولكن غير عدائية :-

_ لا أظن أنها مثل كل مرة بيلا.

صمتت بيلا للحظات وكأنها تعيد ترتيب أفكارها أو ربما تحاول إخفاء مشاعرها ثم بدأت تتذكر بصمت أحداث الليلة .....

.

.

.

العودة الى الليلة السابقة .(بيلا).

.

.

.

أخذني بين يديه و أنا أصرخ و أحاول أن أنزع نفسي منه لكنه قوي كاللعنة بينما كان يحملني على كتفه و هو يستقل المصعد و أنا لا زلت أصرخ به حسناً كنت ثملة لا أنكر هذا و أغضبته لكنه يستحق دائماً ما لا يهتم لأمري و بارد معي هو يستحق هذا للحظة صرخ بي وهو يضربني ضربة على مؤخرتي تفاجئت كثيراً هل الآن قام بضربي على مؤخرتي لا و قال لي :-

_ أصمتي و ألا لن أرحمكي .

تلك الكلمات أشعلت غضبي أكثر كيف يجرؤ على معاملتي بهذه الطريقة؟ وكأنه شخص عظيم لا يمس صحيح أنه وسيم للغاية وأن رجولته وشخصيته القوية تأسرني أحيانًا لكن هذا لا يعني أنه يمكنه التعامل معي كأنني شيء من ممتلكاته .... اللعنة بيلا أصرخِ قومي بأي شيء ضد أرادته ...نهرت نفسي بقوة داخلي و أنا أحاول أن ألكمه بقبضاتي في ضهره لكنه كالعامود الحديدي لا يتأثر من ماذا مصنوع هذا الرجل حقاً يدي تكاد تخلع و هو لا يقول آه حتى يا له من رجل اللعنة الجحيم عليه لتأخذه الجحيم و تريحني منه صرخت بصوت أعلى، وأنا أقاوم بكل ما أملك :-

_ أتركنييييييي اللعنة عليكك أتركنيييي.

قال بنبرة تحذيرية وكأنه يحاول أن يجعلني أفهم أنني أخطأت الطريق :-

_ أخرسي بيلا .

أجبت بصوت مرتفع غير قادرة على السيطرة على غضبي :-

_ لن أخرس أتركنييييي ملعوووون .

_ستندمين على كل كلمة تقولينها الآن .

قال هذه الكلمات بغضب أكبر وكأنه يحذرني من القادم ثم فتح باب غرفتي بقوة وأغلقه خلفه بغضب أكبر ابتلعت ريقي ببطء وكأنني بدأت أصحو من حالة الثمالة التي كنت فيها بسبب غضبه وضعني على الأرض وفور أن تركني قمت بشد قميصه بسرعة لأوجه له ركلة قوية في منطقة رجولته لم أكن أقصد ذلك كانت تلك مجرد حركة انفعالية نتيجة الغضب الذي استولى علي تماماً لحظة... ماذا فعلت؟ احمر وجه آرثر بالكامل غضباً وأطلق تأوهًا قصيرًا من الألم شعرت بالذعر يتسلل إلى أعماقي أردت الهروب أردت الاختفاء كيف يمكنني أن أواجهه بعد هذا؟ كم أنتِ غبية يا بيلا همست لنفسي بغضب كيف فعلتِ هذا؟.....

ابتلعت ريقي بصعوبة وكأن سكاكين أصبحت عالقة في حنجرتي ركضت نحو الباب في محاولة يائسة للهروب لكنه أمسكني بسرعة من خصري وألقاني على السرير بقوة ثبتني بقبضته القوية وأمسك بذراعي ليضعهما فوق رأسي . توقف تنفسي للحظة وعيناي اتسعتا من الصدمة كان قريبًا جدًا ملامحه غريبة ومليئة بالغضب والبرود في ذات الوقت كل مشاعره كانت مجمعة في تلك النظرة التي تخترقني حاولت أن أبعده بقدمي لكنه ثبت قدمي بقدميه بقوة أكبر ثم همس لي بغضب واضح في صوته :-
ما الذي سأفعله بكِ الآن؟ هممم... كيف سأتصرف معكِ يا بيلا؟

همست بصوت ضعيف، غير قادرة على مقاومة المزيد :-

أترك...ني .... فقط.

قلت هذا بهدوء مصطنع رغم أن الخوف كان يأكل قلبي من الداخل ما الذي سببته لنفسي يا بيلا؟ كيف ستخرجين من هذه الورطة؟ كيف ستفلتين من بين يدي هذا الوحش الهجين الذي لا يعرف الرحمة إذا غضب؟ ابتلعت ريقي بصعوبة لكنني حاولت أن أمثل القوة وكأنني لا زلت المسيطرة على الأمر :-

_ ستتركني آرثر برضاتك أو بدون رضاتك ... ستتركني .

قلت هذه الكلمات بمزيج من نبرة الغضب المشابهة لغضبه وعيناي تتحديانه مباشرة هل أخبرتكم أنني حقًا أجيد جلب المصائب لنفسي؟ كأنها تنجذب إلي كالمغناطيس أغمض عينيه قليلاً بحدة وكأنه يحاول استيعاب كلماتي قبل أن يرد :-

_ أتتحديني بيلا أنسيتي من أكون .

أجبت بنبرة مليئة بالتحدي والازدراء:-

_ لا يهمني من تكون أنت مجرد عاهر لا أكثر .

نظر إليّ بغضب شديد، عيناه حادتان مثل شفرة السكين، لكنني مع كل هذا لم أستطع التوقف عن استفزازه أو الكلام فمي اللعين دائمًا ما يجلب لي المتاعب لكني كنت أعلم أنه سيأتي يوم يقطع فيه آرثر دائمًا ما يصبر على ما أقوله لكن في بعض الأحيان يزأر بوجهي بغضب شديد كأسد يريد أن يفترس مستفزه ولكنه لا يستطيع :-

_ أتعرف ؟ أنت عاهر لعين بارد لا يساوي أي شيء ...

قاطعني وهو يرص على أسنانه بقوة صوته يحمل غضبًا مكتومًا :-

_ أصمتي بيلا.

لكن بيلا؟ لا لن تصمت اللعنة ... لن أصمت إطلاقًا بل فجرت كل ما بداخلي في وجهه بكلمات حادة وجريئة :-

_ اللعنة لا تقل لي أصمتي أنت أصمت تذهب و تضاجع العاهرات كما تريد تريدني أن أكون ملاك لا حظرة الزعيم المختل أنا لن أكون كما تريدني أياك أن تطلب مني أن أكون ملاك انت لا تعني لي شيء أتركني فقط بحياتي لا دخل لك حتى لو ضاجعت الرجال لا يهم ت....

كأن العالم قد توقف أجل توقف العالم تمامًا في هذه اللحظة هل أنا ثملة لهذه الدرجة التي تجعلني أتخيل الأمور؟ هل ما أشعر به أو ما أراه حقيقي؟ ... هل آرثر الآن يقوم بتقبيلي حقًا؟ لا يمكنني تصديق هذا لا يمكنني حتى تخيله!

لكن قبلتيه كانت شرسة وكأنه يلتهم شفتي بغضب وجنون أمسك شفتي السفلى بين أسنانه يعضها تارة ويمتصها تارة أخرى وكأنه يسكب كل جماح غضبه فيها كنت سأفقد عقلي حقًا بسببه ما الذي يعنيه لي؟ لماذا الآن يقوم بتقبيلي؟ لماذا؟ لماذا؟

حاولت أن أبعده شعرت بأنني بحاجة إلى الهواء أريد أن أتنفس لكنه لم يتركني بقي على وضعيته يلتهم شفتي بعنف تخبطت تحته ليضغط علي بقوة ليجعلني أصرخ بصوت مكتوم بسبب لسانه الذي أدخله بداخل فمي ليتناوش لساني بقبلة رطبة  تجعل القشعريرة تسري في جميع أنحاء جس...

حاولت أن أبعده شعرت بأنني بحاجة إلى الهواء أريد أن أتنفس لكنه لم يتركني بقي على وضعيته يلتهم شفتي بعنف تخبطت تحته ليضغط علي بقوة ليجعلني أصرخ بصوت مكتوم بسبب لسانه الذي أدخله بداخل فمي ليتناوش لساني بقبلة رطبة تجعل القشعريرة تسري في جميع أنحاء جسدي كان يمتص لساني وكأنه يريد أقتلاعه

حاولت أن أبعده شعرت بأنني بحاجة إلى الهواء أريد أن أتنفس لكنه لم يتركني بقي على وضعيته يلتهم شفتي بعنف تخبطت تحته ليضغط علي بقوة ليجعلني أصرخ بصوت مكتوم بسبب لسانه الذي أدخله بداخل فمي ليتناوش لساني بقبلة رطبة  تجعل القشعريرة تسري في جميع أنحاء جس...

حاولت الإفلات وأخيرًا نجحت في الابتعاد عنه لأخذ نفس عميق من الهواء الذي اشتدت حاجتي إليه هو أيضًا لم يكن أفضل حالًا كان يلهث بحثًا عن الهواء وكأنه فقد السيطرة تمامًا :-

_ تريدين أت تضاجعي رجال

قال بصوت ممزوج بالغضب والسخرية:-

_ حسناً دعيني أعلمك ما ستقومين به .

ما الذي أسمعه منه ما الذي يخطط لفعله لم يسمح لي حتى بفهم ما يقوله لم يسمح لي بترتيب عقلي الذي يحاول ترجمة كلماته اللعنه ما الذي سيفعله ... للحظة أمسك ثيابي و مزقها كيف و متى ؟ أنا نفسي لا أعرف كل ما اعرفة أنا الأن عارية أمامه تماماً نظراته لي تخيفني لا أعلم أن كانت نظرات شهوانية أم غاضبة أم أي شيء لا أعلم لكنها تجعلني أرجف خوفاً منها أبتعدت عنه لأخفي نصف جسدي بيدي و أنا أنظر أليه و الخوف يكاد يأكل قلبي نبضاتي أزدادت بالخفقان :-

_ آ...آرثر ما الذي .

سحبني من قدماي لأعود الى أسفله بقسوة آلمني حقاً عندما سحبني ليبعد يداي بقوة و يعيدهما أعلى رأسي ليدس وجهه في عنقي دون أي مقدمات منه دون أن يعطيني فرصة للدفاع عن نفسي بقي يقبلني في جميع أنحاء رقبتي بقسوة يطبع علاماته علي أحاول الأفلات لكن دون جدوة هو كالجدار لا يتحرك على الأطلاق لا يريد الأبتعاد عني لينزل برأسه على صدري لتخرج شتائم من فمه و كلمات غير مفهومة لم أتمكن من فهمها ... أشعر أن جسدي يريد الأستجابة له لكن عقلي يمنع هذا هو لا يفعل هذا بدافع الحب هو يريدني فقط كعاهرة من عاهراته هو غاضب فقط هذا آرثر لا يهمه شيء سوا ذاته :-

_ أرثر أرجوك أبتعد ....

_ تريدين أن تضاجعي الرجال هممم حسناً لأكون أول رجل تضاجعيه سيعجبك الأمر سأجعله يعجبك بيلا .

قال ما يقوله بحدة لينقض على صدري بوحشية بعد أن وضع حلمتي في فمه ليعضهما بشدة و كأنه يعاقبني على كل كلمة قلتها :-

_ أأأأأهههههههه مؤلم آرثر .... مؤلممممم.

لم يهتم بصراخي لم يهتم بي و بمشاعري ... لم يكن في العالم أصلاً كان في عالمه عالمه الخاص الذي لا يسمع صوت أي شخص من حوله فقط صوته الداخلي فقط صوت عقله اللعين .... كان يعنف حلمتاي بقوة حتى أنهما خرجا منهما الدماء بسبب أفتراسه لهما شعرت بقلبي يعتصر ألم لما يفعل هذا معي مئات من الأسئلة تخطر على بالي لا يمكنني أن أتحمل كل هذا العذاب لما ؟ اللعنة على دموعي التي تنهمر وقت لا أريد منها أن تنزل اللعنة عليك آرثر اللعنة أريد فقط أن أتخطاك أريد الأبتعاد عنك أنت خطير على قلبي خطير جداً هو ليس فقط يعنف جسدي بل يعنف قلبي و عقلي ترك يداي حاولت أن أبعده لكن دون جدوى كل ما أفعله يفشل معه هو أصبح كالوحش الذي لا أحد يستطيع أيقافه أمسكني من خصري بقوة أقسم أنها ستخترق جسدي بأي لحظة من شدتها دموعي لا تتوقف عن الأنهيار و أنا أتوسله أن يوقف ما يقوم به لكن دون فائدة و كأن ليس له آذان لسماع صوتي حتى أنه مجنون حقاً مجنون ....

ترك صدري بعد أن صنع منه لوحة باللون الأزرق و البنفسجي و الأحمر اللعن عليه هو مؤلم حقاً ضننت أنه أنتهى من عقابي هذا اللعين لكن كل ما كنت أضنه خاب حتى ضني يخدعني و لا يفعل ما أريده منه لينزل بقبلاته الى أنوثتي عض على شفتيه بقوة وهو ينظر الى مكاني المخجل اللعنة ضممت قدماي بقوة ووضعت يديا منعن له من النظر كانت الغرفة مظلمة نوعاً ما لكن هناك ضوء كفيل بجعله يشاهد كل شيء و كل جسدي نظر لي بحدة و هو يأمرني بعيناه المضلمتين و الحادتين :-

_ أبعدي يداكي بيلا و ألا ستندمين صغيرتي .

لم أرد أبداً أن أبعد يداي لا أريد أن أخسر عذريتي صدقاً أنا لا أريد أن أفقد عذريتي بهذه الطريقة العاهرة هذه لااا ليس الآن تباً لي تباً لك آرثر تباً لكل هذه الحياة العفنة التي أعيشها هززت رأسي بالنفي و أنا أعارضه ليبعد يداي بقسوة و يفرق قدماي وهو ينظر ألي بتهديد واضح :-

_ أغلقيهما و سأقتلكي لن أرحمكي .

كل ما يصدر مني هي شهقات بكائي كم شعرت بنفسي ذليلة تحت رحمته كم شعرت بأني عاهرة شعرت بالذل و الأهانة و كل المشاعر السيئة التي راودتني جعلتني أتمزق من داخلي و أنقبض قلبي بقوة و كأنه سيخرج من داخلي أزدادت شهقاتي و أنا أنظر أليه :-

_ هيا آرثر أفعلها فأنا عاهرتك ألم تشتريني لتتمتع بجسدي أشتريتني من دار الدعارة لأكون عاهرتك فقط لذا أفعلها ضاجعني كما تضاجع عاهراتك أوليس أنا واحدة منهن .

نظر ألي بعينان واسعتين بلحظة توقف عن ما يفعله لي كل ما قلته كان في قلبي يألمني كونه أشتراني لأكون عاهرته فقط منذ زمن كان يقولها يقول لي عاهرتي الخاصة نعم ماذا سأتمنى منه لا شيء :-

_ ماذا تقولين بيلا ؟

_ أنا أقول الحقيقة ...

حقاً مللت من حياتي كوني أمثل أنني بخير دائماً مللت من كل ما أعيشه مللت كوني عاهرة في نظر آرثر لكن لا شيء سيتغير على الأطلاق لا شيء سحقاً سحقاً سحقاً ... توقفي أيتها الدموع اللعينة أرجوكي توقفي ... نظراته لم تدم سوا دقائق ليتركني و يقف أخذت الغطاء بسرعى لكي أخفي به جسدي بأكمله لكي أخفي ما تبقى من كرامتي و ألملم الذل و الخيبة التي أنا أعيش بها لم يستر نحوي وقف ليأتني صوته و أنا أمسح دموعي :-

_ أياكي و قول هذا مجدداً .... أخر تحذير .... و أياكي أن تقولي ستضاجعين من تريدين أنتي ملكي وحدي أنا من سيفعل ما يشاء بك .

كانت هذه تحذيراته الأخيرة قبل أن يطبق الباب بقوة غاضبة ورائه أنهرت بالبكاء بكيت كل ألمي لففت نفسي بالغطاء و أنا أبكي أريد فقط البكاء حياتي أنا و آرثر يستحيل أن تكون بخير كل ما نفعله هناك بعد كبير بيننا أنا وهو لا شيء يجمعنا لا شيء ... كم نهرت نفسي أن لا أعيش بخيالات وهمية أن لا أعيش خيالي مع آرثر هو لن يكون لي لن يكون لكي يا بيلا عليكي أن تفهمي هذا عليكي هذا ...

.

.

.

العودة الى الحاضر ....

.

.

.

بيلا :- لا شيء أيف هيا لقد وصلنا الى المستودع علينا أن نتجهز يجب أن ننفذ كلام الزعيم فأنا غاضبة و أريد قتل كل من أمامي .

...............................................

ما هو رأيكم في البارت ؟

ما هو أكثر مقطع أحببتموه ؟

ما هو أكثر مقطع كرهتموه ؟

ما هي أكثر مقطع أثر بكم ؟

وايت ؟

أيف ؟

بيلا ؟

آرثر ؟

لا تنسو التصويت على البارت بليز مشان تقوية الرواية و التعليق مع الفقرات أحبكم كثيييير ❤❤❤❤❤❤❤❤


تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

أكتب التعليق على هذا المدونة و البارتات لأستمرارنا بكتابة الروايات و جعل الأمر ممتع و مهم ....